قصة لحمة وطنية، كانت “المسيرة الخضراء” محطة من محطاتها المهمة قبل خمسين سنة، يحكيها معرض جديد افتتح بمدينة الريصاني خلال فعاليات الدورة 28 من “جامعة مولاي علي الشريف”، مقدما شهادة وثائق البيعات، والتعيينات، والعهود، والخطابات، والكتب، والواقع المصوّر والمسجل والمعزّز بالذكاء الصناعي، فضلا عن صدى المبادرة التاريخية لاستكمال الوحدة الترابية للمملكة في الإعلام المغربي والدولي، والسينما، والموسيقى، وصولا إلى الاعتراف الدولي بالطرح المغربي في سنة 2025 الراهنة بمجلس الأمن.
معرض “من المسيرة الخضراء إلى مسيرات النماء” تنظمه مديرية الوثائق الملكية، بتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ويفتتح بنماذج من وثائق وفيرة بالأرشيف المغربي والأجنبي، من بينها جواب السلطان محمد بن عبد الرحمان على رسالة القائد بريك الحبشي المتعلقة باجتماع قبائل الصحراء، عربا وأمازيغ، لمبايعته بعد وفاة السلطان عبد الرحمان بن هشام بتاريخ 3 أكتوبر 1859، ورسالة السلطان محمد بن عبد الله يوم 4 شتنبر من سنة 1777 إلى ملك فرنسا لويس السادس عشر بشأن سفن فرنسية جنحت بأقصى الساحل الصحراوي المغربي، وتوجيه السلطان رجالاته لتحرير الأسرى من رجالها، مراعاة لشروط المهادنة بين الدولتين. كما يعرض المعرض رسالة مؤرخة بـ 9 نونبر 1692 للسلطان المولى إسماعيل إلى خليفته الأمير المامون تحدد المجال الصحراوي الذي كان خاضعا للدولة العلوية، وحرصه على إشراك ابنه المامون في تدبير شؤون الصحراء وتأمين المسالك التجارية وتحصيل الجبايات، ويورد أيضا نصا يعود إلى تاريخ 28 يونيو 1786، هو اتفاقية جمعت المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، يقول بندها العاشر: “أو حرثت سفينة في وادي نون أو غيره، فإن النصارى الذين بها في الأمان، حتى يصلون (يصلوا) بلادهم إن شاء الله”.
ويهتم المعرض أيضا بعلاقة الملوك الثلاثة بوحدة التراب المغربي، موردا خطاب الملك محمد الخامس في محاميد الغزلان بتاريخ 25 فبراير 1958، الذي قال فيه: “رعايانا الصحراويين الأوفياء، لقد كان من الأماني العزيزة علينا أن نزور هذا الجزء من الصحراء الغربية، ونجتمع بساكنيه لنشعرهم بما نوليهم وإياها من اهتمام، ولنحيي سنة حسنة جرى عليها ملوك المغرب من قديم، فقد كان من عاداتهم المألوفة أن يقوموا بزيارة الصحراء بين الحين والحين، متعرفين متفقدين، لامّين الشعب قاضين الحاجات، ناظرين في مصالح الرعية، ساعين فيما يعود عليها بالخير العميم، وإن آخرهم.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من هسبريس
