من الملعب إلى الوطن: هل تنتقل عدوى إنجاز النشامى إلى الحكومات؟ #عاجل

من الملعب إلى الوطن: هل تنتقل عدوى إنجاز النشامى إلى الحكومات؟ #عاجل جو 24 :

كتب جانتي نورالدين أبزاخ

أنقذني المنتخب الوطني لكرة القدم من اليأس، كما أنقذ جميع الأردنيين، ليس لأنه لعب مباراة جميلة فحسب، بل لأنه قام بما عجزت عنه الحكومات: تقديم نموذج عملي للنجاح المبني على التخطيط والعمل الصامت .

في كأس العرب، لم يرفع النشامى الشعارات، بل رفعوا مستوى الأداء، ولم يخاطبوا العاطفة، بل احترموا العقل؛ فكان الإنجاز صادقًا، بلا تزويق ولا ادعاء. وختم النشامى مشوارهم بمباراة تليق بالأردن والأردنيين: أداء جماعي منضبط، وروح قتالية راقية، فارتسمت لوحة كروية فنية متقنة حظيت باجماع محلي وعربي اجماع الهواة والخبراء .

لم أكن من رواد المدرجات المحلية، ولا من حفظة أسماء اللاعبين والمدربين. أعرف منتخبات العالم الكبرى أكثر مما أعرف منتخب بلادي، وكنت اعترافًا من الزاهدين في كرة القدم المحلية. غير أن هذا المنتخب فاجأني بطريقة لعبه؛ أداء أقرب إلى العالمية لم تألفه ذاكرتنا الكروية. فما عرفناه عنه طويلًا كان مجرد منافسة محدودة، وبطولات متواضعة، وسقف فني لا يطمح إلى العلو.

ولكن هذا المنتخب فرض نفسه بالقوة الناعمة: أداء منضبط، تكتيك واضح، وروح جماعية تعرف حدودها وتسعى لتجاوزها، لا بالكلام بل بالفعل. صنع المنتخب الإنجاز، ليس في البيانات، بل على العشب الأخضر.

تركت الرياضة زمنًا، وانصرفت إلى السياسة، لمتابعة حكومات تتعاقب كما يتعاقب العابرون على ذاكرة وطن؛ تغييرات شكلية، ووجوه تتبدل، وسياسات يُعاد تدويرها، وخطاب لا يُنتج أثرًا. سنوات طويلة من الإصلاحات المؤجلة التي لا تُرى ولا تُلمس. وبالمقابل، في اتحاد كرة القدم لم نسمع عن خطط مئوية، ولا عن لجان لا تنتهي، ولا عن مؤتمرات تبيع الوهم، ولا عن أجندات رياضية، ولا عن استراتيجيات مستوردة معلبة، ولا عن شماعات تُعلق عليها الإخفاقات، ولا عن إنجازات إعلامية وهمية، ولا عن صراعات مراكز القوى، ولا عن أسماء تُفرض وأخرى تُقصى، ولا عن أزمات مدرّبين ولاعبين، ولا عن واسطات ومحسوبيات... كل ما كان حاضرًا هو العمل المتراكم والمستدام . لم نسمع عن شماعة الاستهداف، ولا عن نظرية المؤامرة، ولا عن التشكيك بالانتماء، ولا عن خطاب يشكو الجمهور بدل أن يُسعده. كان هناك هدف واحد: اللعب الجيد، والنتائج تأتي بعد ذلك تباعًا.

إعلاميًا، حضر المنتخب بلا ضجيج: بلا مؤتمرات فارغة، بلا محللين من صنف "المؤلفة قلوبهم"، بلا جيوش إلكترونية مأجورة، بلا مزايدات وطنية ساذجة، ولا رسائل موجّهة تخاطب العاطفة وتستخف بالعقل. فلم تُصنع الإنجازات في الاستوديوهات وتحت السلالم الخلفية، بل على أرض الملعب.

هذا المنتخب لم يكن فريقًا فحسب، بل منظومة متكاملة: مدرب يعرف ماذا يريد، لاعبون يعرفون من يمثلون، جهاز إداري وفني يعمل بصمت، وجمهور يعرف كيف يؤازر وبماذا يهتف. وفوق الجميع، اتحاد كرة قدم يُسجَّل له هذا الإنجاز تخطيطًا وإدارةً وتنفيذًا. لهم.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من جو ٢٤

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من جو ٢٤

منذ 4 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 7 ساعات
خبرني منذ 23 ساعة
خبرني منذ 23 ساعة
خبرني منذ 10 ساعات
خبرني منذ 21 ساعة
خبرني منذ 16 ساعة
خبرني منذ 17 ساعة
رؤيا الإخباري منذ 3 ساعات
صحيفة الرأي الأردنية منذ 17 ساعة