أصدر إل غراندي طوطو أغنية "بوم X"، وهي أولى تراكات الجزء الثاني من ميكستايب "سالجوت" الذي أعلن عن تقديمه في عام 2026.
يأتي التراك بعد قرابة عام من الانقطاع عن الإصدارات المنفردة، يتعاون فيه مع ضاوي وباباكري في الإنتاج الموسيقي بينما أخرجت الكليب "بايبي ماما" التي سبق لها التعاون مع العديد من مغنيي الراب الأفارقة مثل جاي تو بيزبار، وونيرو، وجازو وليمز، وآر إيه تي.
"الزنقة مثل إيبيزا / عنف وفوضى"
عكست صورة الكليب جانبًا قاسيًا من الحياة المخملية الناعمة، مشاهد بصرية أشبه بسيرك بشري، كأنه فقرة عبثية تجمع بين ماضي طوطو في حواري كازابلانكا وحاضره المتصدر لأهم مسارح المغرب وأوروبا.
فخر بالكلمات والموسيقى
يقدّم طوطو بارات يتناول فيها وضعه الحالي كأحد أكبر الأسماء في مشهد الراب بالمنطقة، والصعاب التي يتعرض لها، وعلاقته بزملائه والجمهور، إضافة إلى اعتزازه بنشأته وبداياته كرابر. يظهر ذلك من خلال بارات مثل: "سالجوت أفريقي / غني بالموسيقى/ نقصد الجحيم" و"المعجبون يؤثرون فيّ/ والجمهور/ وحتى زملائي" و"الزنقة مثل إيبيزا/ عنف وفوضى"*.
كذلك يعرّفنا إل غراندي الحالة العامة للفلو والموسيقى في أحد باراته بقوله: "التدفق سريع كالكاراتيه". بالفعل يشبه التراك بإيقاعه الضربات الخاطفة الموجعة في الرياضات القتالية.
جمل تعكس مشاعره تجاه مساحة ما من مسيرته المهنية، موجّهة على هيئة تصريحات أو خطابات تعرّفنا على طوطو القادم الذي يعتزّ بأصوله الأفريقية ويُبرز شخصيته المقدامة، الميّالة للشقاء في سبيل النجاح.
رأي مبدئي
برع طوطو في خلق بورتريه عام يعبّر عن حالة الضجة التي أحاطت به منذ صعوده على الساحة الموسيقية المغربية، خاصة في العام الحالي الذي شهد عدة إنجازات مهنية، أبرزها الأداء على خشبة مسرح السويسي في مهرجان موازين بمدينة الرباط، إلى جانب الملاحقات القضائية المتتالية بسبب ادعاءات بخرق الآداب العامة. ومن خلال بارات متزنة تبتعد عن الأسلوب الزاعق أو ادعاء البطولة، يعكس طوطو مدرسة أكثر رزانة في التبجح، يصنع من خلالها حالة أعمق من التماهي لدى جمهوره ومستمعيه.
لا يخلو التراك من استعراض واضح للإمكانات والمهارات المختلفة، بداية من الإحكام في الكتابة، وصولًا إلى اختيار اللزمات اللغوية المنتمية لقاموس الشارع، وأبرزها "بوم بوم بوم"، التي تشير إلى الهيت المنتشرة المثيرة للضجة.
إلى جانب ذلك يقدّم طوطو تجريبًا موسيقيًا جريئًا من خلال اختيار لحن ينتمي لمجتمع الحياة الليلية المخملية، لكن بصيغة جافة وحادة، تُمثّل هوية الشارع عند الارتقاء ودخول عوالم جديدة.
تتقاطع البارات مع إيقاع مستمد من روح الموسيقى الإلكترونية الراقصة مازجًا الأفروبيت مع الجيرسي كلاب بوضوح، إلى جانب تداخل عدة أنماط موسيقية إلكترونية أخرى يصعب تحديدها لكثرة التعديل عليها. كما يعتمد الإنتاج الموسيقي على بايس مضخم مكثف يحمل بعض التشويش مع حضور واضح للبوق بنمط كرنفالي. ويتداخل الأداء الغنائي التعبيري المسترسل مع الموسيقى في الفواصل، خالقًا حالة مثالية من الاستغراق الذهني.
يستمر إل غراندي طوطو في رفع سقف الجرأة في الطرح عبر اختياراته الموسيقية والبصرية التجريبية، ويجعلنا، على المستوى التشويقي، نترقب مشروع الجزء الثاني من "سالجوت" في العام الجديد، خالقًا حالة فريدة من السرد الذاتي المتمركز حول الذات، من دون أن يغرق فيها، مذكّرًا دائمًا بسياقه الاجتماعي والفني، ومبقيًا جزء "المهووس بالراب" حيًا في شخصيته.
هذا المحتوى مقدم من بيلبورد عربية
