في إحدى الندوات العلمية، حيث تتجاور الأفكار كما تتجاور المقاعد، وجدتني متحدثاً، وعلى يميني طاولة صغيرة مستديرة، فوقها زجاجتان كبيرتان، طويلتا العنق، تُشبهان في امتدادهما عنق العنقاء. كانتا ممتلئتين بسائل رقراق شفاف، ماءٍ صافٍ يبعث في النَّفس وعداً بالارتواء. غير أن المشهد، على بساطته، كان يخفي مفارقة عميقة. الماء حاضر، قريب، يكاد يُلمس. لكن لا أكواب، لا كؤوس، لا وسيلة بسيطة لتحويل الامتلاء إلى شرب. نظرتُ إلى زميلتي في الندوة، د. نورة السهلاوي من دولة قطر، وقُلت مبتسماً: هذا هو السهل الممتنع. عبارة خرجت عفوية، لكنها كانت توصيفاً دقيقاً لمشهدٍ يتكرَّر في حياتنا أكثر مما نعتقد.
السهل الممتنع ليس تعقيداً، بل هو بساطة بلا أداة. هو فكرة واضحة، لكنها لا تجد طريقها إلى التطبيق. هو علمٌ متاح،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الجريدة
