رئيس بورصة أبوظبي: 40% من متوسط التداول اليومي يأتي من مستثمرين أجانب

على مدى خمسة وعشرين عاماً، رسّخ سوق أبوظبي للأوراق المالية مكانته كأحد أبرز الأسواق المالية في المنطقة والعالم، مستنداً إلى مسيرة متواصلة من التطوير والابتكار، وتمكين رؤوس الأموال، وتعزيز ثقة المستثمرين. هذه الرحلة لم تكن مجرد نمو في عدد الشركات المدرجة أو القيمة السوقية، إنما تحوّل نوعي في البنية التنظيمية والتقنية، وفي فلسفة إدارة السوق نفسها.

في حوار حصري ضمن برنامج "حوار وقرار"، استعرض عبد الله النعيمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية، أبرز المحطات التي شكّلت مسار السوق منذ تأسيسه. وأكد أن البداية كانت بسوق إلكتروني متقدم نسبياً في زمانه، لكن مع وجود العديد من العمليات اليدوية، لا سيما في التسويات والاكتتابات.. ومع مرور السنوات، انتقل السوق تدريجياً إلى منظومة رقمية متكاملة، جعلت من تجربة المستثمر أكثر سهولة وشفافية.

من الإنجازات المفصلية التي توقف عندها النعيمي، إدخال التداول على الهامش في بدايات الألفية، وتطوير أنظمة الرقابة الداخلية، حيث كان سوق أبوظبي من أوائل الأسواق الإقليمية التي تعاونت مع شركات رقابة عالمية، كما شكّل الإدراج المشترك مع أسواق عالمية كبرى، مثل نيويورك، نقلة نوعية عززت حضور السوق دولياً وربطته بدورة رأس المال العالمية.

وعند الحديث عن السيولة، شدد النعيمي على أن حجم التداول ليس هو التعريف الحقيقي لها، بل النتيجة النهائية لمرونة سجل الأوامر؛ فكلما تنوعت استراتيجيات المستثمرين، وتحسنت علاقات الشركات المدرجة مع المستثمرين والمحللين، زادت كفاءة السوق وارتفعت السيولة بشكل صحي ومستدام. وفي هذا السياق، دعا الشركات المدرجة إلى التركيز على بناء قصة استثمارية واضحة ومستدامة، تتجاوز حدود الإفصاح المالي الإلزامي، وتُفَعِّل دور علاقات المستثمرين كعنصر أساسي في الجذب الاستثماري.

الابتكار الإنساني كان حاضراً بقوة في حديث الرئيس التنفيذي، خاصة عند استعراض تجربة تطبيق قواطع التداول بأسلوب فريد على مستوى الشركات وليس المؤشر العام فقط، مع إدخال نظام المزاد السعري للحد من الذعر الجماعي في أوقات الأزمات. هذه المبادرة، التي انطلقت من ملاحظة إنسانية لسلوك المستثمرين، أصبحت لاحقاً نموذجاً احتذت به أسواق عالمية.

أما في عصر الذكاء الاصطناعي، فرغم اعتماد السوق على عشرات المشاريع التقنية المتقدمة، أكد النعيمي أن الإنسان سيبقى محور الإبداع وصناعة القرار، لأن التكنولوجيا، مهما تطورت، تظل أداة داعمة وليست بديلاً عن الحس الإنساني والقدرة على الابتكار. وفي ما يتعلق بجذب رؤوس الأموال الأجنبية، أشار إلى أن نحو 40% من متوسط التداول اليومي في السوق يأتي من مستثمرين أجانب، بينهم كبرى الصناديق العالمية وصناديق التقاعد، وهو ما يعكس قوة اقتصاد أبوظبي ومكانته كـ عاصمة لرأس المال . كما توقع استمرار نمو هذه النسبة خلال السنوات المقبلة، مدفوعة بتطور المنتجات المالية، مثل الصناديق المتداولة ومؤشرات العوائد النقدية. ولم يغفل الحوار دور الشركات العائلية، حيث يعمل السوق على دعمها في مسار التحول إلى شركات مدرجة عبر أسواق تأهيلية وحلول حوكمة، لما لذلك من أثر إيجابي في توسعها وزيادة فرصها التنافسية. في الختام، وجّه النعيمي رسالة للمستثمرين بأن الاستثمار طويل الأجل في أسواق المال يظل من أنجح أدوات بناء الثروة، داعياً إلى تجنب الشائعات، والاعتماد على المصادر الموثوقة، والنظر إلى السوق كمساحة للنمو المستدام لا للمضاربات العابرة. هكذا يواصل سوق أبوظبي للأوراق المالية رحلته، جامعاً بين الابتكار، والحوكمة، والثقة، في نموذج يعكس طموح اقتصاد الإمارات ورؤيته المستقبلية.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ ساعة
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
منذ ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ ساعة
قناة CNBC عربية منذ 5 ساعات
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
قناة العربية - الأسواق منذ ساعة
قناة CNBC عربية منذ 5 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 22 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 56 دقيقة
منصة CNN الاقتصادية منذ ساعة