كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا أن الرطوبة المرتفعة تزيد بشكل كبير من المخاطر الصحية المرتبطة بالحرارة لدى النساء الحوامل، وتؤثر لاحقا في نمو الأطفال وصحتهم. وأكدت الدراسة، المنشورة في مجلة "Science Advances"، أن تجاهل عامل الرطوبة يخفي جزءا مهما من الخطر المناخي الحقيقي.الرطوبة والحملوأوضح الباحثون أن الجسم يعتمد على التعرق لتبريد نفسه، لكن الرطوبة العالية تمنع تبخر العرق، ما يؤدي إلى احتباس الحرارة داخل الجسم. ويصبح هذا التأثير أكثر خطورة على الحوامل نظرا لإنتاجهن حرارة أكبر وصعوبة التخلص منها.واعتمد الفريق البحثي على مؤشر درجة الحرارة الكروية الرطبة (WBGT)، الذي يجمع بين الحرارة والرطوبة والإشعاع الشمسي وحركة الهواء. وتم ربط بيانات هذا المؤشر مع سجلات صحية لأطفال دون سن الـ5 من دول جنوب آسيا.وتوصل الباحثون إلى أن التعرض لحرارة شديدة مصحوبة برطوبة خلال الحمل يؤدي إلى تراجع كبير في النمو. وأظهرت النتائج أن زيادة بمقدار انحراف معياري واحد في الحرارة والرطوبة أثناء الحمل ارتبطت بانخفاض قدره 13% في مؤشر الطول بالنسبة للعمر، مقارنة بانخفاض 1% فقط في حالات الحرارة الجافة.كما بيّنت الدراسة أن مراحل الحمل الأولى والأخيرة هي الأكثر حساسية. ففي بدايات الحمل يكون الجنين في مرحلة تكوين حرجة، بينما تعاني الأم في نهايته من صعوبة أكبر في تنظيم حرارة الجسم، ما قد يزيد احتمال الولادة المبكرة.ويحذر الباحثون من أن المناطق المكتظة بالسكان والقريبة من السواحل، مثل جنوب آسيا، قد تواجه مخاطر أكبر في ظل ارتفاع درجات الحرارة عالميا.(ترجمات)۔

هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد