معروفة الكويت طوال تاريخها أنها دولة رحيمة مع شعبها ومع الآخرين، حتى في أحلك الظروف لم تترك أهلها في العراء، بل عملت على تأمين كل شيء لهم، كي يعيشوا في كرامة، وبعد التحرير أيضاً ساعدتهم في شتى الطرق كي لا يشعروا بأي ضيم.
كذلك خلال سبعة أشهر من الاحتلال وأثناء الغزو العراقي، كانت الروح الوطنية هي العنوان، والتعاضد بين الشبع تجلّى في أسمى الصور التي لا تزال نموذجاً للشعوب، فليس هناك من قدّم مصلحته الشخصية على المصلحة الوطنية، وفي هذا الشأن الكثير من الملاحم المسجلة.
أيضاً، ثمة الكثير من المحطات التي يمكن للمرء التوقف عندها في الرحمة، أكان في الداخل أو الخارج، لأنها من صلب الثقافة الكويتية، فمثلاً، رغم عدم حل قضية "البدون"، لكن لهم بعض الحقوق الطبيعية، ويعملون في الدوائر الحكومية والقطاع الخاص، كما أن غيرهم الكثير ممن تعرضوا لأزمات، إلا أن يد الرحمة امتدت إليهم وانتشلتهم من غياهب الظلمات، وعادوا إلى بلادهم بكل كرامة.
لذا، رغم المأساة التي عاشتها البلاد خلال الغزو، والاحتلال، لم تتخل عن فعل الخير في شتى بقاع العالم، ولنا في الداعية الكويتي المرحوم عبدالرحمن السميط وكذلك المرحوم عبدالله النوري، وغيرهما، الكثير ممن أثروا تاريخ الخير الكويتي عالمياً، وهذه النماذج يمكن البناء عليها في النظر إلى الداخل، والعمل على إعانة المظلوم، كي لا يختل الميزان.
لذا، اليوم عندما تواجه الكويت أي أزمة فهي لديها تاريخ تستمد منه الأساليب للخروج منها، فكيف إذا كان بعضها يُحل بأسهل الطرق، كي لا يشعر المواطن أنه متروك لمصيره، لا سيما من لديهم مشكلات تؤثر في الترابط الأسري، وتمنع تمتع عائلته بالعيش بهدوء، كغيرهم من المواطنين؟
لذا، نوجه كلامنا إلى الحكومة التي هي اليوم، سلطة تنفيذية وتشريعية في الوقت نفسه، أي لديها التشريع والتنفيذ في آن واحد، ونقول: البلاد تعاني اليوم من أزمة لا مجال فيها للشعارات، ولا المبررات غير المنطقية، وهي أزمة المتعثرين والمعسرين، الذين يبلغ عددهم ما يزيد على 200 ألف مواطن.
إن هؤلاء اليوم يعيشون في شرنقة محكمة الإغلاق عليهم، خصوصاً.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة السياسة
