النفط يقتات على الأزمات.. واشنطن تصطاد سفن فنزويلا

وسّعت أسعار النفط من مكاسبها في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين، لتقفز بأكثر من دولارين منذ 16 ديسمبر الجاري، بعد اعتراض الولايات المتحدة ناقلة نفط في المياه الدولية قبالة سواحل فنزويلا مطلع الأسبوع.

عزّز من صعود أسعار النفط عدم توصل الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا إلى اتفاق يُنهي الحرب الأوكرانية المستمرة منذ ما يقرب من أربع سنوات، وهو ما ترجمته الأسواق على أنه استمرار لصعوبة وصول براميل النفط الروسي إلى الأسواق.

لماذا خطفت الفضة الأضواء في سوق المعادن 2025؟

كم بلغ سعر برميل النفط اليوم الاثنين؟

ارتفعت العقود الآجلة لخام «برنت» تسليم يناير بنحو 0.85 دولار للبرميل، أي ما يعادل 1.3%، لتصل إلى 61.3 دولار للبرميل عند الساعة 5:50 صباحاً بتوقيت غرينتش.

ارتفع سعر تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم ديسمبر إلى مستوى 57.2 دولار للبرميل، رابحاً 0.7 دولار للبرميل، أو ما يعادل 1.2%.

في جلسة سابقة، ارتفعت العقود الآجلة لخام «برنت» بمقدار 0.65 دولار، أي ما يعادل 1%، إلى 60.47 دولار للبرميل، وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 0.51 دولار، أو 0.9%، إلى 56.66 دولار للبرميل.

على أساس أسبوعي، انخفض الخامان القياسيان للأسبوع الثاني على التوالي، مسجّلين تراجعاً بنسبة 1%، بعد هبوط بلغ 4% في الأسبوع الذي سبقه.

منذ بداية العام، تراجعت أسعار النفط بنحو 20%، كما انخفضت بنحو 20 دولاراً مقارنة بأعلى مستوى سُجّل العام الجاري، عندما تجاوزت الأسعار 80 دولاراً للبرميل.

ناقلة نفط قرب ميناء باخو غراندي في بحيرة ماراكايبو بفنزويلا، عقب تحميلها تمهيداً للتصدير، 13 ديسمبر 2025.

اصطياد السفن

قال خفر السواحل الأميركي في بيان إنه يتعقّب ناقلة نفط في المياه الدولية بالقرب من فنزويلا، فيما ستكون هذه العملية الثانية من نوعها لمصادرة وتوقيف سفن محمّلة بالنفط خلال مطلع الأسبوع، والثالثة خلال أقلّ من أسبوعين منذ فرض الحصار.

وكتب المحلّل لدى «آي جي» بنك، توني سيكامور: «انتعاش أسعار النفط جاء نتيجة التطورات الجيوسياسية، بدءاً من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض حصار كامل وشامل على ناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات، والتطورات اللاحقة هناك».

أضاف سيكامور في مذكرة للعملاء: «الأنباء التي تحدّثت عن ضربة أوكرانية بطائرات مسيّرة استهدفت سفينة تابعة لأسطول الظل الروسي في البحر المتوسط عزّزت أيضاً من صعود الأسعار».

كما تابع: «تفقد السوق الأمل في أن تتوصل محادثات السلام الروسية الأوكرانية، التي توسطت فيها الولايات المتحدة، إلى اتفاق دائم في أي وقت قريب»، مضيفاً: «هذه التطورات تساعد على تعويض المخاوف المستمرة من تخمة المعروض».

الذهب يحطم الحواجز.. رالي جديد للأرقام القياسية

سوق مضطربة

كتب المحلّلون لدى شركة «ريتربوش آند أسوشيتس» لاستشارات الطاقة في مذكرة: «يحقق النفط مكاسب قوية من خلال الثبات فوق أدنى مستوياته التي سجّلها في وقت سابق من الأسبوع الماضي، في انتظار مزيد من التوجيهات بشأن محادثات السلام الروسية الأوكرانية، إلى جانب الأنباء الصادرة من فنزويلا حول التأثير المحتمل لحصار ترامب الواضح لناقلات النفط».

في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إنهاء أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، قال نظيره الروسي فلاديمير بوتين إن العبء يقع على عاتق أوكرانيا وأوروبا لاتخاذ الخطوة التالية نحو السلام.

كما أظهرت بيانات تتبّع السفن أن ناقلة خاضعة للعقوبات، تحمل نحو 300 ألف برميل من النافتا الروسية، دخلت المياه الفنزويلية يوم الخميس، في حين توقّفت ثلاث ناقلات أخرى خاضعة للعقوبات أيضاً عن الملاحة وبدأت في إعادة توجيه مسارها في المحيط الأطلسي.

خلال اجتماع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو في العاصمة الروسية موسكو بمناسبة عيد النصر يوم 7 مايو 2025.

ما يحدّ المكاسب؟

سيكامور كتب أيضاً: «هناك حالة من الضبابية تحيط بكيفية تطبيق الولايات المتحدة قرار الرئيس دونالد ترامب بمنع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات من دخول فنزويلا ومغادرتها، ما خفّف من علاوات المخاطر المرتبطة بالتطورات الجيوسياسية، وأثّر سلباً على أسعار النفط».

وسمحت الولايات المتحدة، يوم الخميس الماضي، لناقلتي نفط خام كبيرتين غير خاضعتين للعقوبات بالإبحار إلى الصين، ما يعني أن صادرات فنزويلا، التي تنتج نحو مليون برميل يومياً، لم تتوقّف تماماً.

في المقابل، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أفراد من عائلة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وزوجته ومقرّبين منهما، في وقت تكثّف فيه واشنطن الضغط السياسي والاقتصادي على كاراكاس.

تثبيت الفائدة في الصين.. صمود محسوب أم تأجيل للصدمة؟

رؤية السوق

في غضون ذلك يواصل النفط الارتفاع لا بدافع أساسيات العرض والطلب وحدها، بل بوصفه رهينة مباشرة للتوتّرات الجيوسياسية المتصاعدة، وبين مصادرة السفن الفنزويلية، وتعقّد مسار السلام في أوكرانيا، تعود علاوة المخاطر إلى الواجهة، ولو بشكل مؤقّت.

غير أن هذا الصعود يظلّ هشّاً، إذ تصطدم المكاسب بمخاوف تخمة المعروض وتباطؤ الطلب العالمي، ما يجعل أي اندفاعة صعودية مرهونة بتجدّد الأزمات، لا بتحسّن فعلي في توازن السوق.


هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من إرم بزنس

منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ 45 دقيقة
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 7 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 19 ساعة
منصة CNN الاقتصادية منذ 19 ساعة
منصة CNN الاقتصادية منذ 3 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 3 ساعات
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
قناة CNBC عربية منذ 6 ساعات
فوربس الشرق الأوسط منذ ساعة
إرم بزنس منذ 5 ساعات