يتطلع المستثمرون في وول ستريت إلى هدية تقليدية اعتادتها الأسواق وهي رالي سانتا، لكن الطريق إلى المكاسب الختامية في 2025 لا يبدو ممهداً بالكامل، في ظل مزيج من القلق حول الذكاء الاصطناعي، وترقّب مسار أسعار الفائدة الأميركية، وبيانات اقتصادية جاءت متأخرة ومشوّهة جزئياً. ديسمبر يخالف العادة.. لكن الصورة العامة ما زالت إيجابية رغم أن ديسمبر كانون الأول يُعد تاريخياً شهراً داعماً للأسهم، فإن مؤشر ستاندرد آند بورز 500، تراجع بشكل طفيف هذا الشهر، مخالفاً النمط المعتاد. ومع ذلك، يبقى المؤشر على مسار مكاسب قوية في 2025، تزيد على 15%، ما يضعه في طريقه لتحقيق ثالث عام متتالٍ من الارتفاعات المزدوجة الرقم.
الذكاء الاصطناعي بين الزخم والشكوك أحد أبرز مصادر التذبذب في الأسابيع الأخيرة كان قطاع الذكاء الاصطناعي، فبينما شكّل هذا القطاع المحرك الرئيسي لصعود الأسهم خلال العام، بدأت الشكوك تتزايد حول توقيت العوائد الفعلية من الإنفاق الضخم على البنية التحتية، خاصة مراكز البيانات.
ضغطت هذه المخاوف على أسهم التكنولوجيا ذات الوزن الكبير في المؤشرات، وأثارت نقاشاً أوسع حول استدامة هذا الزخم.
الفيدرالي في قلب التوقعات في المقابل، منحت بيانات تضخم أقل من المتوقع بعض الدعم للأسهم، وعززت الرهان على أن الاحتياطي الفيدرالي يميل إلى خفض الفائدة في 2026، بعد ثلاثة تخفيضات متتالية خلال الفترة الماضية. إلا أن ضبابية البيانات، نتيجة الإغلاق الحكومي الأميركي الذي استمر 43 يوماً، جعلت قراءة المشهد أكثر تعقيداً، خصوصاً مع وصول معدل البطالة إلى 4.6%، وهو الأعلى منذ أكثر من أربع سنوات.
هل يعود رالي سانتا؟ تاريخياً، سجّل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب بمتوسط 1.3% خلال آخر خمسة أيام تداول في العام وأول يومين من يناير كانون الثاني، وفقاً لبيانات تعود إلى 1950. هذا العام، تبدأ هذه الفترة الحاسمة منتصف الأسبوع، وسط آمال بأن تمنح البيانات الأخيرة الضوء الأخضر لصعود موسمي، رغم احتمالات جني أرباح بعد عام قوي.
تحول في بوصلة السيولة مع تراجع شهية المخاطرة في أسهم التكنولوجيا، بدأت السيولة تتجه إلى قطاعات أخرى أكثر ارتباطاً بالدورة الاقتصادية، مثل النقل والخدمات المالية والشركات الصغيرة، والتي سجلت أداءً أفضل في ديسمبر كانون الأول، وساعدت السوق على البقاء في نطاق تماسك بدلاً من الهبوط الحاد.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
