أظهر أحدث تقرير لمؤشر أسعار المستهلك ارتفاعاً طفيفاً في التضخم، أقل من توقعات الأسواق وأضعف من القراءة السابقة، ورغم ذلك، لم تتفاعل الأسواق بشكل كبير، وارتفع الدولار بينما تراجع الذهب، ورغم أن البيانات تبدو كونها مغرية من ناحية التيسير النقدي، لم تغير موقف المستثمرين الفعلي.. التفاصيل في

أظهر أحدث تقرير لمؤشر أسعار المستهلك ارتفاعاً طفيفاً في التضخم، أقل من توقعات الأسواق وأضعف من القراءة السابقة، ورغم ذلك، لم تتفاعل الأسواق بشكل كبير، وارتفع الدولار بينما تراجع الذهب، ورغم أن البيانات تبدو كونها مغرية من ناحية التيسير النقدي، لم تغير موقف المستثمرين الفعلي.

إذ يرى خبراء بنك «غولدمان ساكس» أن بيانات مؤشر أسعار المستهلكين من غير المرجح أن تُحدث تغييراً جوهرياً في توقعات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وكتب خبراء البنك في مذكرة تعليقاً على البيانات: «من المرجح أن يركز صناع القرار بشكل أكبر على بيانات التضخم الأميركي لشهر ديسمبر قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يناير».

معركة الين والدولار.. لمن تميل الكفة بعد قرار بنك اليابان؟

بيانات مفاجئة

ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 2.7% على أساس سنوي، وهو أقل من ارتفاع شهر سبتمبر بنسبة 3% والزيادة المتوقعة بنسبة 3% من قبل الاقتصاديين.

أما مؤشر أسعار المستهلكين الأساس، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، فارتفع بنسبة 0.2% من سبتمبر إلى نوفمبر، وبنسبة 2.6% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.

تعليقاً على البيانات، قالت كاي هايغ، الرئيسة المشاركة العالمية لحلول الدخل الثابت والسيولة في «غولدمان ساكس»: «لن يؤثر انخفاض معدل التضخم على موقف الاحتياطي الفيدرالي نظراً لتقلبات البيانات وطول فترة الإغلاق الحكومي التي حجبت كثيرا من الأرقام».

ويبدو أن الأسواق تأخذ في الحسبان أن التغيرات الشهرية للتضخم قد تكون مؤقتة، لذلك لا تتحرك فور صدور البيانات المفاجئة، وفقاً لهايغ.

متداولة في بورصة نيويورك للأوراق المالية (NYSE) قبل جرس الإغلاق في 5 أغسطس 2024.

مقارنة مستحيلة

كتبت هايغ: «غياب بيانات شهر أكتوبر يجعل المقارنات الشهرية مستحيلة. وبدلاً من ذلك، سيركز الاحتياطي الفيدرالي على مؤشر ديسمبر، الذي سيصدر في منتصف يناير قبل أسبوعين فقط من اجتماع اللجنة، باعتباره مؤشراً أدق للتضخم».

ويبدو أن غياب بيانات أكتوبر يزيد حالة التردد بين صناع القرار والمستثمرين، مما يجعل الأسواق أكثر تحفظاً في التفاعل مع أي بيانات منفردة.

في غضون ذلك، لم تنعكس البيانات على الأسواق، إذ ارتفع الدولار مقابل سلة من العملات بنسبة 0.2% إلى 98.55 نقطة، كما لم تتغير توقعات خفض الفائدة، إذ أظهرت «فيد ووتش»، توقع متداولي العقود الآجلة بنسبة 75.6% أن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه يناير، بينما تبلغ احتمالات خفض أسعار الفائدة في مارس 46%.

أسعار الذهب العالمية تواصل التراجع وسط ترقب لبيانات أميركية مهمة

الحركة الأخيرة لباول

كتب سكايلر ويناند، كبير مسؤولي الاستثمار في «ريغان كابيتال»: «لن يؤدي انخفاض مؤشر نوفمبر إلى تغيّر توقعات إبقاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي موقفه المتردد بشأن أسعار الفائدة».

أضاف ويناند: «من المرجح أننا شهدنا آخر تحرك لسعر الفائدة، الأسبوع الماضي، من جانب باول، حيث يتوقف المجلس مؤقتاً لتقييم استمرار تحسن التضخم وسوق العمل».

تابع ويناند: «التقييم الحالي للفيدرالي يوضح سبب التريث، ويشير إلى أن أي خفض جديد يعتمد على بيانات مستقبلية وليس على قراءة واحدة، مع الأخذ في الاعتبار أن ولاية جيروم باول تنتهي في مايو المقبل، ما يعني تبقي 3 اجتماعات: 28 يناير، 18 مارس، و29 أبريل».

خبر سار للفيدرالي

بدأ الانخفاض المطرد في تكاليف السكن بخفض التضخم الأساس، وهذا خبر إيجابي لأن السكن هو أكبر بند في التضخم العام، وفق ديفيد راسل، الرئيس العالمي لإستراتيجية السوق لدى «تريد ستاتيشن».

كتب راسل: «قد يستمر هذا الاتجاه الانكماشي هذا الشهر نظراً لانخفاض أسعار النفط واستمرار الضغط على أسعار المنازل، مما يمنح الاحتياطي الفيدرالي متنفساً لتجنب سياسة متشددة مبكرة».

حصار فنزويلا وسلام روسيا وعصا واشنطن.. كيف تُدار أسعار النفط؟

مزيد من التريث

قال كريس زاكاريلي، كبير مسؤولي الاستثمار في «نورثلايت»: «بيانات التضخم أفضل من المتوقع، لكنها مجرد قراءة لشهر واحد، وقد تشهد تقلبات في الأشهر المقبلة».

أضاف: «التريث أفضل، فالتضخم لا ينخفض إذا استمر خفض أسعار الفائدة بشكل سريع».

كما كتب برنارد ياروس، كبير الاقتصاديين في «أكسفورد إيكونوميكس»: «تضخم أسعار السلع الأساسية ربما بلغ ذروته حالياً، وقد ينتظر البنك حتى مارس قبل أي خفض جديد، شرط صدور بيانات تدعم هذا التيسير».

تري جينيفر تيمرمان، كبيرة محللي إستراتيجية الاستثمار في «معهد ويلز فارغو»: «التضخم الأساس تحت السيطرة أفضل من المتوقع، لكن نحتاج بيانات إضافية بعد إغلاق الحكومة لتأكيد هذا التحسن. إذا جاءت البيانات إيجابية واستمر ضعف سوق العمل، قد نشهد تحركاً من لجنة السياسة المفتوحة في يناير».

الأطول في تاريخ أميركا.. إغلاق 2025 يكسر الأرقام السابقة

ما الذي يعنيه ذلك للأسواق؟

البيانات الأخيرة توضح سبب عدم تفاعل الأسواق مع انكسار التضخم، كما أن الفيدرالي ينتظر سلسلة من القراءات الأكثر شمولاً قبل اتخاذ أي خفض للفائدة، بسبب انقطاع البيانات في فترة الإغلاق الحكومي.

إلى ذلك يبدو أن الدولار يواصل قوته أمام العملات، والذهب يظل تحت ضغط، إذ يقيّم المستثمرون البيانات التي تصدر تباعاً وتأثيرها على توجهات صناع السياسة النقدية، في إشارة إلى تزايد حساسية الأسواق للتعامل مع الأرقام الصادرة تباعاً.


هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من إرم بزنس

منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعة
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ ساعتين
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعتين
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 15 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 22 ساعة
مجلة رواد الأعمال منذ 3 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعتين
قناة العربية - الأسواق منذ ساعتين