سفير سلطنة عُمان بالقاهرة: اللغة العربية تستحق بذل المزيد من الجهد لصونها وإعلاء مكانتها

أكد سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير عبد الله بن ناصر الرحبي، أن احتفال سلطنة عُمان باليوم العالمي للغة العربية، يأتي انطلاقًا من إيمان راسخ بمكانة اللغة العربية بوصفها وعاءً للقيم الإنسانية، وركيزة أساسية للهوية الحضارية، ووسيلة لحفظ التاريخ الثقافي للأمة العربية.

جاء ذلك في كلمة السفير خلال احتفال سفارة سلطنة عُمان باليوم العالمي للغة العربية، الذي أُقيم في رحاب المتحف القومي للحضارة المصرية، بحضور عدد من المسؤولين والدبلوماسيين والمثقفين والمهتمين بالشأن اللغوي والثقافي.

وقال السفير الرحبي "إن سلطنة عُمان تحرص على الاحتفال بهذه المناسبة بما يليق بتاريخها الحضاري، باعتبارها بلد الخليل بن أحمد الفراهيدي، وبما يعكس اعتزاز الدولة العُمانية وشعبها بدورهم الممتد في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، مؤكدًا أن اللغة العربية ليست مجرد أداة تواصل، بل كيان حي في وجدان العُمانيين، وتراث مقدر لم ينقطع تواصله من جيل الرواد حتى اليوم.

وأشار إلى الامتداد الجغرافي والتاريخي للغة العربية مع حركة العُمانيين، لافتًا إلى أن آثارهم اللغوية ما تزال ماثلة حتى اليوم في شرق إفريقيا؛ بما يعكس عمق الحضور العربي العُماني وتأثيره الحضاري.

وأوضح السفير الرحبي أنه خلال مسيرته الدبلوماسية حرص على التأكيد على الصلة الوثيقة بين اللغة والهوية، مشيرًا إلى أنه خلال فترة عمله في المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف سعى إلى الإسهام في ترسيخ الاهتمام الرسمي العربي بالاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، باعتباره هدفًا ثابتًا لا يمكن إغفاله.

وتوقف السفير عند التحولات العالمية الراهنة، مشيرًا إلى أن عواصم غربية عديدة باتت تعيد النظر في مقولات العولمة التي سعت إلى تذويب الخصوصيات الحضارية والثقافية، والتبشير بما يسمى بـ«الإنسان المعولم» المنفصل عن تاريخه ولغته وثقافته، مؤكدًا أن هذه التحولات تثبت صواب موقف المدافعين عن الهوية الحضارية للأمة العربية، وفي مقدمتها اللغة العربية، لغة القرآن الكريم.

وشدد على أن اللغة العربية تستحق بذل المزيد من الجهد لصونها وإعلاء مكانتها، سواء في المؤسسات التعليمية أو الخطاب الثقافي أو الحياة اليومية أو مختلف الوسائط الإعلامية، بما يضمن نقلها عبر الأجيال دون أن تفقد قدرتها على إنتاج العلم وإبداع الأدب الراقي.

وحذر السفير الرحبي من مخاطر فكرية تهدد اللغة العربية، تتمثل في تساؤلات تشكك في جدوى التمسك بها وتحمل الهوية العربية والإسلامية مسؤولية بعض التحديات الراهنة، معتبرًا أن هذه الطروحات تتغافل عن حقيقة أن محاور الصراع في السياسات العالمية باتت ذات طابع لغوي وثقافي، وأن الهوية اللغوية والثقافية أصبحت عنصرًا حاسمًا في علاقات الشعوب، استنادًا إلى ما أكده المفكر صامويل هنتنجتون بشأن دور الثقافة والهوية الحضارية في تشكيل أنماط الصراع في عالم ما بعد الحرب الباردة.

وأكد أن اللغة تمثل الحامل الأساسي لتراث المجتمعات وحضاراتها وتاريخها، وأساس بناء مستقبلها، ومقوم هويتها، مشددًا على أن دروس التاريخ تثبت أنه لا يمكن لجماعة إنسانية أن تحافظ على حضورها وخصوصيتها إذا ضاعت لغتها.

واختتم السفير كلمته بالتأكيد على أن إقامة الاحتفال في المتحف القومي للحضارة المصرية يمثل إعلانًا واضحًا عن مركزية دور اللغة في بناء المستقبل، واعترافًا بتراث الأمة العريق، وإقرارًا بالدور التاريخي للغة العربية في تشييد الحضارة العربية، ودورها الحتمي في استعادة مسار الصعود الحضاري.


هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بوابة دار الهلال

منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 21 ساعة
بوابة الأهرام منذ 10 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 5 ساعات
بوابة أخبار اليوم منذ 5 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 52 دقيقة
صحيفة المصري اليوم منذ 6 ساعات
مصراوي منذ 19 ساعة
موقع صدى البلد منذ 10 ساعات