هل أصبح الشارع في تونس رهان السلطة والمعارضة على حد سواء؟ وهل يمكن التعويل على الشارع في غياب تأطير الأحزاب والمنظمات؟

ملخص لم يغب الشارع كتعبير رمزي عن العقل السياسي في تونس منذ الاستقلال وراوح بين الخمول والحيوية، إلا أن حضوره كان لافتاً إبان 2011، وبات مؤشراً إلى موازين القوى بين السلطة من جهة والمعارضة بمختلف مكوناتها من جهة أخرى.

في تاريخ تونس السياسي المعاصر ظلّ الشارع منذ الاستقلال محل تنازع بين السلطة الحاكمة والمعارضة، وتشكلت السيرورة التاريخية للشارع السياسي في البلاد، عبر ثلاث مراحل أساسية، الأولى وهي المرحلة الاستبدادية في زمن حكم كل من الحبيب بورقيبة (1956-1987) وزين العابدين بن علي (1987-2011)، حينها كان الشارع ملك السلطة تتحكم فيه وتديره وفق أجنداتها، والثانية مرحلة مخاض الانتقال الديمقراطي بعد ثورة 2011، التي عاش خلالها الشارع أكثر لحظاته ديناميكية سياسية وثقافية، والثالثة هي الفترة الراهنة لحكم الرئيس قيس سعيد، التي راوح فيها الشارع بين الخمول والحيوية، وبات مجال تنازع بين السلطة والمعارضة.

LIVE An error occurred. Please try again later

Tap to unmute Learn more ويعد الشارع فضاءً حيوياً ورمزياً مكثفاً يعبر من خلاله الناس عن وجودهم بمختلف مشاربهم الفكرية والسياسية والأيديولوجية، وهو مجال للتحشيد والتعبئة والضغط بالنسبة إلى المعارضة، كما هو فضاء للعرفان بالنسبة إلى السلطة.

وعجّ الشارع السياسي في تونس في فترة ما بعد سنة 2011 بمختلف اللوحات التعبيرية السياسية والفنية، واحتضن النقاش العام في حلقات متتالية تقيم راهن اللحظة وترسم ملامح المستقبل من مختلف الأصوات المنادية بالحريات والرافضة للتهميش والمطالبة بالحق في بيئة نظيفة، أو الداعمة للسلطة والرافضة للتدخل الأجنبي، وتولت أجهزة الأمن تأطير تلك المسيرات التي التزمت بنهجها السلمي.

وبعد هدنة مطولة نسبياً عادت الروح إلى الشارع في الآونة الأخيرة من خلال تنظيم تحركات ومسيرات عدة من قبل المعارضة أو الموالاة، ومثلت تلك اللحظة منطلقاً للرهان مجدداً على الشارع كمؤشر إلى موازين القوى لكل جهة أمام التونسيين.

وتحول بذلك الشارع من فضاء للنقاش العام إلى قياس شعبية كل طرف سياسي، ومن مساحة للتعبير الحر إلى معجم سياسي قائم بذاته، ومن سيملك مفرداته سيتحكم في المشهد العام.

فهل أصبح الشارع في تونس رهان السلطة والمعارضة على حد سواء؟ وهل يمكن التعويل على الشارع في غياب تأطير الأحزاب والمنظمات؟

نظّمت مختلف أطياف المعارضة في الـ22 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مسيرة مطالبة بالحقوق والحريات، تلتها مسيرات أخرى، مما دفع الموالين لمسار الـ25 من يوليو (تموز) 2021 إلى تنظيم مسيرة بمناسبة ذكرى الثورة في الـ17 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري رفعت خلالها شعارات رافضة للتدخل الأجنبي ومتمسّكة بمسار الـ25 من يوليو ومدافعة عن السيادة الوطنية.

ويعكس بذلك الشارع حال انقسام سياسي حاد بين معارضة رافضة لمسار رئيس الجمهورية قيس سعيد وموالاة داعمة لمسار الـ25 من يوليو 2021، ورافضة لما تسميه عشرية الخراب بمكوناتها السياسية والحزبية، وبات الشارع ساحة للصراع والمزايدات السياسية بين الجانبين، صراع تتحدد موازين القوى بداخله من خلال عدد المشاركين والشعارات المرفوعة.

وبينما ضجت شوارع العاصمة بمناسبة ذكرى الثورة بمظاهر الاحتفاء، وبآيات العرفان لمسار الـ25 من يوليو 2021، صدحت الحناجر في مسيرة في محافظة قابس مطالبة بالحق في بيئة سليمة، وهواء نقي، وداعية لتفكيك وحدات المجمع الكيماوي الذي كتم أنفاس أهالي قابس لعقود، وفي سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية تجمع عدد من المعطلين عن العمل من حاملي الشهادات العليا منادين بحقهم في الشغل والكرامة.

مظاهر عدة للشارع تختزل الواقع التونسي المتسم بهشاشة اقتصادية واجتماعية، وسط استقطاب حاد بين المعارضة والموالاة، فاقمته ضبابية الأفق السياسي في البلاد.

شعارات ترذّل المشهد السياسي يؤكد سرحان الناصري الناشط السياسي، ورئيس حزب "الائتلاف من أجل تونس" في تصريح.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 5 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 6 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 13 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 13 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 13 ساعة
قناة العربية منذ 6 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ ساعتين
صحيفة الشرق الأوسط منذ 4 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 11 ساعة