ملخص يتزايد القلق من أن الذكاء الاصطناعي قد يحوّل الرواية البشرية إلى رفاهية نخبوية، مع انتشار النصوص المولدة آلياً وسرعة قبولها في السوق، ما يهدد الإبداع الأصيل ويثير مخاوف من سوق أدبية بطبقتين بشرية وآلية، على رغم تأكيد البعض أن القراء سيظلون يبحثون عن الأصوات الإنسانية.
في الصباح الذي شهد بدء تفكك خيوط اليقين الواحد بعد الآخر، شعر ليونارد بارتجافة خفيفة وغادِرة، وكأن العالم انحاز في صفه بدرجة دقيقة.
LIVE An error occurred. Please try again later
Tap to unmute Learn more قد يخطر ببالك أن هذه تبدو إلى حد كبير افتتاحية رواية جديدة لـ إيان ماكيوان، ولن تكون مخطئاً تماماً في اعتقادك. لكنها في الحقيقة جملة صاغتها منصة ذكاء اصطناعي مجانية بأسلوب الكاتب نفسه. صحيح أن اللغة هنا متقعرة أكثر مما قد يفضل مؤلف اعتاد استخدام قلمه كمشرط، لكنها تبدو للعين المجردة وللقارئ العادي محاكاة مقبولة لأسلوبه.
ومن السهل فهم سبب اعتقاد أكثر من نصف الروائيين في بريطانيا الذين نشرت أعمالهم بأن الذكاء الاصطناعي قد يطيح بكتاباتهم بالكامل، وفق دراسة جديدة لجامعة كامبريدج.
فهذه المخاوف ليست وليدة اللحظة؛ فالكتّاب يعبّرون منذ شهور، إن لم يكن منذ سنوات، عن قلق متصاعد من سرعة تمدد الذكاء الاصطناعي داخل عالم الأدب. فما إن تطلب من هذه الأنظمة تقليد أي كاتب له رصيد أدبي، حتى تمنحك نسخة مقبولة بأسلوبه، سواء كان مارغريت أتوود أو ستيفن كينغ أو هاروكي موراكامي وغيرهم. وكل ذلك خلال ثوانٍ وبشكل مجاني تماماً. كتاب واحد، عشرة كتب، مئة، ألف... من دون أي كلفة على الإطلاق.
من البديهي أن هذه الظاهرة تنطوي على مشكلات لا تحصى، بدءاً من الخسائر المالية التي يتكبدها الكتّاب وصولاً إلى السطو على ملكيتهم الفكرية. لكن أكثر الأسئلة إرباكاً جاء على لسان الدكتورة كليمنتين كولت، الروائية والباحثة الرئيسة في تقرير كامبريدج، إذ تساءلت: هل يمكن لانتشار الروايات المنشأة بالذكاء الاصطناعي أن يخلق سوقاً أدبية بطبقتين؟
وقالت في حلقة بثت الشهر الماضي من برنامج "توداي" على إذاعة "راديو 4": "هذا هم حقيقي يحمله المبدعون... إذ تتحول الأعمال المكتوبة بيد بشرية إلى سلعة فاخرة باهظة الثمن، بينما تبقى النصوص المصنوعة بالذكاء الاصطناعي رخيصة أو مجانية".
ومع أن فكرة أن يغرق الجميع - ما عدا الميسورين - في مكتبات مظلمة مكتظة بكتب مزيفة خالية من الفكر والوجدان تبدو مبالغاً فيها، إلا أن ما بدا خيالياً بالأمس أصبح واقعاً اليوم: من انتشار العلاقات التي يديرها الذكاء الاصطناعي، إلى وسائط العلاج النفسي عبره. مفاهيم كانت تذكرنا بحلقات مسلسل الخيال العلمي "بلاك ميرور" Black Mirror باتت في طريقها لتصبح جزءاً عادياً من حياتنا اليومية.
في واقع الأمر، باتت شريحة واسعة من القراء تتقبل، بل وترحب، بمواد مكتوبة بالذكاء الاصطناعي، بخاصة في مجالات الكتابة غير الروائية. فهذه الكتب تقوم أساساً على سرد الحقائق، وما هو أكثر جفافاً وحيادية من تلخيص آلي بارد؟ (إذا ما غضضنا النظر عن الأخطاء التي تعتريه). لكن هذا التمييز يتجاهل حقيقة أن أفضل الكتاب غير الروائيين يجمعون تلك الحقائق بقدر من التشويق والحيوية والدقة لا يقل إبداعاً عن نظرائهم في الرواية.
كذلك تبرز مخاوف من أن تكون الكتابة الأدبية في بعض الأنواع المحددة خصوصاً الروايات الرومانسية والبوليسية -.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية
