كوكو غوف لم تعد مجرد لاعبة تنس شابة، بل أصبحت رمزًا للإصرار والطموح الذي يتجاوز حدود الملعب، فمن انتصاراتها في الكرة الصفراء إلى بناء إمبراطورية أعمالها الخاصة، تثبت أن النجاح الحقيقي ينبع من الجمع بين الرياضة والرؤية المستقبلية.

المرة الأولى التي التقت فيها لاعبة التنس الأميركية كوكو غوف بسيرينا ويليامز كانت لحظة استثنائية، لا تُنسى، إذ وجدت نفسها تقوم بدور يحاكي حياة بطلتها بشكل مباشر. فقبل نحو عقد، احتاجت شركة دلتا إيرلاينز إلى ممثلة بديلة لتظهر نسخة أصغر سنًا من سيرينا ويليامز، البطلة التي فازت بـ23 لقبًا في بطولات الغراند سلام الفردية، في إعلان تجاري. وفي اللحظة الأخيرة، وقع الاختيار على كوكو غوف التي كانت في مرحلة ما قبل المراهقة، لتقابل نجمتها المفضلة وجهًا لوجه.

تتذكر غوف، البالغة الآن 21 عامًا، قائلة: "أتذكر فقط أنها مرت بجانبي، وكان الشعور غير حقيقي لدرجة أنني شعرت وكأنني أمام شخصية من عالم آخر", هذا الإحساس بالدهشة كان طبيعيًا تمامًا؛ فبعد كل شيء، كان تفوق ويليامز في بطولة أستراليا المفتوحة في أواخر العقد الأول من الألفية مصدر إلهام لوالدها، كوري غوف، الذي اشترى لها أول مضرب تنس لها وكان لونه ورديًا وكانت كوكو الصغيرة تعلق صورة سيرينا على حائط غرفتها.

لكن منذ تلك الأيام، قطعت غوف شوطًا طويلًا، وأصبحت اليوم هي من يترك من حولها في حالة إعجاب ودهشة، لتثبت أن الصغيرة التي كانت تُعجب بأسطورة التنس أصبحت اليوم نجمة بنفسها.

نجاحات كوكو غوف داخل الملعب وخارجه مؤخرًا، تم إدراج لاعبة التنس الأميركية كوكو غوف ضمن قائمة فوربس 30 تحت 30 عن فئة الرياضة، وهو تكريم للشباب الذين يحققون إنجازات بارزة في مجالاتهم. وتنهي غوف عام 2025 وهي في المركز الثالث في تصنيف رابطة محترفات التنس (WTA)، أي تصنيف اللاعبات المحترفات حول العالم، بفارق مركز واحد عن أفضل تصنيف في مسيرتها الذي وصلته العام الماضي، وهو المركز الثاني.

على مدار مسيرتها الاحترافية، جمعت غوف 11 لقبًا فرديًا، بما في ذلك لقبين من بطولات الغراند سلام الكبرى. وقد فازت هذا العام بـبطولة فرنسا المفتوحة، كما سبق وأن فازت بـبطولة أميركا المفتوحة 2023، لتصبح ثاني لاعبة مراهقة تفوز بهذه البطولة بعد سيرينا ويليامز قبل 24 عامًا.

منذ أن تحولت غوف إلى الاحتراف في عام 2018، لم تكتفِ بالنجاحات الفردية، بل أظهرت أيضًا براعتها في البطولات الزوجية، حيث فازت بـرولان غاروس 2024 و9 بطولات زوجية أخرى. وعلى صعيد الجوائز المالية، جمعت تقريبًا 30 مليون دولار، ليكون هذا الرقم الحادي عشر الأفضل في تاريخ رابطة محترفات التنس.

لكن تأثير غوف لا يقتصر داخل الملعب فقط. فهي قوة حقيقية أيضًا خارج عالم التنس، حيث تملك محفظة رعاية قوية تشمل علامات تجارية كبرى مثل New Balance وBaker Tilly وMercedes-Benz مؤخرًا، وتحقق من هذه الرعايات حوالي 25 مليون دولار سنويًا. وعند إضافة جوائزها المالية لعام 2025 البالغة نحو 8 ملايين دولار، يصل إجمالي دخلها إلى 33 مليون دولار قبل الضرائب ورسوم الوكيل، لتتصدر قائمة فوربس لأعلى الرياضيين الإناث دخلاً في العالم للسنة الثانية على التوالي. هذا الرقم يُعد من بين الأفضل منذ أن بدأت فوربس في نشر ترتيب دخل الرياضيات قبل 18 عامًا، ولم تتجاوزه سوى كل من سيرينا ويليامز وزميلتها لاعبة التنس ناعومي أوساكا، اللتين وصلتا إلى ذروة دخل بلغت 45.9 مليون دولار و57.3 مليون دولار على التوالي في 2021.

ومع كل هذه الإنجازات الهائلة، لا تزال غوف تطمح إلى المزيد. على الملعب، تقول إنها تشعر بأنها "بعيدة جدًا عن إمكاناتي الحقيقية"، بينما في حياتها العملية، تخطط لتوسيع أعمالها التجارية واستغلال شهرتها بشكل أوسع، لتثبت أنها ليست مجرد لاعبة موهوبة، بل رائدة وطموحة على جميع الأصعدة.

كوكو غوف ورؤيتها خارج الملعب في عام 2025، اتخذت غوف خطوة مهمة في حياتها المهنية خارج الملعب، عندما انفصلت عن وكلاء فريق Team8، وهي شركة صغيرة أسسها أسطورة التنس روجر فيدرر، لتطلق شركتها الخاصة لإدارة أعمالها، Coco Gauff Enterprises، بالتعاون مع وكالة WME العالمية الرائدة. هذه الخطوة منحت غوف "تحكمًا أكبر في ما أريد القيام به"، إذ لم تعد تكتفي بأن تكون مجرد لاعبة تُروج للعلامات التجارية، بل تريد أن تكون الوجه والشخصية التي تدير علامتها التجارية بنفسها.

وفي سبتمبر/ أيلول، أعلنت غوف عن اتفاقية جديدة مع استوديو Religion of Sports في لوس أنجلوس، الذي أسسه توم برادي، ومايكل ستراهان، وجوثام شوبرا، لتطوير برامج تلفزيونية وأفلام ومحتوى رقمي متنوع، ما يعكس طموحها في أن تتحول من مجرد رياضية ناجحة إلى صانعة محتوى وقائدة أعمال.

تقول غوف عن طموحاتها: "مع تقدمي في العمر، لم أعد أرغب أن أكون مجرد وجه لعلامات تجارية، بل أريد أن أكون العلامة التجارية نفسها. لقد قال لي والدي دائمًا إن هذا كان خطته لي منذ أن كنت صغيرة، وكان الأمر متروكًا لي إذا أردت أن أشارك في هذا الطريق أم لا. وعندما بلغت الثامنة عشرة، علمت أن هذا هو الشيء الذي أريد العمل من أجله".

لكن هذه الطموحات لم تتحقق بدون تضحيات كبيرة. فقد رغب والدها ووالدتها، كوري وكاندي غوف، في تربية لاعبة محترفة، بعد أن كان لهما خبرة سابقة في الرياضة الجامعية. ومع ظهور موهبة كوكو المبكرة، ترك والداها وظائفهما وانتقلا بالعائلة من ولاية جورجيا إلى جنوب فلوريدا، وهي منطقة مشهورة بإنتاج لاعبات ولاعبي تنس محترفين، للعيش مع أجداد كوكو. بدأت كاندي بتعليم غوف في المنزل، بينما أصبح كوري مدربها الشخصي، ليكمل تدريبها بشكل مكثف يواكب طموحاتها.

وبالفعل، أثبتت غوف بسرعة أن كل هذه التضحيات كانت مجدية. ففي عام 2012، عندما كانت تبلغ من العمر 8 سنوات فقط، فازت غوف بدورة للأطفال في نيويورك ضمن بطولة Little Mo المرموقة، وهي.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من فوربس الشرق الأوسط

منذ 21 دقيقة
منذ ساعة
منذ 3 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 22 دقيقة
قناة CNBC عربية منذ 19 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 13 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 13 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 15 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 10 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 22 ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ 13 ساعة