رامي العلي يكتب تاريخاً جديداً في عالم الأزياء الراقية، حيث يجمع بين جذوره السورية والحرفية التقليدية مع التصميم المعاصر، ليضع المصممين العرب على خريطة الموضة العالمية من دبي إلى باريس.

في يونيو/حزيران 2025، سطر رامي العلي فصلاً جديداً في مسيرته الإبداعية، بعدما حجز لنفسه موقعاً رسمياً ضمن روزنامة أسبوع باريس للأزياء الراقية، الذي ينظمه اتحاد الأزياء الراقية والموضة (FHCM)، الجهة المرجعية الأولى للموضة الفرنسية. وجاءت هذه الخطوة بعد أكثر من عقد من تقديم مجموعاته خارج الجدول الرسمي، لتشكل اعترافاً مؤسسياً بمكانته على الساحة العالمية.

إنجاز غير مسبوق في مسار الموضة السورية إنه لسبق أن يدرج اسم مصمم سوري مقيم في دولة الإمارات ضمن الهيئة، بما يتضمن اعترافًا نادرًا بموهبته من أعلى سلطة في عالم الأزياء الراقية. ويعلّق العلي قائلاً: "إنه إنجاز مهم في تاريخ علامتنا التجارية، ويضع على عاتقنا مسؤولية أكبر. ومع اتساع حضورنا العالمي، أصبحنا أكثر حرصاً ووعياً في اختيار خطواتنا المقبلة".

تتجلى هوية رامي العلي في أسلوب ذي جذور معمارية واضحة، يقوم على اللعب بالأحجام وبناء الخطوط، مع مزج مدروس بين الكلاسيكية والتصميم المعاصر. وقد تنوعت تعاوناته بين العمل مع المهندس المعماري الإسباني كارميلو زابولا في إكسبو 2020 دبي، وشراكات مع علامات عالمية مثل ميسيكا، ورويال جيت، وبولغاري، وكارتييه. كما ارتدت تصاميمه أسماء بارزة من نجمات العالم، من بينهن بيونسيه، وكاري أندروود، ونعومي كامبل، وجوليان مور، وإيفا غرين، وشارون ستون.

وفي سعيه إلى تحقيق توازن دقيق بين الإبداع الفني والاستدامة التجارية، يوظف العلي أفكاره في مجموعات الأزياء الراقية، ثم يعيد صياغتها ضمن خط الأزياء الجاهزة. ويشرح قائلاً: "أعتقد أن سر نجاح العلامة التجارية يكمن في هذا التوازن، بين الابتعاد عن الواقع أحياناً في الأزياء الراقية، ثم العودة إليه وتقريب التصميم من العميل عبر الأزياء الجاهزة".

الصورة من Rami Al Ali Couture

شكّل حضوره الأول في عالم الأزياء الراقية عام 2025 نقطة تحوّل بارزة في تمثيل المصممين العرب داخل مشهد الموضة الفاخرة على المستوى العالمي. وبهذا الإنجاز، يدخل رامي العلي دائرة محدودة من مصممي الأزياء الراقية في المنطقة، إلى جانب أسماء مثل إيلي صعب وجورج حبيقة وزهير مراد من لبنان، وسارة شرايبي من المغرب، ومحمد عشي من السعودية.

وفي هذا السياق، يقول باسكال موران، الرئيس التنفيذي لاتحاد مصممي الأزياء الراقية في دبي: "لفت التعبير الإبداعي المتقن للدار انتباه هيئة الأزياء الراقية، المعروفة بحرصها الشديد في انتقاء المواهب العالمية، لما يحمله من جذور عميقة في الحرفية التقليدية، إلى جانب ما أبداه من أفق عالمي واعد". ويضيف: "يعكس هذا التقدير قدرة الدار على الجمع بين الإرث الثقافي ورؤية معاصرة تجد صداها على منصة أسبوع الأزياء الراقية".

ولا يختزل انضمام المصمم السوري الأصل والمقيم في دبي في بعده الإبداعي فحسب، بل يتجاوز ذلك ليغدو تعبيراً عن ارتباط عميق بجذوره الثقافية. ففي إطلالته الأولى على جدول أسبوع الأزياء الراقية في باريس في يوليو/تموز 2025، عاد رامي العلي إلى إرثه السوري، مستحضراً الحرف اليدوية التقليدية ومقدّماً إياها برؤية معاصرة تنسجم مع إيقاع الزمن الراهن. ويقول: "شعرنا، كمصممين، بمسؤولية تسليط الضوء على هذه الحرف، وتكريم أصولها، وإضفاء صوت شبابي عليها، بما يجعلها أكثر حداثة وقرباً من الحاضر".

وقد حملت مجموعته للأزياء الراقية لخريف وشتاء 2025 2026 عنوان حُماة النور الحرف الحية في دمشق "Guardians of Light The Living Craft of Damascus"، وجاءت ثمرة تعاون مع مجلس الحرف السورية، حيث مزجت بين جماليات العمارة وثراء الحرف التقليدية ضمن رؤية معاصرة، جسّدت صمود سوريا وقدرتها على التجدد. ويشير العلي إلى أن فكرة المجموعة بدأت بالتبلور حتى قبل إبلاغه رسمياً باختياره، مضيفاً: "لقد كانت هذه المنصة مثالية لعرض الرسالة وإيصالها إلى العالم".

ورغم اعتزازه بالانضمام إلى جدول أسبوع الأزياء الراقية، يقرّ العلي بثقل المسؤولية المرافقة لتمثيل بلاده على الساحة العالمية. ويقول: "يركز الناس عليّ كمصمم سوري في كل ما أقدّمه، وهو جزء لا يتجزأ من هويتي، وعلامتي التجارية، وشخصيتي الإبداعية. وعلى المستوى العالمي، أشعر بالمسؤولية، والحرص على أن أكون على قدرها، وأن أقدّم رسالة تحمل معنى حقيقياً".

الصورة من Rami Al Ali Couture

البدايات الأولى

نشأ رامي العلي في سوريا، حيث تبلور شغفه المبكر بالأقمشة الراقية وفن التصميم، ما قاده إلى دراسة الفنون البصرية في كلية الفنون الجميلة بدمشق، التي تخرج فيها عام 1995. وفي سعيه لصقل خبرته، تنقّل بين دمشق وبيروت، مكتسباً معرفة تقنية متقدمة وتجربة مباشرة في عالم الأزياء الراقية. عام 1996، انتقل إلى دبي، التي رآها آنذاك محطة مؤقتة، قبل أن تتحول لاحقاً إلى.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من فوربس الشرق الأوسط

منذ 4 ساعات
منذ 21 دقيقة
منذ 6 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 10 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ 12 ساعة
فوربس الشرق الأوسط منذ 14 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 50 دقيقة
قناة CNBC عربية منذ 32 دقيقة
قناة CNBC عربية منذ 10 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 22 دقيقة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعتين