قال المرشح الرئاسي الليبي السابق، سليمان البيوضي، إن عبدالحميد الدبيبة لم يعد في جعبتة الكثير، وهو مقبل على لعب ما يشبه «الروليت الروسية» عبر إعادة تنظيم حكومته، وبشيء من التجرد، ووفقًا لمنهجية الإقصاء والاضطهاد التي مارسها في المرحلة الأولى من حكومته، يمكن تقدير النتيجة مسبقًا ومعرفة الخاسر في هذا الرهان.
وأكد البيوضي، عبر حسابه على فيسبوك أن إعادة هيكلة الحكومة تحتاج إلى قرار شجاع، يواجه فيه مسألة بالغة الحساسية تتعلق بموقف العائلة (منظومة السلطة) من أي شخصية مقترحة للمشاركة في السلطة الجديدة، والقدرة على التفاعل مع معطيات جديدة دون الارتهان لمواقف مسبقة، وهو أمر يبدو مستحيلًا بالنظر إلى النموذج السابق.
ونوه بإن أي تحديث للحكومة بمنطق التبعية المطلقة هو فشل مؤكد وقفزة في الهواء، فيما تظل النقطة المضيئة الوحيدة في هذا المشروع هي الإطاحة ببعض الطامحين مبكرًا وإزاحتهم من المشهد العام قبيل إعادة ترتيب المشهد السياسي الليبي دوليًا.
ولفت إلى أن الدبيبة أمام خيارات صعبة، تبدأ من فكرة التخلي عن أقرب حلفائه، بل وحتى عن أبنائه داخل الحكومة، بما يعني هدم البيت على رؤوس ساكنيه إذا فشلت هذه الخطوة، وصولًا إلى التعاطي مع المعارضة بمستوياتها المختلفة.
وأوضح أن تجاهل أي طرف من أطرافها سيؤدي إلى بلورة معارضة أكثر قوة وقدرة، على عكس المعارضة الحالية التي صُنِع بعضها على عينه.
وتابع: من المؤكد أن الدبيبة بات على قناعة بأن حكومته الحالية غير قابلة للحياة، ولذلك اختار المضي نحو تعديلها، غير أن الخطوة حتى الآن تبدو قفزة غير محسوبة، يطلق فيها النار على قدميه .
واستطرد: أقول يقينًا إن الدبيبة بحاجة إلى إعادة قراءة واقع غرب البلاد، والتعامل بجدية وشجاعة مع توصيات أممية سابقة، لا سيما ما يتعلق بدور نجلاء المنقوش في وساطة مباشرة لمنع تآكل الحكومة في الأوساط الشعبية، والتجرد من اعتبارات العائلة (منظومة السلطة) ومواقفها، والانطلاق من جديد نحو بناء تحالف سياسي ديناميكي قائم على القدرة والتأثير .
واختتم البيوضي: قد يمنحه ذلك فرصة أخيرة للخروج الآمن وضمان المشاركة السياسية ولعب أدوار في مراحل قادمة، غير أنني لا أتصور قدرته على تطبيق التوصيات الأممية، ما يجعل التعديل القادم، في تقديري، محكومًا عليه بالفشل .
هذا المحتوى مقدم من الساعة 24 - ليبيا
