بدأت الحكومة فى تنفيذ خطة جديدة لتنظيم منظومة النقل الداخلى، عبر استبدال مركبات «التوك توك» المنتشرة فى الشوارع بسيارات صغيرة آمنة باسم «كيوت»، فى إطار خطة شاملة للقضاء على العشوائية المرورية وتحقيق انضباط أكبر فى حركة النقل داخل المحافظات.
وتستهدف الخطوة تحسين مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين، وتوفير وسيلة نقل حضارية وآمنة تتماشى مع معايير السلامة والجودة، فضلًا عن دعم الاقتصاد المحلى عبر توفير فرص عمل جديدة، والحد من المشكلات المرتبطة بـ«التوك توك» مثل الفوضى المرورية والمخاطر الأمنية.
«الدستور» ترصد، فى التقرير التالى، الخطوات التى اتخذتها المحافظات المختلفة، من أجل ضبط أوضاع «التوك توك» وتغييره بالمركبات الجديدة الآمنة.
«التنمية المحلية»: لا إلغاء فوريًا لـ«التكاتك».. والاستبدال بالتدرج وعبر إتاحة البدائل
أكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، أن الوزارة تعمل وفق رؤية واضحة تستهدف استبدال مركبات «التوك توك» باعتبارها خطرًا يهدد حياة المواطنين، نظرًا لتزايد الحوادث خلال الفترة الماضية.
وقالت الوزيرة إن هناك تواصلًا مستمرًا مع المحافظات التى تنتشر فيها ظاهرة «التوك توك»، وتجرى حاليًا دراسة موقفها، من خلال سيناريوهات عدة، منها الترخيص أو تحديد طرق ومناطق معينة أو الاستبدال الكامل، لافتة إلى أن الهدف هو تحقيق وسائل نقل آمنة ومنظمة، فى إطار رؤية شاملة تستهدف الحفاظ على أرواح المواطنين، وتحقيق الانضباط المرورى، دون الإخلال بالبعد الاجتماعى والاقتصادى لآلاف الأسر التى تعتمد على هذه المركبة كمصدر رزق رئيسى.
وأضافت أن الحكومة تعمل على مواجهة الانفلات فى تلك المركبات، مشددة على أنه رغم إدراك الدولة الدور الذى لعبه «التوك توك» فى سد فجوة النقل داخل المناطق العشوائية والريفية، فإن الواقع العملى فرض ضرورة البحث عن بدائل أكثر أمانًا وإنسانية.
وأشارت إلى أن الخطة الحالية والدراسة لا تستهدف الإلغاء الفورى أو المفاجئ، وإنما تقوم على مبدأ التدرج، بحيث يتم تنظيم حركة «التوك توك» أولًا، ثم إتاحة بدائل مناسبة قبل اتخاذ أى قرارات تنفيذية، حفاظًا على الاستقرار المجتمعى ومنع أى آثار سلبية قد تنعكس على المواطنين.
وذكرت أن سيارات «كيوت» أحد البدائل المطروحة لما تتمتع به من عوامل أمان، وإمكانية ترخيصها رسميًا فضلًا عن ملاءمتها للشوارع الضيقة، وانخفاض تكلفتها التشغيلية مقارنة بوسائل النقل التقليدية، كما تسهم هذه المركبات فى تقليل الانبعاثات الضارة، دعمًا لتوجه الدولة نحو استخدام الطاقة النظيفة.
بدوره، أكد الدكتور خالد قاسم، مساعد وزيرة التنمية المحلية، أنه فى بعض المحافظات يجرى التركيز على التوسع فى خطوط السرفيس والمينى باص، بينما تدرس محافظات أخرى تطبيق نماذج محددة للاستبدال داخل المدن الكبرى، مع الإبقاء المؤقت على «التوك توك» داخل القرى والنجوع لحين توفير بدائل عملية.
وأضاف «قاسم» أن المحافظات تولى أهمية خاصة للبعد الإنسانى فى هذا الملف، من خلال بحث آليات التمويل الميسر، وبرامج التقسيط، وإعادة التأهيل المهنى لسائقى «التوك توك»، بما يضمن عدم فقدان مصادر الدخل، وتحقيق انتقال آمن ومنظم إلى المنظومة الجديدة. وشدد على أن نجاح تجربة استبدال «التوك توك» يتوقف على الحوار المجتمعى، وشرح الأهداف الحقيقية للمشروع للمواطنين، بعيدًا عن أى مخاوف أو شائعات، مؤكدًا أن الهدف الأساسى هو حماية الأرواح، ورفع مستوى الأمان، وتحسين جودة الحياة داخل المدن والقرى.
وأشار إلى أنه مع استمرار الدراسات والتجارب الميدانية، تتجه الدولة بخطوات محسوبة نحو إنهاء العشوائية المرتبطة بـ«التوك توك»، وإبدالها بمنظومة نقل حضارية، تراعى الإنسان قبل المركبة والسلامة قبل السرعة، فى إطار رؤية تنموية شاملة تخدم الحاضر وتحفظ المستقبل.
وأضاف أن خطة الاستبدال انطلقت من محافظة الجيزة، التى بدأت فى تنفيذ خطة محكمة للقضاء على «التوك توك» واستبداله بسيارات أكثر أمانًا، وجاءت تجربة الجيزة عبر توفير سيارات صغيرة مرخصة مثل «الكيوت» كنقطة انطلاق عملية، تعكس توجهًا حكوميًا واضحًا نحو تعميم التجربة تدريجيًا على باقى المحافظات، وفق خصوصية كل إقليم وطبيعة شوارعه وتركيبته الاجتماعية.
الغربية غرفة العمليات الرئيسية تتابع الشكاوى من السائقين
كشف مصدر عن أن محافظة الغربية لم تبدأ بعد فى دراسة تشغيل السيارة «كيوت» بدلًا من «التوك توك»، ولم تصدر أى توجيهات فى هذا الشأن بعد.
وأضاف المصدر، لـ«الدستور»، أن تطبيق هذا الأمر يحتاج إلى دراسة مستفيضة، وتوجيهات من وزارة التنمية المحلية أو مجلس الوزراء للمحافظات.
وقال إن «التوك توك» يعمل داخل محافظة الغربية، ولكن بضوابط محددة؛ منها تحديد تسعيرة للركوب، مشيرًا إلى أن إدارة مرور الغربية تشن حملات مكثفة لضبط «التوك توك» المخالف.
وشدد على أن غرفة العمليات الرئيسية بمحافظة الغربية جرى تفعيلها وربطها بغرف العمليات بالمدن، لتلقى جميع البلاغات والشكاوى من سائقى «التوك توك»، ويجرى العمل على حلها فورًا.
البحيرة جاهزية للتطبيق فى الدلنجات وكوم حمادة وكفرالدوار وبدر
كشفت الدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة، عن أن المحافظة وضعت الخطوط العريضة فيما يخص ملف تشغيل السيارة «كيوت» بدلًا من «التوك توك»، ما يجعلها على استعداد لتنفيذ مبادرة «بديل التوك توك»، خاصة فى المراكز التى تفتقر لوسائل المواصلات الكافية، مثل الدلنجات وكفرالدوار وكوم حمادة وبدر.
وأشارت إلى عقد اجتماعات مكثفة لدراسة الأمر والاستعداد للتنفيذ، وسيجرى فتح خطوط سير للسيارات الجديدة، مع تسهيل ترخيصها، لتقليل الاعتماد على الوسائل غير المرخصة، مثل «التوك توك».
وأكدت: «سيجرى توجيه إدارة المرور والمواقف بتقديم تسهيلات فى إجراءات التراخيص، لتشجيع السائقين على الانتقال للمنظومة الجديدة، من خلال سيارة مغلقة بالكامل وأكثر ثباتًا من (التوك توك)، والتى تعمل بنظام الوقود المزدوج (بنزين وغاز طبيعى)». ولفتت إلى أن محافظة البحيرة بدأت بتكثيف الحملات المرورية لمنع سير الـ«توك توك» فى الشوارع الرئيسية.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الدستور المصرية
