بين ديون الذكاء الاصطناعي وقرارات الفائدة.. من يربك الأسواق؟

لم يعد الذكاء الاصطناعي عنواناً لسباق تقني فقط، بل فاتورة تمويل ضخمة تُختبر الآن على شاشات التداول، فهل يتحمّل القطاع المزيد من الديون والنفقات لبناء مراكز بياناته، أم أن سؤال العائد بدأ يقضم شهية المخاطرة؟

في الوقت نفسه، يقف المستثمرون أمام "خميس" مزدحم بقرارات بنوك مركزية في بريطانيا وأوروبا واليابان، وعيونهم على تضخم أميركا الذي قد يعيد رسم مسار الفائدة.. وتاليا مزاج الدولار وحدود الذهب والفضة.

وول ستريت.. ضغط على التكنولوجيا

أغلقت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على انخفاض الأربعاء، مع تراجع ستاندرد آند بورز 500 وناسداك إلى أدنى مستوياتهما في ٣ أسابيع، وسط مخاوف متزايدة من كلفة تمويل موجة الذكاء الاصطناعي. وجاءت الشرارة من سهم أوراكل الذي هبط 5.5% بعد تقرير أفاد بأن "بلو أول كابيتال" أكبر شركاء الشركة السحابية في مراكز البيانات لن يدعم صفقة بقيمة 10 مليارات دولار لمنشأتها التالية.

الأثر لم يتوقف عند أوراكل. فقد تراجع أمازون 0.5% مع تقارير عن محادثات لاستثمار نحو 10 مليارات دولار في أوبن إيه.آي.

وفي قلب هذه التحركات، يبرز قلق المستثمرين من قدرة شركات التكنولوجيا على تحمّل مزيد من الديون لتمويل الذكاء الاصطناعي، ومن "استدامة" الإنفاق وعائد الاستثمار في العام الجديد.

انعكس ذلك على أسهم الرقائق أيضاً، إنفيديا تراجعت 3.7%، وبرودكوم 4.5%، ما ضغط على مؤشر الرقائق الأوسع نطاقاً.

ووفق بيانات أولية، هبط ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.15% إلى 6722.22 نقطة، وتراجع ناسداك 1.80% إلى 22695.50 نقطة، فيما انخفض داو جونز 0.47% إلى 47888.41 نقطة.

طوكيو تلتقط العدوى.. نيكي عند أدنى مستوى في 3 أسابيع

في اليابان، بدا أن قصة وول ستريت تمتد. اختتم المؤشر نيكي تعاملات الخميس عند أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع، متأثراً بعمليات جني أرباح في أسهم التكنولوجيا الثقيلة، بينما يقيم المتعاملون آفاق نمو الذكاء الاصطناعي وشركات مراكز البيانات. تراجع نيكي 1.03% إلى 49001.5 نقطة، وهو أدنى إغلاق منذ 25 نوفمبر، وانخفض توبكس 0.37% إلى 3356.89 نقطة.

قال كبير الخبراء الاستراتيجيين لدى "إيواي كوزمو سيكيورتيز"، كازواكي شيمادا، إن مخاوف السوق عادت بشأن ربحية الشركات ومراكز البيانات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، وإن اليابان ليست بعيدة عن التأثر "لأن هناك الكثير من مراكز البيانات التي يتم إنشاؤها في البلاد".

وتراجع سهم مجموعة سوفت بنك 3.76%، فيما خسر أدفانتست المرتبط بالرقائق 3.32%، وانخفض فوجيكورا لصناعة كابلات الألياف البصرية 3.42%.

وسط هذا المشهد، حافظ الدولار على مكاسبه أمام العملات الرئيسية الخميس مع ترقب الأسواق قرارات بنوك مركزية في بريطانيا وأوروبا واليابان. ولم يشهد مؤشر الدولار تغيراً يذكر مسجلاً 98.39 بعد ارتفاع 0.2% في الجلسة السابقة.

ظل الجنيه الإسترليني متراجعاً بعد انخفاض غير متوقع للتضخم في بريطانيا، ما دعم توقعات خفض بنك إنكلترا للفائدة. وتكاد الأسواق تسعّر بنسبة ١٠٠٪ خفضاً بمقدار ربع نقطة مئوية الخميس. في المقابل، عوّض الين جزءاً من خسائر الجلسة السابقة مع بدء اجتماع سيستمر يومين لبنك اليابان، ومن المتوقع أن يرفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.75% من 0.5%، وهو ما قد يضعها عند أعلى مستوى في ثلاثة عقود. رغم ذلك، هبط الين 0.1% مقابل الدولار إلى 155.87 بعدما تراجع 0.6% الأربعاء، واقترب من مستوى انخفاض قياسي أمام الفرنك السويسري مسجلاً 195.96.

كما استقر اليورو عند 1.1744 دولار، واستقر الإسترليني عند 1.3367 دولار. وفي العملات المشفرة، ارتفعت بتكوين 0.6% إلى 86509.67 دولار، وزادت إيثر 0.3% إلى 2828.33 دولار.

أوروبا.. حذر قبل "خميس" الفائدة وتضخم أميركا

في الأسهم الأوروبية، اتسمت التحركات بالمحدودية الخميس، إذ تبنى المتعاملون موقفاً حذراً قبل صدور سلسلة من قرارات البنوك المركزية في المنطقة وبيانات تضخم أميركية رئيسية. انخفض مؤشر ستوكس 600 نحو 0.1% إلى 579.43 نقطة حتى الساعة 0806 بتوقيت غرينتش، وتراجع داكس الألماني 0.1%، بينما ارتفع مؤشر فاينانشال تايمز في لندن 0.1% قبل قرار بنك إنكلترا.

ومن المقرر أن يعلن البنك المركزي الأوروبي وبنك النرويج وريكسبنك السويدي قراراتهم لاحقاً الخميس، مع توقعات واسعة بتثبيت الفائدة. لكن الأنظار تظل على "المسار الذي سيسلكه المركزي الأوروبي فيما بعد"، لا سيما بعد تصريحات صانعي السياسة التي فتحت الباب أمام رفع أسعار الفائدة العام المقبل، بما يوحي باختلاف محتمل عن اتجاه الفيدرالي الأميركي.

قطاعياً، قادت أسهم الطاقة مكاسب السوق الأوروبية بارتفاع 0.5% مع استمرار ارتفاع أسعار النفط. وفي المقابل، هبطت أسهم الرعاية الصحية 0.6%، إذ خسر سهم نوفو نورديسك 1.4% وأسترازينيكا 0.5%.

ذهب محكوم بالدولار.. وفضة تخطف الضوء قبل بيانات التضخم

على صعيد المعادن النفيسة، استقرت أسعار الذهب الخميس مدعومة بمؤشرات على ميل مجلس الاحتياطي الاتحادي للتيسير النقدي، لكنها بقيت مكبوحة بفعل قوة الدولار. انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 4332.29 دولاراً للأوقية، وتراجعت العقود الأميركية الآجلة 0.2% إلى 4364.7 دولاراً، بعدما ارتفع الذهب بأكثر من 1% في وقت متأخر من الأربعاء.

في المقابل، حامت الفضة قرب مستوى قياسي مرتفع. ارتفعت 0.2% إلى 66.44 دولاراً للأوقية بعد تسجيلها 66.88 دولاراً في الجلسة السابقة، وزادت 129% منذ بداية العام، متجاوزة مكاسب الذهب البالغة 65%، بدعم الطلب الصناعي القوي واهتمام المستثمرين وتقلص المخزونات.

ويتطلع المستثمرون إلى مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي لشهر نوفمبر الذي يصدر لاحقاً الخميس، يليه مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الجمعة، في وقت تتوقع الأسواق خفضين إضافيين للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 2026 بعد خفض الفيدرالي الفائدة الأسبوع الماضي للمرة الثالثة والأخيرة هذا العام.


هذا المحتوى مقدم من Blinx - بلينكس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من Blinx - بلينكس

منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ 26 دقيقة
قناة روسيا اليوم منذ 8 ساعات
قناة العربية منذ 15 ساعة
قناة العربية منذ 16 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 12 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 7 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 8 ساعات
قناة العربية منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ 7 ساعات