أحمد الشوابكة مادبا - تجربة الفنان التشكيلي الأردني حين الفاعوري بالفن العجمي، أكثر من حرفة تراثية أو أسلوب زخرفي متوارث، إذ يتحول إلى خطاب بصري واع، يحمل الذاكرة ويعيد تقديمها بلغة معاصرة، قادرة على ملامسة الإنسان أينما كان.
فالفاعوري لم يتعامل مع هذا الفن بوصفه أثرا من الماضي، بل بوصفه فن يحتاج إلى الاستمرار في زمن تتسارع فيه التحولات وتتعرض فيه الهوية الثقافية لكثير من التحديات.
الحفاظ على الإرث من الاندثار
يقول الفاعوري إن الفن العجمي بالنسبة إليه "هو ذاكرة المكان وصوت الجدران القديمة"، موضحا أن عمله عليه جاء بدافع الحفاظ على هذا الإرث من الاندثار، لا عبر نسخه أو تكراره، بل من خلال فهمه بعمق وإعادة إنتاجه برؤية فنية جديدة.
ويضيف: "حين أعمل على لوحة أو جدار عجمي، أشعر أنني أستدعي تاريخا كاملا من الحكايات والوجوه والطقوس، وأحاول أن أجعله حاضرا في وجدان المتلقي لا في ذاكرته فقط".
وتعمقت علاقة الفاعوري بالفن العجمي خلال مسيرته التي تنقلت بين أكثر من محطة عربية ودولية. فقد تتلمذ هذه الحرفة في تونس والمملكة المغربية وسورية، حيث اطلع على مدارس وأساليب مختلفة، لكل منها خصوصيتها التقنية واللونية والزخرفية. هذه التجربة متعددة الأمكنة أسهمت في توسيع أفقه الفني، وجعلته أكثر وعيا بقدرة الفن العجمي على التكيف مع البيئات المختلفة من دون أن يفقد جوهره الروحي.
الفن العجمي يحمل لغة إنسانية
وفي مرحلة لاحقة، عمل الفاعوري في الولايات المتحدة الأميركية في مجال الفن العجمي، مقدما هذا الإرث العربي ضمن فضاءات معمارية وثقافية حديثة، ما أتاح له اختبار قدرة هذا الفن على العبور خارج الجوانب التقليدية. ويشير إلى أن هذه التجربة أكدت له أن الفن العجمي يحمل لغة إنسانية عالمية، قادرة على التواصل مع الآخر، حتى وإن كان بعيدا عن سياقه التاريخي والثقافي.
وانعكست هذه الخبرات المتراكمة على أعماله التي باتت تزين عددا من المساجد، والقاعة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية
