ماذا لو أخبرتك أن مئات، بل آلاف الصفحات التي مرّت عليك خلال رحلتك التعليمية، قد لا يكون لها أثر حقيقي في حياتك العملية، ولا في نهضة مجتمعك؟
قبل نحو عشرين عامًا، درستُ مادة تاريخ اللغة الألمانية مع محاضر ألماني صارم. كتاب ضخم، مادة ثقيلة، ولغة تتجاوز مستوى كثير من الطلاب. بدا للكثير آنذاك أن النجاح في ظل هذه المعطيات لن يتحقق إلا بالحفظ.
لكن يوم الامتحان جاءت المفاجأة: سؤال جوهري، بسيط في صياغته، عميق في مضمونه. إجابة تمتد عبر ثلاثة فصول وقرابة مائة صفحة. وقبل أن نبدأ، مرّ المحاضر بيننا وقال جملة قلبت كل التوقعات:
«من يكتب أكثر من صفحة واحدة، فهو يسير في الاتجاه الخاطئ.»
في تلك اللحظة أدركنا أن الحفظ وحده لا يكفي. الفهم، والتحليل، وربط الأفكار، والتفكير الناقد هي ما يصنع الفارق. قلة قليلة نجحت بتفوّق، بينما نجح معظم الطلاب بالكاد، أو أخفقوا. كانت الرسالة واضحة: الفهم يسبق الحفظ، وأن التعلّم الحقيقي يُقاس بقدرتنا على استخلاص المعنى وجعل المعرفة قابلة للتطبيق خارج قاعة الامتحان.
حتى في الإطار الديني، لا يدعو القرآن الكريم إلى الحفظ المجرد للنصوص رغم ما للحفظ من فوائد على بعض المستويات بل يركّز على الفهم، وتدبر الآيات، والعمل بها، كما في قوله تعالى:
﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾ سورة ص - الآية 29
سوق العمل بين الاختبارات والمهارات:
في عالم سريع التحوّل، لم يعد التعليم مرتبطًا فقط بشهادة أكاديمية أو مرحلة زمنية، بل بقدرة مستمرة على اكتساب المهارات، والتعلّم، والتكيّف. ومع هذا التحوّل، أصبح التعلّم مدى الحياة ضرورة لا غنى عنها.
صحيح أن الشهادة الأكاديمية لا تزال مهمة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الفجر
