ربما قد استخلص المدير الفني الوطني لمنتخب المغرب؛ وليد الركراكي، بعض الدروس بعد الفوز الصعب لـ"أسود الأطلس" في المباراة الافتتاحية أمام جزر القمر، مساء الأحد، بثنائية نظيفة ضمن المجموعة الأولى لبطولة كأس أمم إفريقيا 2025.
احتاج المغرب إلى أكثر من 45 دقيقة حتى يزور شباك الضيف القمري في مناسبتين، مع نقد مُبرر حول طريقة اللعب والخيارات التي انتهجها المدرب في الظهور القاري الأول.
ويدرك الركراكي أنه لا مجال للأخطاء، ولا مبررات قد تشفع في حال عدم التتويج باللقب القاري الذي أحرزه المغرب في مرة وحيدة دون تكرار قبل 49 عاما من اليوم.
وهذا ما أكده الركراكي خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة الافتتاحية، كما أشار إلى بعض مواضع الخلل في تصريحاته عقب المباراة، مع التأكيد على ضرورة الفوز وأن يسير الفريق في البطولة "مباراة بمباراة".
ولكن في ضوء ذلك، لا بد من الإشارة إلى النواقص والدروس التي قد يتعلم المدرب منها بعد مباراة جزر القمر، خاصةً مع ترقب مواجهتين أكثر صعوبة ضد كل من مالي وزامبيا خلال يومي 26 و29 ديسمبر الجاري.
في هذا التقرير ضمن تغطية منصة "المشهد" لبطولة كأس أمم إفريقيا 2025، نستعرض تحليلًا لأبرز مواطن القوة والضعف التي لاحظناها خلال المواجهة الافتتاحية للمغرب ضد جزر القمر، قبل المباراة المقبلة ضد مالي في 26 ديسمبر الجاري.معضلة أيوب الكعبي.. لماذا جلس بديلا؟
بدأ الركراكي بتشكيلة ظهر خلالها سفيان رحيمي كمهاجم أساسي، وسط بعض التعجب حول ترتيب المهاجمين في قائمة "أسود الأطلس".
سنحت الفرصة لرحيمي لإثبات نفسه سريعا حينما انبرى لتسديد ركلة جزاء مبكرة بعد 11 دقيقة من صافرة البداية، ولكن تألق الحارس القمري يانيك باندور ربما أطاح به ذهنيًا خارج المباراة حتى خروجه في الشوط الثاني.
في الدقيقة 65، غادر رحيمي المباراة بعدما سدد لمرة وحيدة بين الخشبات الـ3 للمنافس، متمثلة في ركلة الجزاء المهدرة، ليشارك بدلًا منه أيوب الكعبي الذي سجل من محاولة وحيدة على المرمى بطريقة مقصية مذهلة، ومرر 7 تمريرات ناجحة من أصل 8 بدقة بلغت 88%، مقابل 90% لرحيمي الذي نجح بشكل ما في الربط بين الخطوط، ولكن يبقى عامل الفاعلية والحسم هو الأهم للمهاجم.
ويمكن القول أن الكعبي، والمغرب بوجه عام، قد استفاد من تكثيف اللعب على الأطراف مع واجبات هجومية واضحة لمزراوي الذي صنع الخطورة في عديد المرات كما ساهم في الهدف الأول؛ ومع مشاركة عبد الصمد الزلزولي كجناح صريح، ربما أصبحت تشكيلة المغرب أكثر حيوية مع المزيد من الخطورة على جانبي الملعب والاستفادة من المهارات الفردية والأدوار المركبة.
ربما قد تعلم الركراكي الدرس اليوم، وقد يدفع بالكعبي أساسيًا أمام مالي، وأنه ربما ما جرى ضد جزر القمر يظل في إطار التجربة.
الأولوية للأجهز.. ما هي فرص حكيمي؟
على غرار مفاضلة الكعبي ورحيمي، قد يسير الأمر على مراكز أخرى في أرض الميدان.
بدا أشرف حكيمي جاهزا من الناحية الطبية لخوض المباراة الافتتاحية، ولكن خيار الركراكي كان إرحاته على مدار 90 دقيقة، فلم يشركة ولو للحظات بعد ضمان التفوق على جزر القمر.
نجم المغرب الأول في قائمة هذه البطولة تدور حوله الشكوك، ومع مباراة مميزة قدمها نصير المزراوي في مركز الظهير الايمنت، مع تألق أنس صلاح الدين في مركز الظهير الأيسر وصناعته لهدف، فإن الركراكي أصبح في مأزق.
في حال جاهزية حكيمي، هل يستمر المدرب باللاعبين الذي تألقوا في الظهور الأول وتثبيت التشكيلة، ام يُجري بعض التغييرات، بهدف أن الأولوية لأسماء محددة لا بد أن تستيعد ثقتها من ناحية، ومن ناحية أخرى يكون الأمر في إطار المداورة والتأكد من جاهزية جميع العناصر المتاحة في بطولة تحتاج إلى نفس طويل؟
قلق دفاعي
فقد المغرب خدمات قائده رومان سايس مبكرا، مع شكوك حول جاهزيته لبقية مشوار البطولة.
أكد الركراكي أن قائمته تضم العديد من الأسماء التي قد تسد الفراغ رغم أهمية سايس، مثل جواد اليميق وعبد الحميد آيت بو دلال، ولكن في كل الأحوال فالمعضلة تتعلق بالمنظومة.
نظزريًا، تبدو مواجهة جزر القمر هي أكثر مواجهة في المتناول، ورغم ذلك فقد نجح الخصم في مباغته الدفاع في فرص قليلة لكنها كادت أن تغير من مسار المباراة، خاصة مع ميل المنافس للتأمين الدفاعي.
حين كانت النتيجة تشير إلى تقدم المغرب بهدف نظيف، باغت اللاعب رفيقي سعيد دفاعات "أسود الأطلس" بهجمة سريعة وتلاعب بالدفاع وسط رقابة ضعيفة، ولم يمنعه من التسجيل سوى تألق ياسين بونو.
الاستحواذ المغربي في غالبية وقت المباراة بلغ 70%، ولكن إن لم يُترجم هذا الاستحواذ إلى فاعلية حقيقية، فإن العقاب قد يكون فوريًا أمام منافسين أشد تنظيمًا وأكثر استغلالًا للهجمات المرتدة.
نقطة قوة المغرب عادة في كُبرى المواعيد دائمًا ما كنت ترتكز على الارتدادات واللعب المنظم واستقبال اللعب من الخصوم الأكثر قوة نظريًا، وعندما يتحول هذا السلاح ضد المغرب في المعترك القاري، فإن أخطاء دفاعية قليلة قد تكلف الكثير.
ومع إصابة القائد سايس، يتوجب أن يكون الحذر مضاعفًا.
(المشهد)۔۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
