كم غلاك يزيد، ليس لأنك وطنٌ جميل فقط، بل لأنك حكاية أخوّةٍ عشتها ومواقف صدقٍ لا تُنسى وعلاقة ضاربة في عمق الوجدان منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، حتى يومنا هذا.
علاقة احترامٍ وتقديرٍ ومحبةٍ للأرض، والقيادة، وللشعب الكويتي الأصيل، الشقيق.
عشت الكويت في عزّها، وعرفت جمال أيامها، وشاركت أهلها أفراحهم، ثم جاء اليوم المشؤوم، الذي لا يُنسى، يوم الاحتلال الغاشم، ذلك الجرح الذي لا أعاده الله على الكويت، ولا على أي وطن عربي.
يومها لم تكن الكويت وحدها، بل كانت في قلب كل سعودي، وفي ضمير كل خليجي. ومن موقعي تطوّعت مع أبناء المملكة للدفاع عنها، وعشت الأزمة أعظم من أهلها، كواحدٍ منهم، وأنا أعمل حينها مراسلاً لإحدى الصحف السعودية المحلية، أرافق قيادتها والجيوش على الجبهة، وأواكب الأحداث يوماً بيوم، من الميدان إلى القرار، برفقة الوفود الصحافية والإعلامية.
وفي تلك اللحظة المفصلية، نتذكّر بكل فخر واعتزاز موقف المملكة العربية السعودية، والذي كان واضحاً وحاسماً، وعبّر عنه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، بكلمته التاريخية التي أصبحت عنواناً لتلك المرحلة حين قال:
"لن نترك الكويت وحدها، ولو بقي معنا آخر جندي سعودي".
لم تكن تلك الكلمة تصريحاً سياسياً عابراً، بل عهداً صادقاً تُرجم فعلاً على الأرض، حيث فتحت المملكة أراضيها، وسخّرت إمكاناتها، ووقفت قيادةً وشعباً مع الكويت حتى عادت حرةً عزيزة، مؤكدةً أن أمن الكويت من أمن السعودية، وأن الأخوّة الصادقة لا تخضع للظروف ولا تتغير بتغير الزمن.
وكان من شرف تلك المرحلة أن ربطتني علاقة خاصة مع أميرها المغفور له بإذن الله، صاحب.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة السياسة
