خفَّض البنك المركزيّ الرّوسيّ، اليوم الجمعة، سعر الفائدة الرئيسيّ للمرة الخامسة على التوالي، لكنه قال إنّه سيواصل إبقاء تكاليف الاقتراض عند مستوى يُقيِّد النّشاط الاقتصادي.. التفاصيل في

خفَّض البنك المركزيّ الرّوسيّ، اليوم الجمعة، سعر الفائدة الرئيسيّ للمرة الخامسة على التوالي، لكنه قال إنّه سيواصل إبقاء تكاليف الاقتراض عند مستوى يُقيِّد النّشاط الاقتصادي.

وأسفر اجتماع البنك عن خفض سعر الفائدة الرئيسيّ إلى 16% من 16.5%، بعد أن بدأ في خفض تكاليف الاقتراض من ذروة بلغت 21% في يونيو الماضي.

العظماء السبعة يطمئنون الأسواق.. كيف صححت «ميكرون» أخطاء «أوراكل»؟

ردّ فعل السّوق

عقب قرار البنك المركزيّ الروسي، ارتفع سعر صرف الدّولار مقابل الرّوبل إلى مستويات 80.5 روبل للدّولار بزيادة 1%.

ويتّجه الدّولار للارتفاع مقابل الرّوبل خلال هذا الأسبوع بنسبة 1.2%، في حين ينخفض خلال التّداولات بنسبة 0.6%.

ومنذ بداية العام، نجح الرّوبل في تسجيل ارتفاعٍ كبيرٍ أمام العملة الأميركيّة، ليقفز من مستوياتٍ قرب 90 روبلاً للدّولار إلى المستويات الحاليّة، بارتفاعٍ يقارب 1.5%.

صورة توضيحية للروبل الروسي وفي الخلفية الدولار الأميركي، موسكو روسيا، يوم 22 مارس 2022.

مزيدٌ من التّشديد

قال البنك في بيان السّياسة النّقديّة: «من الممكن إجراء المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة»، لكنه قال إنّه «لن يتحرّك بسرعةٍ للوصول إلى مستوى محايد، حيث لا تكون تكاليف الاقتراض محفِّزةً للاقتصاد ولا معيقةً له».

أضاف البنك المركزيّ الرّوسيّ: «يحافظ البنك على تشديد السّياسة النّقديّة بالقدر اللازم لإعادة التّضخُّم إلى المستوى المستهدف، وهذا يعني أنّ السّياسة النّقديّة ستظلّ متشدِّدةً لفترةٍ طويلة».

وأظهرت البيانات تباطؤاً في معدّل التّضخُّم السّنويّ، مع استقرارٍ نسبيٍّ في الزّيادات الأسبوعيّة، وتباطأ التّضخُّم السّنويّ إلى 5.8% في الأسبوع الممتدّ من 9 إلى 15 ديسمبر الجاري.

لا تفرطوا بالتفاؤل.. لماذا لم تتحرك السوق مع تضخّم يُغري بخفض الفائدة؟

مسار الفائدة

رفع البنك المركزيّ الرّوسيّ سعر الفائدة الرئيسيّ إلى 20% مباشرةً بعد اندلاع الحرب الرّوسيّة الأوكرانيّة، لمكافحة التّضخُّم ووقف تدهور العملة، التي سقطت إلى مستوياتٍ غير مسبوقة.

عقب الأسبوع الأوّل من الحرب، ارتفع الدّولار مقابل الرّوبل الرّوسيّ في سوق الصّرف إلى مستوياتٍ قرب 160 روبلاً للدّولار، صعوداً من مستوياتٍ قرب 80 روبلاً للدّولار يوم 23 فبراير 2024.

في اجتماعٍ مفاجئٍ واستثنائيٍّ يوم 28 فبراير 2022، ارتفعت الفائدة من 9.5% إلى 20%، وظلّت كذلك حتى أبريل من العام ذاته، والذي شهد خفضين مفاجئين إلى 17% ثم 14%.

استمرّت سياسة التّيسير حتى وصلت الفائدة في مايو 2023 إلى 7.5%، وفي يونيو من العام ذاته تحوّلت إلى سياسةٍ متشدِّدة، حتى قفزت في أكتوبر 2024 إلى 21%.

في اجتماعه في يونيو الماضي، تحوّلت السّياسة النّقديّة إلى تيسيريّةٍ مرّةً أخرى لدعم الاقتصاد المتباطئ، والتي أسفرت عن أربعة تخفيضات، ثم جاء التّخفيض الخامس والأخير هذا العام عقب اجتماع اليوم.

عملات الروبل الروسي أمام ألوان العلمين الأوكراني والروسي

توقّعات بوتين

توقَّع الرّئيس الرّوسيّ فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء الماضي، انخفاض معدّل التّضخُّم في البلاد إلى نحو 6% بنهاية العام الجاري، وهو مستوى أقلّ من توقّعات الحكومة والبنك المركزيّ.

أوضح بوتين أنّ «معدّل التّضخُّم، الذي تجاوز حاجز 10% في مارس الماضي، قد انخفض حاليّاً إلى أقلّ من 7%، مع توقّعاتٍ بأن يبلغ حوالي 6% مع نهاية العام الحالي».

وقال بوتين: «وتيرة النّموّ الاقتصاديّ تتباطأ»، موضحاً أنّ النّاتج المحلّيّ الإجماليّ لروسيا ارتفع بنسبة 1% خلال الأشهر التّسعة الأولى من العام الحاليّ.

كما توقَّع الرّئيس الرّوسيّ أن يتراوح نموّ الاقتصاد الرّوسيّ على مدار العام بأكمله بين 0.5% و1%، وهو ما يتماشى إلى حدٍّ كبيرٍ مع التّقديرات السّابقة، وأردف قائلاً: «الحكومة والبنك المركزيّ كانا يتوقّعان هبوطاً ناعماً نتيجة سياسات التّشديد النّقديّ».

معركة الين والدولار.. لمن تميل الكفة بعد قرار بنك اليابان؟

كم أنفقت روسيا مقابل الحرب خلال 2025؟

قال وزير الدّفاع الرّوسيّ أندريه بيلوسوف، يوم الأربعاء الماضي، إنّ «ما أنفقته روسيا على الحرب في أوكرانيا في عام 2025 سيبلغ 5.1% من النّاتج المحلّيّ الإجماليّ».

واستناداً إلى تقديرات وزارة الاقتصاد للنّاتج المحلّيّ الإجماليّ لعام 2025، البالغ 217 تريليون روبل (نحو 2.70 تريليون دولار)، فإنّ نفقات الحرب ستبلغ 11 تريليون روبل.

وقال بيلوسوف: «إجماليّ إنفاق وزارة الدّفاع في 2025، بما في ذلك البنود غير المتعلّقة بالحرب، سيصل إلى 7.3% من النّاتج المحلّيّ الإجماليّ».

وخصَّصت ميزانيّة روسيا 6.2% من النّاتج المحلّيّ الإجماليّ للدّفاع الوطنيّ في عام 2024، ونحو 1.8% للأمن القوميّ، إذ تمّ تحديد المبلغ الإجماليّ للدّفاع والأمن بنحو 17 تريليون روبل.

الدمى الروسية التقليدية، المعروفة باسم «ماتريوشكا»، والمصممة بصور للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، موضوعة على رف في متجر هدايا بوسط موسكو، روسيا، يوم 12 أغسطس 2025.

طريق وعر

يعكس خفض الفائدة المتتالي في روسيا محاولة دقيقة لتحقيق توازنٍ صعب بين دعم اقتصادٍ يتباطأ والحفاظ على استقرار الأسعار، في وقتٍ تتحمّل فيه الميزانية أعباءً متزايدة بفعل الحرب.

وبينما يفتح البنك المركزيّ الباب أمام مزيدٍ من التيسير النقديّ، تبقى قدرته على المضيّ بعيداً مرهونةً بمسار التّضخُّم واستقرار الرّوبل، في ظلّ إنفاق عسكريّ متصاعد يضغط على المالية العامّة ويحدّ من هامش المناورة النقدية خلال الفترة المقبلة.


هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من إرم بزنس

منذ 3 ساعات
منذ ساعة
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 6 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 6 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 4 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 4 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 5 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 3 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 3 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعة