الدعم السريع.. قادة الفوضى وانهيار الدولة

كذبوا على العالم. تبرأوا كثيرا من مواقفهم وإجرامهم. قتلوا، ونكلوا، وعذبوا، شكلوا أخطر الحروب التي تشهدها القارة السمراء في العصر الحديث، أو على الأقل في العقود الأخيرة.

اعتاد السودانيون في تاريخهم على عدم ثبات واستقرار الدولة. منذ نشأتها تجرعت كؤوس الانقلابات؛ والنزاعات الداخلية. كل من تلك الأحداث له سرديته الخاصة. البعض ساقته الدولة أو ما يتبقى منها، والآخر كان عبارة عن شعارات للمحاربين والمناضلين من أحزاب، أو تجمعات سياسية، أيا كان موقعهم في الهجوم أو الدفاع.

في الغالب ما كانت تطلق شعارات على أي نزاع تشهده السودان، مثل «المؤامرة الكونية» - وهذا بالمناسبة أحد أهم شعارات الهارب بشار الأسد -، أو «الغزو الأجنبي». وذلك له أسبابه ومبرراته، التي يمكن إيجازها بعاملين اثنين، ما هما؟ الأول: حشد المجتمع أو الناس أو البشر. الثاني: التبرير لعدم قدرة الدولة على المواجهة.

حدث ذلك مرارا، في حرب الجنوب الأولى التي استمرت من عام «1955 حتى 1972»، ودار رحاها بين شمال السودان ذي الغالبية المسلمة، والجنوب ذي الأكثرية المسيحية، ووضعت أوزارها بموجب اتفاقية أديس أبابا؛ كان الشعار أنها مؤامرة استعمارية كنسية، دبرتها دوائر مسيحية غربية.

حرب الجنوب الثانية التي اندلعت عام 1983، وتواصلت حتى 2005، واندلعت بين الدولة في الخرطوم، والحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب، وانقضت باتفاقية ما يسمى نيفاشا الموقعة في نيروبي، كان لها نصيبها من خديعة الشارع السوداني. إذ إن الشعار الذي تم تسويقه وقتها، أن ما يحدث نتاج مؤامرة صهيونية أمريكية.

حتى استيلاء الرئيس المخلوع عمر البشير، وإطاحته بجعفر النميري عام 1989 كان عنوانه «ثورة إنقاذ وطني»، وهو في الأصل انقلاب عسكري.

التهم البشير حكومة منتخبة شرعية جاءت عبر صناديق الاقتراع. استند على دعم الجبهة الإسلامية القومية؛ وهي حركة لها أهدافها الأيديدولوجية، قادها حسن الترابي.

الترابي بالطبع كان هدفه من خلال دعم الانقلاب، تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان. والبشير استخدمه لمخادعة السودانيين بالدين والعواطف.

مر الوقت. اختلف الطرفان بعد أعوام على شكل السلطة. أقال البشير رفيق النضال من رئاسة البرلمان، بعد أن تحول الصراع بينهما إلى معركة كسر عظم.

الأول أراد الاستئثار بالسلطة النظامية. والثاني سعى للتحول لشخصية روحية وفكرية، يستلهم منها السودانيون منهجية الحياة، وفق تعاليمه الشرعية. خشي البشير على نفسه، من تعاظم شخصية الترابي، في مجتمع موصوف بالمحافظة. وكان الشقاق.

ما سبق ليس.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة مكة

منذ 10 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 10 ساعات
صحيفة الوطن السعودية منذ 50 دقيقة
صحيفة عكاظ منذ 22 ساعة
صحيفة عكاظ منذ 6 ساعات
صحيفة عكاظ منذ 20 ساعة
قناة الإخبارية السعودية منذ 16 ساعة
صحيفة المدينة منذ 9 ساعات
صحيفة عاجل منذ 20 ساعة
قناة الإخبارية السعودية منذ ساعتين