زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان إلى الرياض تفتح باب قراءة سياسية في توقيتها ودلالاتها، وسط تعقيدات المشهد السوداني ومساعي الإسناد الإقليمي... فماذا نقرأ من هذه الزيارة؟

ملخص لكنها أيضاً تذكير بأن السلام لا يصنع بالزيارات وحدها، ولا بالصور الرسمية، بل بإرادة سياسية تقبل بتنازلات مؤلمة، وبمسارات تنفيذية تضع حماية المدنيين في الصدارة، إلى أن تتوافر هذه الشروط، ستظل زيارة البرهان إلى الرياض علامة على حركة الدبلوماسية، لا على نهايات الحرب.

لا تقرأ زيارة الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى الرياض بوصفها تحركاً بروتوكولياً عابراً، ولا باعتبارها مجاملة دبلوماسية في سياق حرب طاحنة أنهكت الدولة والمجتمع في السودان، بل تقرأ، في جوهرها كحلقة ضمن مسار أوسع لإعادة ترتيب موازين النفوذ الإقليمي والدولي حول الحرب السودانية، ومحاولة لإعادة ضبط موقع المؤسسة العسكرية السودانية داخل معادلة الوساطات المتنافسة، وفي القلب منها الجهد الأميركي المتعثر، والرباعية الإقليمية التي لم تنجح بعد في تحويل الضغط السياسي إلى وقف فعلي لإطلاق النار.

LIVE An error occurred. Please try again later

Tap to unmute Learn more الزيارة جاءت في توقيت بالغ الدلالة، فالخرطوم بمفهومها السياسي لا الجغرافي تمر بأضعف لحظاتها منذ الاستقلال، والدولة السودانية لم تعد ساحة صراع داخلي فقط، بل أصبحت مسرحاً مفتوحاً لتقاطعات إقليمية ودولية، تتداخل فيها حسابات الأمن في البحر الأحمر، والقرن الأفريقي، مع مخاوف الانهيار الشامل وما يحمله من تدفقات لجوء وتهديدات عابرة للحدود. في هذا السياق، تصبح كل زيارة خارجية لقائد الجيش السوداني رسالة متعددة الاتجاهات: إلى الداخل، وإلى الحلفاء، وإلى الخصوم، وإلى الوسطاء على حد سواء.

الرسالة الأساسية أولى الرسائل التي تحملها زيارة البرهان إلى الرياض تتعلق بإعادة تثبيت موقعه بوصفه الطرف العسكري الذي لا يمكن تجاوزه في أي مسار سياسي. فخلال الأشهر الماضية، ومع تعثر جولات التفاوض ورفض القيادة العسكرية بعض المقترحات الدولية، ساد انطباع خصوصاً في الدوائر الغربية بأن البرهان يميل إلى إدارة الصراع من موقع القوة الميدانية، لا من موقع التسوية.

استقبال الرياض له، وعلى أعلى مستوى، يعيد إدخاله إلى قلب المشهد الدبلوماسي، ويمنحه منصة إقليمية تتيح له إعادة صياغة روايته: ليس كمعطل للسلام، بل كفاعل حذر يشكك في جدوى مقترحات لا تراعي من وجهة نظره اعتبارات الأمن والسيادة ووحدة المؤسسة العسكرية.

بهذا المعنى، فإن الزيارة لا تنفصل عن صراع السرديات. البرهان يسعى إلى القول إن المشكلة ليست في رفضه السلام، بل في طبيعة العروض المطروحة، وفي غياب ضمانات تنفيذية حقيقية. والرياض، باستقباله، تمنحه مساحة لإعادة تقديم هذا الخطاب في عاصمة تعد أحد مفاتيح المشهد الإقليمي، وتملك علاقات وثيقة بواشنطن والقاهرة، وتدير توازنات دقيقة مع أطراف إقليمية أخرى.

من زاوية الرياض، لا يمكن فصل الزيارة عن طموح سعودي أوسع لأداء دور الوسيط المركزي في أزمات الإقليم. فالسعودية، التي راكمت خبرة تفاوضية في ملفات عدة خلال الأعوام الأخيرة، تدرك أن السودان يمثل اختباراً معقداً: حرب داخلية ذات أبعاد إقليمية، وطرفان مسلحان، ومجتمع دولي منقسم بين الرغبة في إنهاء القتال والعجز عن فرض ذلك.

استضافة البرهان تعكس رغبة سعودية في ألا تبقى على هامش الجهد الأميركي، بل في أن تكون جزءاً من صياغته أو إعادة توجيهه. الرياض هنا لا تقدم نفسها بديلاً لواشنطن، بل شريك قادر على الوصول إلى ما لا تصل إليه الدبلوماسية الأميركية وحدها: مخاطبة الحسابات الأمنية والسياسية للمؤسسة العسكرية السودانية بلغة أقرب إلى فهمها، وربما أكثر واقعية من منظورها.

لكن هذا الدور الوسيط يظل محكوماً بقيود واضحة، فالسعودية لا تملك وحدها مفاتيح الضغط الحاسم، ولا تستطيع فرض تسوية من دون تنسيق مع بقية أطراف الرباعية، لا سيما الولايات المتحدة ومصر، لذلك، يمكن قراءة الزيارة أيضاً كمحاولة سعودية لجس نبض البرهان: ما الذي يمكن أن يقبل به؟ وما الذي يرفضه؟ وأين يمكن تعديل المسارات التفاوضية القائمة لتصبح أكثر قابلية للتطبيق؟

الرسائل الموازية لا يمكن قراءة.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ ساعتين
منذ 7 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 8 ساعات
قناة يورونيوز منذ 18 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 16 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 9 ساعات
قناة العربية منذ 9 ساعات
قناة العربية منذ 14 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 52 دقيقة
سي ان ان بالعربية منذ 20 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 20 ساعة