قلق الياقات البيضاء.. الذكاء الاصطناعي يهز وهم الأمان الوظيفي

وول ستريت جورنال أن القلق بات يهيمن على شريحة واسعة من الموظفين أصحاب الياقات البيضاء في الولايات المتحدة، في ظل موجة تسريحات متزايدة وتحذيرات متكررة من أن الذكاء الاصطناعي قد يعيد رسم سوق العمل بشكل جذري.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الفئة، التي كانت تعد حتى وقت قريب الأكثر استقرارا وظيفيا، بدأت تشعر بتآكل إحساسها بالأمان الوظيفي، مع تباطؤ التوظيف وارتفاع معدلات البطالة بين الحاصلين على شهادات جامعية.

سوق عمل أكثر قسوة على أصحاب الياقات البيضاء

أوضحت وول ستريت جورنال أن تقرير الوظائف الأخير أظهر إشارات مقلقة، إذ ارتفع معدل البطالة العام إلى 4.6 بالمئة، بينما فقدت قطاعات تعتمد بكثافة على الموظفين المكتبيين، مثل قطاعي المعلومات والأنشطة المالية، وظائف خلال شهري أكتوبر ونوفمبر.

ووفق بيانات وزارة العمل، شهدت الصناعات التي توظف أصحاب الياقات البيضاء تراجعا في التوظيف خلال العام الجاري، بالتوازي مع ارتفاع معدل البطالة بين الحاصلين على تعليم جامعي.

وأضافت الصحيفة أن هذه التطورات أسهمت في تبدل النظرة التقليدية لهذه الفئة، التي كانت تاريخيا أقل عرضة لفقدان الوظائف مقارنة بالعمالة الأقل تعليما.

وتشير بيانات الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك إلى أن العاملين الحاصلين على شهادات جامعية باتوا يقدّرون احتمال فقدان وظائفهم خلال العام المقبل بنحو 15 بالمئة، مقارنة بـ11 بالمئة قبل ثلاث سنوات، في تحول وصفته الصحيفة باللافت.

الذكاء الاصطناعي وتسريحات الشركات الكبرى

بحسب التقرير، تعزز المخاوف من الذكاء الاصطناعي شعور عدم اليقين بين الموظفين، في ظل تصريحات متكررة من رؤساء شركات كبرى تحذر من تأثير هذه التكنولوجيا على الوظائف المكتبية.

ونقلت الصحيفة عن المدير التنفيذي لشركة فورد قوله إن الذكاء الاصطناعي قد يستبدل نحو نصف وظائف الياقات البيضاء في الولايات المتحدة.

وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن شركات كبرى، من بينها أمازون ويو بي إس وتارجت، أعلنت خلال الأشهر الماضية خفضا في عدد الوظائف المكتبية، في وقت تحاول فيه شركات أخرى تصحيح الإفراط في التوظيف الذي شهدته مرحلة ما بعد جائحة كورونا.

كما لفتت إلى أن عدم اليقين المرتبط بالسياسات الاقتصادية الجديدة، بما في ذلك الرسوم الجمركية وتقليصات التمويل، دفع عددا من الشركات إلى تجميد التوظيف.

وتظهر بيانات منصة إنديد أن عدد إعلانات الوظائف في مجالات مثل تطوير البرمجيات والتسويق لا يزال أقل بكثير من مستواه قبل الجائحة، بينما صمدت وظائف الرعاية الصحية بشكل أفضل نظرا لصعوبة استبدالها بالذكاء الاصطناعي.

قصص فردية تعكس قلقا جماعيا

عرضت الصحيفة نماذج شخصية تعكس هذا التحول في سوق العمل، من بينها سارة راند، التي فقدت وظيفتها في مجال الاتصالات بجامعة شيكاغو، بينما تعرض زوجها لتسريح مماثل من شركة ناشئة في قطاع الصحة الرقمية.

وأوضحت راند أن دخلهما، الذي كان من فئة الستة أرقام، تراجع بشكل حاد، ما اضطر العائلة إلى تقليص نفقات أساسية مثل رعاية الأطفال والادخار للتقاعد.

كما نقل التقرير تجربة جيمس رايت، العامل في قطاع التمويل الغذائي، الذي قال إن البقاء في وظيفته الحالية بات الخيار الأكثر أمانا في ظل موجة تسريحات متكررة. وأشار إلى أن ارتفاع تكاليف المعيشة، إلى جانب الغموض المرتبط بمستقبل الذكاء الاصطناعي، جعله أكثر تشاؤما تجاه الاقتصاد.

وأضافت الصحيفة أن هذا القلق لا يقتصر على القطاع الخاص، إذ أظهر تقرير الوظائف تقلصا في التوظيف الحكومي الفيدرالي، ما زاد شعور الهشاشة حتى بين العاملين الذين اعتادوا على استقرار نسبي.

وخلصت وول ستريت جورنال إلى أن أصحاب الياقات البيضاء، رغم استمرار تمتعهم بدخل أعلى من المتوسط، باتوا يشعرون بأن الأمان الوظيفي الذي ميزهم لعقود لم يعد مضمونا.


هذا المحتوى مقدم من Blinx - بلينكس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من Blinx - بلينكس

منذ 3 ساعات
منذ 58 دقيقة
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ ساعة
منذ 3 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ ساعة
قناة العربية منذ 8 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 5 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 35 دقيقة
قناة العربية منذ 9 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 10 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 7 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 6 ساعات