مقال نادية سعدالدين. عقيدة "الماشيح" الصهيونية (2)

رغم ادعاءات الصهيونية الزائفة؛ منحت معظم دول أوروبا اليهود حقوقهم المدنية والسياسية وقدراً كبيراً من الاندماج داخلها، فبرزت حركات مثل «الهاسكلاه» (أي التنوير) تنادي بالدمج، و»اليهودية الإصلاحية» بمقولات الانعتاق من أسر الطقوس الدينية لصالح الاحتكام للعقل، وصولاً إلى تخلي تيار عقلاني تاريخي عن أسطورة «الشعب المختار» التي عمقت عزلة اليهود، مقابل من أعطاها دلالة أخلاقية مزعومة بوصفهم شعباً مختاراً صاحب رسالة أخلاقية ليست منفردة، لنشرها في العالم، مما يناقض الفكرة اليهودية التقليدية التي رأت في الاختيار مسألة صوفية يحفها الغموض وأمراً ربانياً لا يمكن للبشر إدراك كنهه وفقاً لتأويلات التوراة.

بينما تمكنت «اليهودية الخلاصية» من طرح رؤية معدلة لفكرة «الماشيح» لتصبح أكثر إنسانية وأقل أسطورية وقومية، بدلاً من الدوران داخل حدود التراث اليهودي التقليدي، وذلك عند المناداة بالعصر الماشيحاني الذي سيأتي بفعل التقدم العلمي والحضاري، فتحولت الأسطورة المطلقة إلى رؤية شاملة مُمكنة غير قاصرة على اليهود وحدهم.

لم ترُق تلك التوجهات «لليهودية الأرثوذكسية» (المذهب المسيطر على الحياة بالكيان المُحتل) و»اليهودية المحافظة» والحركة الصهيونية، فوقفوا بالمرصاد ضد التيار الإصلاحي والتنويري، في تحالف ثلاثي وثيق ما يزال قائماً، لترسيخ مزاعم الأحقية الدينية التاريخية في فلسطين المحتلة، عبر تعميق العزلة الدينية كطريق وحيد، وتعظيم مكانة التوراة باعتبارها كلام الله تعالى كتبها حرفياً، قيمها خالدة أزلية تنطبق على كل العصور ولولاها لما تحقق وجود «شعب يسرائيل» الذي عليه اتباع تعاليمها بدون تغيير أو تبديل، فالدين اليهودي لم يكن مجرد عقيدة يؤمن بها اليهودي الفرد بل نظام ديني يغطي كل جوانب الحياة اليهودية.

وتوافقت اليهودية «المحافظة» و»الأرثوذكسية» في إضفاء هالة من القداسة على حياة اليهود وتاريخهم، يرجعها «الأرثوذكس» إلى أصول ربانية بينما يردها «المحافظون» إلى أصول قومية، مع تأكيد متانة العلاقة التي تربط الله تعالى بالشعب والأرض والتوراة. وهذا هو جوهر الصهيونية، فاليهود بالنسبة إليهم غير قادرين على التكيف مع الواقع التاريخي الجديد وعليهم البقاء داخل مقدساتهم القومية، لتحقيق «مهمتهم التاريخية التي تحتاج إلى قطعة أرض تكون وطناً لهم»، وفق الصهيوني «موسى هس»، بما يحمل ذلك الفكر المتطرف هروباً من التاريخ المحسوس إلى عالم تسيطر عليه الأساطير والمطلقات.

وكان من السهل أن تعتنق العقلية اليهودية، المجبولة بالعنصرية والعدوانية،.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الغد الأردنية

منذ 10 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
قناة المملكة منذ 20 ساعة
قناة المملكة منذ ساعة
خبرني منذ 4 ساعات
خبرني منذ 21 ساعة
خبرني منذ 13 ساعة
خبرني منذ 12 ساعة
خبرني منذ 7 ساعات
قناة المملكة منذ 17 ساعة