واشنطن- أشار تقرير جديد للبنك الدولي إلى أن هناك مجموعة كبيرة ومتزايدة وواسعة الانتشار من المعايير الدولية - تغطي كل شيء من أول البطاقات الوصفية على المواد الغذائية إلى مواصفات شبكات الهاتف المحمول من الجيل الخامس 5G - هذه المعايير تعمل إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي بشكل مطرد. يتيح ذلك فوائد ضخمة للبلدان الغنية والشركات الكبرى متعددة الجنسيات التي وضعت هذه المعايير، و في الوقت نفسه نجد العديد من البلدان النامية على الهامش دون أي دور فاعل في هذه العملية.
وتشكل المعايير الحديثة اليوم جزءاً أساسياً من البنية التحتية الاقتصادية، مثلها مثل الطرق أو الموانئ في أهميتها لتحقيق الرخاء. جاء ذلك في تقرير عن التنمية في العالم 2025: معايير للتنمية. هذا التقرير يقدم أول تحليل شامل لمشهد المعايير العالمية.
وذكر التقرير أن تبسيط عمليات نقل السلع والبضائع من خلال توحيد معايير حاويات الشحن عزز التجارة العالمية بشكل أكبر من جميع الاتفاقيات التجارية التي أُبرمت خلال الستين عاماً الماضية. ومنذ مطلع الألفية، أصبحت المعايير تُستخدم بشكل متزايد كأدوات في النزاعات التجارية. فالتدابير غير الجمركية، مثل مواصفات المبيدات أو متطلبات وضع علامات التعريف، تؤثر اليوم في نحو 90 % من التجارة العالمية، مقارنةً بنحو 15 % فقط في أواخر التسعينيات.
بدوره صرّح إندرميت جيل، كبير الخبراء الاقتصاديين في مجموعة البنك الدولي والنائب الأول لرئيس البنك لشؤون اقتصاديات التنمية قائلاً: "المعايير أصبحت اليوم محورية على الرغم من عدم الإشارة إليها بصورة كبيرة"، لافتاً إلى أنه "عندما يتم وضعها بشكل سليم، فإن تأثيرها يمر دون أن يُلاحظ: حيث تبحر السفينة بسلاسة عبر القناة، ويصمد المبنى أمام الزلزال، ويزن الكيلوغرام وزنه نفسه في كينيا كما هو في كندا، دون اهتمام يُذكر بما يترتب على ذلك من مكاسب. ولعل حاوية الشحن الموحدة كانت محركاً أقوى لتحفيز التجارة في السلع المصنعة مقارنة بجميع الصفقات والمعاملات التجارية"، ومشيراً إلى أنه "يمكن للمعايير الرقمية أن تحقق الأمر ذاته بالنسبة لتجارة الخدمات. فعندما تساهم البلدان في تكييف المعايير العالمية ومواءمتها وصياغتها، تصبح هذه المعايير أداة فعالة لتحقيق النمو والحد من الفقر". كما نوّه إلى أن: هذا التقرير هو أول تقييم لدور المعايير في التنمية الاقتصادية، ودعوة صريحة للبلدان النامية لجعلها عنصراً أساسياً في إستراتيجياتها الإنمائية."
وتعليقا على ذلك، قال سيرجيو موخيكا، الأمين العام للمنظمة الدولية لتوحيد المقاييس/أيزو (ISO ): "إن قرار البنك الدولي بشأن تناول المعايير بصورة حصرية في تقرير عن التنمية في العالم لعام 2025 يبعث بإشارة قوية مفادها أن المعايير الدولية لم تعد بنية تحتية غير مرئية، بل مُمكُنات أساسية لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة للجميع"، مشيراً إلى "أن تعظيم الاستفادة من المعايير بصورة كاملة في عملية التنمية يعني ضمان مشاركة جميع البلدان في وضعها وتطبيقها"، ولافتاً إلى أن هذا التقرير هو دعوة جاءت في الوقت المناسب للعمل بهدف تعزيز المشاركة والتعاون وتضافر الجهود في مجال وضع المعايير". جدير بالذكر.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية
