تحل اليوم ذكرى ميلاد المغنية الفرنسية إديث بياف، واحدة من أعظم الأصوات الغنائية في القرن العشرين، والمرأة التي تحولت حياتها بكل ما فيها من ألم وفقدان إلى أغانٍ خالدة ما زالت تعيش في وجدان العالم حتى الآن.

ولدت إديث جيوفانا جاسيون في 19 ديسمبر 1915 بباريس، ونجحت رغم بداياتها القاسية في أن تصبح رمزًا للأغنية الشعبية الفرنسية وصوتًا عالميًا لا يُنسى.

عرفت بياف بأسلوبها الغنائي الصادق، حيث كانت أغانيها أشبه بسيرة ذاتية تروي تفاصيل الحب والخسارة والانكسار، تخصصت في الأغاني الواقعية والعاطفية، وقدمت أعمالًا خالدة من أشهرها «La Vie en rose» و«Non, je ne regrette rien» و«Hymne l'amour»، وهي الأغاني التي رسخت اسمها كأيقونة فنية تتجاوز حدود الزمن واللغة.

بدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة من خلال الغناء في الشوارع والملاهي، قبل أن يسطع نجمها بقوة خلال فترة الاحتلال الألماني لفرنسا، ومع نهاية الأربعينيات، أصبحت الفنانة الأكثر شعبية في البلاد، وامتدت شهرتها إلى أوروبا والولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية، حيث ظهرت عدة مرات في برنامج إد سوليفان الشهير.

لم تكن حياة إديث بياف سهلة، فقد عاشت طفولة قاسية وتنقلت بين الفقر والحرمان، وهو ما انعكس بوضوح على أدائها العاطفي المؤثر، ورغم معاناتها الصحية في سنواتها الأخيرة، واصلت الغناء حتى قبل وفاتها بأشهر قليلة عام 1963 عن عمر ناهز 47 عامًا.

وبعد رحيلها، ظلت قصة حياتها مصدر إلهام للسينما، أبرزها فيلم «La Vie en rose» الذي عُرض عام 2007، ونالت عنه الممثلة ماريون كوتيار جائزة الأوسكار، لتظل إديث بياف، في ذكرى ميلادها، صوتًا خالدًا جسد الألم الإنساني وحوله إلى فن لا يموت.

هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال