أصدر نبيل أغنيته الجديدة "تايه في الأماكن"، التي تُعدّ ثاني إصداراته هذا العام بعد ألبومه القصير:"مش طبيعي" الذي طرحه في مايو الماضي بـ6 أغنيات مختلفة.
بات نبيل واحدًا ممن لديهم مسارًا مهنيًا قادرًا على التعبير عن المزاج العام بلغة بسيطة وقريبة، اختار التريّث بدلًا من الغزارة مع ميل واضح للاشتغال على الحالة الشعورية أكثر من السعي وراء الصخب أو الاستعراض، في أغنيات حققت انتشارًا واسعًا، في أعمال مثل "درس حياتي" و"سد خانة" و"عايش في الضباب" وغيرهم.
نبيل يبحث عن البساطة في اللحن والكلمات
تحمل أغنية "تايه في الأماكن" توقيع محمود الدسوقي كلماتٍ وألحانًا، مع توزيع مشترك من أحمد حسام وإلهامي دهيمة. تبدأ بوتريات هادئة تقودها الجيتارات، لتفسح المجال أمام صوت نبيل وهو يسرد وجعه بنبرة مشبعة بالشجن: "تايه في الأماكن/ ناس بتمشي وأنت ساكن/ آه بعيد عن عيني لكن/ لسه شايفك عندي غالي".
لا يكتفي نبيل برصد حالة الفراق فقط في الأغنية، بل تسرد الكلمات عتابًا هادئًا يلوم فيه نفسه وحبيبته دون اندفاع أو مبالغة.
جاء اللحن ليراعي طبيعة النص العاطفية ويضع صوت نبيل في الواجهة بوصفه بطلًا للحكاية. بينما ارتكز التوزيع على الوتريات مع لمسات من الإيقاعات الغربية، وبرزت الجيتارات في المقدمة والفواصل، مع وجود مساحات صامتة لاستدعاء الذكريات.
كليب يؤكد رغبة نبيل في البساطة
على المستوى البصري، اختار نبيل تقديم الأغنية عبر فيديو كليب بسيط، ظهر فيه جالسًا أمام ميكروفون، وفي مشاهد أخرى ممسكًا بجيتاره، مع تركيز واضح على تعبيرات وجهه وإحساسه أثناء الأداء. أخرج الكليب فيكتور نصر، وجاء منسجمًا مع روح الأغنية التي لا تحتاج إلى حبكة بصرية معقّدة بقدر ما تحتاج إلى صدق في التعبير.
حكم أولي
"تايه في الأماكن" تلائم الأجواء الشتوية، تحكي عن الحنين بنبرة صادقة وإحساسٍ مرهف يشعر المستمع كأنه داخل القصة. تناسب المساحة الأصدق لصوته ونبرته، وتعيد هذه الأغنية إلى الأذهان تجربته السابقة في "نفسي أفوق" قبل نحو ثلاث سنوات، وإن اختلف الموضوع والجمل اللحنية بين العملين.
اللحن والتوزيع كانا يخدمان الحالة الشعورية التي لا تحتمل الصخب، بل تحتاج إلى هدوءٍ محسوب يُبرز الإحساس ويمنح الصوت مساحته الطبيعية. وقد جاء ختام الأغنية محمّلًا بالآهات، كأن الشخصية الغنائية وصلت إلى لحظة إنهاك لم يعد لديها ما تضيفه.
ورغم أن نبيل ليس من الفنانين الذين يطرحون أعمالهم بوتيرة متسارعة، فإنه يحافظ على إيقاع متزن في اختياراته، ورغم خلو "تايه في الأماكن" من أي استعراض صوتي أو تنقّل حاد بين القرار والجواب كما فعل في إصدارات سابقة، إلا أنها تقدّم هدوءً متقن التنفيذ، يترك أثره بعد انتهاء الأغنية، حيث يظل مطلعها عالقًا في الذهن، دافعًا المستمع إلى إعادة الاستماع من جديد.
هذا المحتوى مقدم من بيلبورد عربية
