حصاد 2025.. عام التحولات الكبرى في المشهد الثقافي العالمي بين الثقافة والفنون والحضور العربي

شهد عام 2025 سلسلة من الأحداث الثقافية والفنية العالمية المفصلية، التي أعادت رسم خريطة المشهد الثقافي العالمي في تداخل واضح بين الثقافة والسياسة والتكنولوجيا، وانعكاس ذلك على مؤسسات دولية كبرى، وصناعة السينما، وإدارة التراث، ومنصات الإنتاج الفني، مع تصاعد بارز للحضور العربي في المحافل العالمية.

افتتاح المتحف المصري الكبير.. حدث عالمي في قلب القاهرة

في مصر، مثل افتتاح المتحف المصري الكبير بكامل طاقته حدثًا ثقافيًا عالميًا استثنائيًا، وأحد أبرز الأحداث المرتبطة بحماية التراث الإنساني. وقد افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي بحضور ملوك وأمراء ورؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء ثقافة من مختلف بلدان العالم، ما يعكس مكانة مصر في المشهد الحضاري العالمي.

المتحف الذي يقع قرب أهرامات الجيزة يعرض آلاف القطع الأثرية التي تمتد عبر آلاف السنين من التاريخ المصري، ويُعد أحد أكبر المتاحف في العالم المكرّسة لحضارة واحدة، مما يعزز من دور مصر كمركز لإعادة رسم مفاهيم الحفظ والتراث في القرن الحادي والعشرين.

انتخاب المدير العام لليونسكو.. إنجاز مصري-عربي غير مسبوق

في حدث يُعدّ خطوة غير مسبوقة في التاريخ الثقافي الدولي، تم انتخاب الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، مديرًا عامًا جديدًا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للفترة من 2025 حتى 2029.

العناني، الذي حاز على دعم 55 دولة من أصل 57 في المجلس التنفيذي لليونيسكو، أصبح أول مصري وأول عربي يتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة عام 1945.

ويأتي انتخاب العناني في وقت تواجه فيه المنظمة تحديات كبرى تتعلق بحماية التراث في مناطق النزاع، وتعزيز الحوار الثقافي الدولي، وتحقيق العدالة الثقافية، ما يجعل قيادته ذات تأثير كبير على السياسات الثقافية المستقبلية على مستوى العالم.

أزمات متحف اللوفر في باريس.. بين التخريب والاحتجاج

شهد متحف اللوفر في باريس خلال 2025 سلسلة من التحديات التقنية والإدارية التي أثّرت على سير عمله، وتمثَّلت في سرقة مجوهرات التاج الفرنسي بقيمة 88 مليون يورو ما أثار جدلاً واسعًا حول ضعف الإجراءات الأمنية. أيضا مشكلات هيكلية وتسرّب مياه في أجنحة أثرية أدّت إلى إغلاق مؤقت لجناح «Campana» الذي يضم مقتنيات أثرية. بالإضافة إلى أعمال احتجاج وإضراب جماعية من نحو 400 موظف ضد ظروف العمل المتردية، بما في ذلك نقص العاملين، وتدهور البنية التحتية، وقرار زيادة أسعار تذاكر غير الأوروبيين، ما أدى إلى إغلاق المتحف أمام الزوار في عدة أيام خلال ديسمبر.

وتأزّم الوضع خلق نقاشًا سياسيًا وثقافيًا حول مستقبل أكبر متحف في العالم، وعلاقته بالتراث العالمي، وأثّر في صورته باعتباره رمزًا ثقافيًا عالميًا.

الذكاء الاصطناعي والملكية الثقافية.. جدل عالمي

اتسع في 2025 النقاش الدولي حول الذكاء الاصطناعي وحقوق الملكية الثقافية، خصوصًا في مجالات السينما، والفنون البصرية، والموسيقى، مع تساؤلات حول حدود استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإبداع، وحقوق المبدعين في مواجهة الخوارزميات، وغياب أطر قانونية دولية واضحة لتنظيم هذا المجال سريع التطور، ما أدّى إلى ظهور مطالبات لوضع معايير دولية تحمي حقوق الفنانين والمثقفين.

إعادة هيكلة صناعة البث.. نتفليكس وشراء وورنر براذرز

شهدت صناعة الترفيه تحولات كبرى بعدما أعلنت منصة نتفليكس عن استحواذها على شركة وورنر براذرز، في أكبر عملية استحواذ في تاريخ صناعة الترفيه العالمية، مما أثار جدلًا واسعًا حول احتكار السوق، ومستقبل دور العرض السينمائية، وتوازن القوى داخل الصناعة الثقافية العالمية، وأثر ذلك على سياسات الإنتاج والتمويل وتعاونها مع صناع السينما المستقلة.

هذه الخطوة تُعد انعكاسًا لصراع متصاعد بين منصات البث القديمة والجديدة على المحتوى والإبداع والموارد المالية، في وقت يشهد فيه الجمهور طرق مشاهدة جديدة وتنافسًا محمومًا على جذب المشاهدين.

الحضور العربي في المحافل الثقافية والسينمائية

على المستوى الفني، شكّل فيلم صوت هند رجب ، وهو فيلم تونسي يوثق مأساة الطفلة الفلسطينية هند رجب خلال العدوان على غزة، حدثًا ثقافيًا وإنسانيًا بارزًا في 2025، بعد أن حظي الفيلم بجوائز عالمية واسعة، من خلال قوة رسالته الإنسانية وقدرته على نقل صوت ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى منصات عالمية، مبرزًا دور السينما في مساءلة الواقع وتسليط الضوء على الانتهاكات ضد المدنيين.

كما شهد العام تصاعد حضور السينما المصرية والعربية في أهم المهرجانات العالمية مثل كان وبرلين وفينيسيا، إضافة إلى مشاركة مؤثرة في البرامج الثقافية الدولية أخرها وجود أربعة أفلام في القائمة القصيرة لجائزة أوسكار أفضل فيلم دولي، ما يعكس تحوّلًا تدريجيًا في موقع الثقافة العربية على الخريطة الثقافية العالمية بفضل تنوع رؤاها وقوة موضوعاتها.

يُعد عام 2025 نقطة انعطاف حقيقية في العلاقة بين الثقافة والسياسة والتكنولوجيا، حيث لم تعد الثقافة مجالًا معزولًا عن الصراعات والتحولات الكبرى، بل ارتقت إلى ساحة مركزية لإعادة تعريف القيم وتبادل الرؤى، في عالم يعيد تشكيل نفسه على المستويات كافة.


هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بوابة دار الهلال

منذ ساعة
منذ 3 ساعات
منذ ساعة
منذ ساعة
منذ ساعة
منذ ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 11 ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ 18 ساعة
مصراوي منذ 16 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 17 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ 4 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 6 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 4 ساعات