يمثل حجم البيانات وتنوعها العامل الحاسم في نجاح شركات التكنولوجيا بمجال الذكاء الاصطناعي، حيث يتيح هذا التنوع للنماذج تحقيق نتائج أكثر دقة في العمليات المعقدة.
وعلى الرغم من أن نموذج "تشات جي بي تي" التابع لشركة "أوبن إيه آي" لا يزال يحظى بأكبر قاعدة مستخدمين، فإن شركة "غوغل" تبرز بقوة عبر نموذجها "جيميني"، الذي بدأ في الأشهر الأخيرة يتفوق على منافسه من حيث عدد التنزيلات، وزيادة المستخدمين النشطين شهريا، والمدة الزمنية التي يقضيها المتفاعلون على التطبيق، وفقا لدراسة أجرتها شركة الأبحاث الرقمية الأميركية Sensor Tower.
غوغل وتفوق البيانات
منذ انطلاقتها بمحرك البحث، رسخت غوغل مكانتها كأحد أعمدة الإنترنت، قبل أن توسع خدماتها لتشمل منصات كبرى مثل يوتيوب ونظام التشغيل أندرويد.
ومنح هذا الانتشار قدرة استثنائية على جمع بيانات ضخمة عبر روبوتات البحث التي تمسح ملايين المواقع حول العالم، ما وفر لها قاعدة معلوماتية هائلة تستخدمها في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويثير هذا التفوق في الوقت ذاته جدلا واسعا حول مخاطر الاحتكار وسيطرة الشركات الكبرى على مستقبل التكنولوجيا.
"وصول مميز للغاية"
أوضح الرئيس التنفيذي لشركة "كلاودفلير" ماثيو برينس في حديث لمجلة Wired أن غوغل كانت اللاعب الأبرز في الإنترنت خلال العقود الثلاثة الماضية، مشيرا إلى أنها طورت الأدوات اللازمة لتحويل حركة المرور إلى أرباح، ومولت عمليا بنية الإنترنت الحديثة.
وأضاف: "جمعت غوغل بين روبوت البحث وروبوت الذكاء الاصطناعي، ما خلق تحديا غير مسبوق. لا يمكن للمستخدم أن ينسحب من أحدهما دون أن ينسحب من الاثنين معا. المدهش أن غوغل اليوم ترى 3.2 ضعف الصفحات مقارنة بـOpenAI، و4.6 مرات أكثر من مايكروسوفت، و4.8 مرات أكثر من Anthropic وMeta. لديهم وصول استثنائي".
واعتبر برينس أن تفوق غوغل في البيانات هو السبب الرئيس وراء نجاح Gemini مقارنة بمنافسيه، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق بالرقائق أو الأبحاث بل بكمية المعلومات المتاحة.لكنه في الوقت ذاته اتهم الشركة بأنها تعيق التقدم على الإنترنت، قائلا: "من الصعب ضمان حيادية المحتوى ما لم تُجبر غوغل على الالتزام بالقواعد نفسها التي يخضع لها الآخرون، وتقسيم أدواتها بين البحث والذكاء الاصطناعي".
أدوات لمواجهة الهيمنة
وأشار برينس إلى أن شركته أعلنت في الأول من يوليو ما أسمته "يوم استقلال المحتوى"، حيث وفرت أدوات مجانية للمستخدمين الراغبين في منع الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى بياناتهم.
ووفقا له، فقد أسهمت هذه الأدوات في منع أكثر من 400 مليار طلب من استرجاع بيانات المحتوى، في خطوة وصفها بأنها "نتيجة مذهلة" في مواجهة الهيمنة الرقمية.(وكالات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
