الجسد بوصفه معبداً جدلية المقدس والمدنس في نص صولجان في معبد مباح للشاعرة أزهار السيلاوي

تُقدم الشاعرة أزهار السيلاوي في نصها (صولجان في معبد مباح) تجربة شعرية سردية استثنائية تتجاوز فيها حدود الوصف الحسي المباشر لتصعد بالجسد إلى مرتبة (الميتافيزيقا). هذا النص ليس مجرد بوح إيروسي بل هو بيان للتمرد وإعادة صياغة لعلاقة الإنسان بالمقدس عبر بوابة الرغبة.

حين تكتب الشاعرة نصاً بهذا التدفق فهي تمر بحالات وجدانية مركبة

استعادة الجسد في المجتمعات التي يُحاط فيها جسد المرأة بالصمت والمحرمات تصبح الكتابة الإيروسية (فعل مقاومة) الشاعرة هنا لا تصف لذة بل تعلن (ملكية) هذا الجسد. إنها تقول:(هذا محرابي- وأنا الكاهنة فيه)

تعيش الشاعرة حالة من الحلول الصوفي حيث تكسر الحدود بين الروح والمادة. هي تشعر أن الرغبة ليست نقيضاً للقداسة بل هي طريق إليها لذا استعارت مفردات (المعبد- الكاهنة- الصلاة-التراتيل)

يظهر في نهاية النص (لا أحد يسمعها.. لا أحد ينجو) هذا يشير إلى أن الكتابة هي وسيلتها الوحيدة لكسر عزلة استمرت (أربعين خريفاً). هي تكتب لتملأ فراغاً وجودياً لا يملؤه إلا الخيال

يبدأ النص بـ (عتبة) عنوانية مثيرة للجدل: (صولجان في معبد مباح)

الصولجان رمز تاريخي وأسطوري للقوة والسلطة (دينية أو ملكية)

فالمعبد في العرف هو (الحرام) والمغلق لكنه هنا يصبح (مباحاً) مما يوحي بأن الشاعرة تنزع القداسة عن المؤسسة التقليدية لتمنحها للجسد. الجسد هنا هو المعبد الحقيقي واللقاء الجسدي هو الطقس التعبدي الأسمى.

تتلاعب (السيلاوي) بذكاء لغوي مدهش بـ (المسكوت عنه). هي لا تسمي الأشياء بمسمياتها العارية التي قد تخدش انسيابية الشعر بل تستبدلها بـ استعارات كونية

(لهاث الطين) إشارة إلى أصل التكوين البشري والشهوة البدائية

(رحيق فاغر) تعبير عن ذروة الاحتياج والأنوثة المتدفقة

(أنفاس الأزرار) أنسنة للأشياء مما يمنح عملية(خلع الثياب) بعداً درامياً وكأن المادة نفسها تشارك في الطقس

الشاعرة هنا لا تكتب (إيروسية) لغرض الإثارة بل لغرض الكشف. هي تكشف عن مكنونات النفس البشرية التي تتحد فيها اللذة بالخوف- والارتباك بالثورة

في النص صراع (جندري) مغلف بالأسطورة. يظهر (الإله) بملامح متقشرة وهو رمز للمقدس الجامد أو السلطة الذكورية المتعبة بينما (الكاهنة) (المرأة) هي من يمتلك النور والوشم والانتفاضة.

أجمل ما في النص هو جملة(تشعل التمرد على قواميس الإله) هنا نصل إلى جوهر النص فاللذة عند (أزهار السيلاوي) هي أداة معرفية لتحطيم القواميس الجاهزة والقيود الاجتماعية والدينية التي كبّلت الجسد لقرون. الكاهنة هنا ليست ضحية بل هي"(تطعنه) هي فاعلة هي من يمزج الخوف بالعبث ليعيد ولادة الفجر. ومن هنا يكون جمالية (السرد الشعري) وانفجار المشهد.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من وكالة الحدث العراقية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من وكالة الحدث العراقية

منذ 49 دقيقة
منذ 4 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 8 ساعات
وكالة الحدث العراقية منذ 17 ساعة
قناة السومرية منذ 5 ساعات
قناة السومرية منذ 7 ساعات
قناة السومرية منذ ساعتين
قناة السومرية منذ 3 ساعات
قناة السومرية منذ 6 ساعات
قناة السومرية منذ 7 ساعات
عراق أوبزيرڤر منذ 6 ساعات