تعد القصة القصيرة واحدة من أكثر أشكال الأدب رواجاً بين الناس، حيث تمتلك قدرة كبيرة على التقاط لحظة إنسانية وتحويلها إلى تجربة نابضة بالمعنى، فهي فن الإيجاز المكثف الذي يجمع بين البساطة في الشكل والعمق في الدلالة، كما تتيح للقارئ أن يعيش عوالم كاملة في صفحات بسيطة. لذا إليك أفضل قصص قصيرة قد تترك أثراً واضحاً في حياتكِ وتعزز من تجربتك في عيش تجارب مختلفة.أفضل قصص قصيرة فيها حكمة كبيرة1.العواصف لجبران خليل جبرانتعد رواية العواصف للكاتب الراحل جبران خليل جبران من أشهر الكتب التي تحتوي على قصص قصيرة ومعبرة، حيث يناقش قضايا متنوعة مثل الحياة والموت والحب.واحدة من القصص القصيرة التي يقدمها جبران خليل جبران في كتابة، هي الصورة الإنسانية لرجل يقف عند حافة الانهيار الروحي بعد سلسلة من الخيبات، وبعدما فقد كل ما قد يستند إليه من أصدقاء وأحباء وحتى إيمانه بذاته. لكن يبدأ التأمل في ما تبقي بداخله من قدرة على النهوض مرة أخرى، ويدرك تدريجياً أن القوة ليست في الانتصار على العالم، لكن في القدرة على مواجهة هشاشته هو نفسه. والحكمة من هذه القصة هي أن الإنسان قد يسقط مراراً ولكن سقوطه يصبح بداية جديدة حين يعترف بضعفه ويحوله إلى نقطة ارتكاز نحو حياة أكثر وعياً.من القصص المميزة في كتاب "العواصف"، قصة امرأة تضطر إلى مواجهة فقدان حبها الوحيد، وهي من أبرز قصص قصيرة معبرة. في البداية تتعامل مع الحب بوصفه علاقة انقطعت، لكنها مع الزمن تدرك أن التجربة لم تنته بفراق الشخص، بل تحولت إلى قوة نامية داخلها تمنحها قدرة على رؤية العالم بوضوح أكبر، ويتحول الحب من حدث شخصي إلى طاقة تنضج بها الروح، ويصبح الفقد درسًا في الامتنان لا مناسبة للانكسار، والعبرة تكمن في أن الحب الحقيقي لا يقاس ببقائه، لكن بقدرته على تغيير الإنسان حتى بعد غيابه.2. قصص مختارة لأنطون تشيخوفقصة الحداد والطفل من أبرز القصص في كتاب أنطوان تشيخوف "قصص مختارة"، حيث تدور القصة حول مسكين يروى للناس حزنه على موت ابنه، لكن كل من يقابله كان منهمكاً بشؤونه وغير مستعد لسماع شكواه، يسوق عربته في شوارع المدينة، ليبحث عن أذن تستقبل الألم الذي يملأ قلبه، لكن لا يجد سوى صم، وفي النهاية لا يجد سوى حصانه ليتحدث إليه، فيبوح له بكل ما لم يستطع قوله للبشر.هناك أيضاً قصة الحرباء من أشهر قصص قصيرة عن الصدق، التي تروى تجمع الناس في حادث بسيط، حيث كلب عض أحد المارة، ويصل شرطي يدعى "أوتشومييلوف"، ليبدأ بطرح سؤال من سيعاقب هل الرجل أم الكلب، ويتحدد ذلك بناء على هوية صاحب الكلب، فإذ قيل له إن الكلب يخص ثرياً نافذاً ينحاز للكلب، وإذا قيل إنه بلا صاحب، ينقلب ضد الحيوان، هكذا يتقلب موقفه كالحرباء في كل لحظة.وفي قصة "عزيزتي" أحد قصص أنطوان تشيخوف، تتبع قصة رجل متزوج يسافر إلى "يالطا" ويتعرف هناك على امرأة متزوجة أيضاً، وتتحول العلاقة بينهما لحب حقيقي، لكن كلا منهما محاصر بقيوده العائلية والاجتماعية، ويعود كل منهما إلى حياته، لكنهما يستمران في اللقاء سراً بحثاً عن مساحة صغيرة للصدق وسط حياة مزدحمة بالمسؤوليات.قصص قصيرة مرعبة1.سقوط بيت آشر:في كتاب "حكايات الغريبة والعجيبة" لإدغار ألان بو" يقدم مجموعة من قصص رعب مكتوبة قصيرة، فعلى سبيل المثال: قصة "سقوط بيت آشر"، يتلقى الراوي دعوة من صديقه القديم "رودريك آشر" الذي يكتشف عند وصوله أن البيت نفسه يبدو مريضاً مثل صاحبه، إذ شعر بالخوف والثقل بمجرد وصوله.يستقبل آشر صديقه بملامح شاحبة وصوت خافت، بعدما أصبح يعاني آشر من حساسية مرعبة تجاه الأصوات والضوء، وشقيقته مادلين مريضة أيضاً بمرض غريب جعلها تفقد الحركة تدريجياً وتدخل في حالات شلل مؤقت.وبعد عدة أيام تموت "مادلين"، وينهار "آشر" نفسياً فيما يحاول الراوي مساعدته في دفنها بالمقبرة العامة وفقاً لرغبة شقيقها، ويقنع الراوي بأن يساعده في وضع جثمانها داخل قبو البيت بشكل مؤقت، وعندما ينقلان الجثة، يلاحظ الراوي أن وجنتي مادلين تحملان لوناً وردياً خفيفاً، لكنه يتجاهل الأمر.ومع مرور أسبوع، أصبح الراوي يشعر بوجود حركة غريبة في المنزل وظهور أصوات مكتومة تأتي من تحت الأرض، وأبواب تهتز ورياح غريبة تعصف داخل ممرات المنزل رغم إغلاق النوافذ، وفي أحد الليالي العاصفة، تعود من قبرها، وينهار البيت فوق ساكنيه ويغرق المنزل في البحيرة السوداء التي تحيط به، وكأن الأرض تبتلعه للأبد.2. البئر والبندولقصة أخرى من كتاب "حكايات الغريبة والعجيبة" لإدغار ألان بو"، والتي تدور في إطار من الرعب حول سجين يستيقظ من النوم في ظلام دامس ولا يعرف أين هو ولا كم من الوقت مر منذ آخر لحظة كان فيها واعياً، لكن كل ما يتذكره الخضوع لمحاكمة قاسية أمام قضاة محاكم التفتيش الإسبانية، الذين يمثلون أعلى درجات التعصب والقسوة. كانوا يرتدون أردية سوداء ووجوههم ثابتة لا تعكس أي إنسانية، وقرروا الحكم عليه بأشد عقوبة ممكنة دون أن يوضحوا سبب الاتهام.يجد السجين نفسه ممداً على أرضية باردة، ويحاول ببطء فحص المكان بلمس الجدران ويكتشف أنه داخل زنزانة واسعة تتخذ شكلاً دائرياً. وأثناء محاولته التحرك، يتعثر ويسقط على الأرض قرب حافة خطيرة، ليتبين أنه كان على وشك السقوط في بئر عميقة تتوسط الغرفة، لا يرى قعرها ولا يسمع منها سوى صدى الهواء المتساقط. يدرك فوراً أن البئر أول وسيلة أعدها معذبوه لقتله بطريقة بطيئة وغير مباشرة.بعد قليل، يفقد وعيه مجدداً. وعندما يستيقظ مرة أخرى، يجد نفسه مثبتاً على لوح خشبي ضخم، ويلمح شيئاً لامعاً يتحرك ببطء: بندول ضخم ذو شفرة معدنية حادة تتدلى من سقف الزنزانة، في كل تأرجح، يقترب البندول أكثر من صدره، كأنه وحش يتهيأ لافتراسه.بينما يتأرجح البندول فوق جسده، يحاول التفكير في أي وسيلة للنجاة. يلاحظ وجود فئران كثيرة في المكان، تأتي إلى بقايا الطعام التي وضعت له عمداً. يخطر له أن يستغلها، فيدهن القيود بالطعام لجذب الفئران كي تقضم الأربطة الجلدية التي تشدّه، ينجح ذلك فعلاً، وتتحرر يده ثم ساقه، ويتمكن من الانزلاق بعيداً عن مسار البندول. لكن محاكم التفتيش لا تمنحه وقتاً للراحة. بمجرد أن يفلت من الموت الأول، يلاحظ أن الجدران المعدنية للغرفة بدأت تسخن تدريجياً. تتحرك الجدران نحو الداخل ببطء، وكأن الزنزانة تتحول إلى فرن عملاق يدفعه دفعاً نحو البئر في المركز. يدرك أن نجاته من البندول جعلته يواجه الموت الآخر: السقوط في الحفرة المظلمة التي لا يرى نهايتها.يقف محاصراً بين نار الجدران المتقلّصة وحافة البئر. وفي أقصى لحظة يأس، يسمع صوت ضوضاء أعلى الزنزانة، ثم فجأة تتجمد الجدران عن الحركة، وتهب رياح باردة من الأعلى. تظهر يد تمتد إليه وتسحبه خارج الحفرة في آخر ثانية. إنها يد جنرالات الجيش الفرنسي الذين اقتحموا المدينة وأوقفوا محاكم التفتيش، وتوقف معهم التعذيب الذي كان على وشك إنهاء حياته.قصص قصيرة رومانسية1.الأسود يليق بكفي الكتاب الشهير "الأسود يليق بك" للكتابة أحلام مستغانمي، تقدم العديد من القصص الرومانسية القصيرة لأبطال روايتها، ومن بينهم قصة "شال أسود على الرصيف" والتي تحكي قصة "مريم"، إذ تروى الكاتبة اللحظات الرومانسية التي كانت تعيشها مريم أثناء عبورها الطريق مسرعة، حين خطف الهواء شالها الأسود وأسقطه قرب قدمي رجل كان يقف منتظراً سيارة أجرة، لينحني الرجل ويلتقطه برفق، ثم يمده إليها بابتسامة صامتة، لكن نظرة عينيهما كانت كافية لتغير الموقف تماماً.في اليوم التالي، مرّت مريم بالمكان نفسه، لا لأنها بحاجة إلى ذلك الطريق، بل لأنها أرادت أن تختبر إن كانت الصدفة تتكرر. وحدث بالفعل: الرجل كان هناك، يمسك كتاباً أسود الغلاف هذه المرة، وكأنه ينتظر اللقاء.قال لها وهو يرفع عينيه: "كنت أعلم أنك ستعودين".لم تفهم كيف يتأكد رجل من حضور امرأة لا يعرفها، لكن قلبها صدّقه.صار يلتقيان كل صباح، بلا موعد.وعندما سألته أخيراً:"لماذا تنتظرني؟"أجاب:"لأنك المرأة الوحيدة التي تستطيع أن تجعل من اللون الأسود بداية وليس نهاية". وهكذا بدأ حبّ لم يكن يرتدي لوناً سوى السكينة.2. مرتفعات وذرينغمن أفضل قصص قصيرة رومانسية في رواية "مرتفعات وذرينغ" للكاتبة إميلي برونتي وهي أيضاً تعتبر من قصص قصيرة عن التنمر.الرومانسية المأساوية بين كاثرين إيرنشو وهيثكليف، إذ تعد العلاقة بينمها محور الرواية وقلبها النابض، حيث تبدأ القصة منذ طفولتهما، حين يجلب السيد إيرنشو طفلاً غريب المظهر والملامح إلى منزله في "مرتفعات وذرينغ"، ويعلن أنه سيعيش معهم. كان الطفل، الذي سُمّي لاحقاً هيثكليف، صامتاً ومتوحشاً قليلاً ولا يعرف شيئاً عن أصله أو نسبه.تنشأ بين كاثرين وهيثكليف صداقة قوية، بل رابط عاطفي يتجاوز الصداقة، ويبدوان كأنهما مخلوقان من الطبيعة نفسها: متمردان وشديدا الحيوية، يهربان إلى البراري ويتقاسمان الضحك والمغامرات، لكن ذلك يثير غيرة "هندلي" شقيق "كاثرين" الذي يشعر بأن وجود "هيثكليف" يهدد مكانته في الأسرة، مما يدفعه للتعامل بقسوة وإذلال مع هيثكليف خاصة بعد وفاة الأب.وبعد فترة تقع "كاثرين" في حادث بإحدى مغامراتها، مما يصيبها بجروح وتضطر للبقاء فترة في منزل "آل لينتون" العائلة الثرية الرقيقة، مما يغير حياة كاثرين بعد الشيء، حيث تتعرف على حياة مختلفة تماماً عن حياتها الخشنة في "مرتفعات وذرينغ"، تتعرّف إلى "إدغار لينتون" الشاب الهادئ المهذب، الذي يحبها بطريقته الرقيقة الهادئة. وبينما تتأثر كاثرين بالرفاهية واللباقة التي تجدها في منزل آل لينتون، يزداد شعورها بأن عالم هيثكليف العنيف والفقير لا يمكن أن يكون مستقبلاً مناسباً لها.وعندما يسمع مصادفة أنها تفكر في الزواج من إدغار، ينهار داخلياً ويرحل فجأة، دون وداع. وبالفعل تتزوج من إدغار وحياتها تختلف تماماً، وبعد مرور السنوات، تقع في مواجهة درامية مع هيثكليف قبل وفاتها بقليل، وتعترف له بحبها وأنهما دائما "روح واحدة في جسدين"، وتلومه على تركها يوم سمعت بموضوع الزواج. ويموت الجزء الأكبر من كاثرين في تلك اللحظة، ويموت جسدها بعدها، لتترك وراءها جرحاً لا يلتئم.قصص قصيرة عن الصبر1.قصة فالجان من رواية "البؤساء"في رواية "البؤساء" للكاتب فيكتور هوغو، يقدم العديد من القصص القصيرة عن الصبر ، ومنها قصة الشاب "جان فالجان" الفقير الذي نشأ في ظروف قاسية جعلته المسؤول الوحيد عن إعالة شقيقته الأرملة وأطفالها الـ7، وبسبب الفقير القارس، سرق رغيف خبز صغير ليطعمهم، لكن تم القبض عليه والحكم بحبسه، وبسبب محاولته للهروب أكثر من مرة، يعاقب بـ 19 عاماً من السجن.وخلال سنوات سجن فالجان، يتعرض للقسوة والإهانة والعمل الشاق، حتى يتحول إلى أسوأ نسخة منه، ويصبح غاضب وقاسي طوال الوقت، وذلك بسبب شعوره بظلم العالم القاسي، وعندما يخرج من السجن، يظل رقمه كسجين "24601" يطارده كوصمة عار.تقع نقطة تحول في حياة فالجان، عندما يقابل "الأسقف مييريل" الذي يفتح له منزله ويستضيفه بعد رفض العالم له، ولكن بسبب عدم ثقة " فالجان" في البشر، يسرق أواني فضة من بيت الأسقف ويفر هارباً، لكن المفاجأة أن الأسقف يبلغ الشرطة بأن هذه الممتلكات كانت هدية منه لفالجان، ويمنحه فوقها شمعتي فضة، ثم يقول له: "لقد اشتريت روحك بهذه الفضة، اشتريتها من الظلمة لتصبح ملكاً للنور".هذا الموقف يحطم آخر بقايا قسوة في قلب فالجان. لكنه لا يتحول فجأة إلى رجل صالح، بل يدخل في صراع داخلي طويل: هل يستحق فرصة جديدة؟ هل يستطيع أن يغيّر ذاته؟وهنا يبدأ الصبر الحقيقي: صبر على نفسه وعلى ماضيه وعلى محاولته ألا يسقط ثانية في الظلمة. وبالفعل ينجح فالجان في إنشاء بداية جديدة في مدينة صغير وبعيدة، ويؤسس ورشة صغيرة ومن زيادة شعبيته في المدينة، ينتخب ليصبح عمدته بسبب استقامته وتواضعه.2.من قصص تولستوي – الفلاح الذي صبر حتى وجد الحكمةمن قصص قصيرة هادفة عن الصبر، تحكي عن فلاح بسيط يعيش في قرية هادئة ويعمل في أرضه التي ورثها عن أبيه، ورغم هدوء حياته إلا أن كانت هناك فكرة تراوده دائما وهي "لماذا لا تأتيه السعادة مثلما تأتي الآخرين؟".فهو يرى جاره الثري يعيش في وفرة، ويرى القوافل تمر محمّلة بالرزق، بينما حياته لا تتغير، ومع مرور الأيام، يتحول هذا الإحساس إلى تململ داخلي، وبدأ يشعر أن الحياة في قريته ضيقة وأن حكمته ليست كافية ليعرف الطريق الصحيح.يبدأ هذا الفلاح في البحث خارج القرية عن إجابة لما يفتقده، ويقرر أن يترك أرضه لبعض الوقت ويخرج للبحث عن الحكمة، ويمر أولاً على مدينة تعرف بأنها مركز للتجارة والمعرفة، وهناك يظن أن الحكمة في "المال". لكن بعد فترة يدرك أن المال وحده لا يجلب الطمأنينة، ويقرر مغادرة المدينة.وفي المرحلة الثانية يبدأ في سؤال العلماء والحكماء عن السر، أين يجد السعادة؟ ومن أين تأتي الحكمة؟يجيبه بعضهم بنظريات معقدة، وآخرون ينصحونه بكتب كثيرة، وغيرهم يرسله إلى مدارس وطرق روحية شاقة. يحاول الفلاح تطبيق ما يتعلمه، لكنه يشعر أن الكلمات لا تغير واقعه، وأن الحكمة التي يبحث عنها ليست مجرد جمل تحفظ.ومع مرور الفلاح بالكثير من التجارب والقرى والأناس المختلفة، يرى من هو أفقر منه لكنه يضحك، ومن أغني لكنه غاضب، ويرى فاقد الأشياء لكنه مفعم بالأمل، وأخر ناجح لكنه يعاني من التوتر. وهنا يدرك أن الحياة ليست كما كان يتصورها.في إحدى الأمسيات، بينما يجلس الفلاح على التراب ينظر إلى السماء، يدرك الحقيقة التي غابت عنه لسنوات: "الحكمة ليست في مكان بعيد، ولا عند الناس الآخرين، بل في قدرة الإنسان على فهم حياته وتقبل مسؤولياته والصبر على العمل الذي بين يديه".قصص قصيرة للأطفال قبل النوم1.قصة ليلى والذئبتعد قصة ليلى والذئب من كتاب: "حكايات الأخوين غريم"، وهي من أشهر قصص حيوانات الغابة قصيرة جدا.تبدأ القصة مع الطفلة الصغيرة "ليلى" التي تعرف بـ "ذات الرداء الأحمر" لأنها كانت دائما ترتدي قبعة حمراء منحتها لها جدتها، وأصبحت علامة مميزة لها. كانت ليلى تمتلك شخصية طيبة ومرحة وتعيش مع والدتها قرب غابة واسعة يفصلها عن بيت جدتها مسار طويل لكن مألوف.في أحد الأيام، أعدت الأم سلة مليئة بالكعك والزبدة، وطلبت من ليلى أن تأخذها إلى جدتها المريضة. أوصتها الأم بوصايا كثيرة قبل خروجها، أهمها: "السير في الطريق المستقيم، عدم التحدث مع الغرباء، الوصول إلى الجدة قبل حلول الظلام".انطلقت ليلى في رحلتها، مستمعة بالغابة وروائح الأزهار، لكن في منتصف الطريق ظهر الذئب. لم تخف منه لأن مظهره بدأ لطيفا وتصرفاته هادئة، وسألها عن وجهتها، لتجيبه ببراءة أنها ذاهبة لجدتها التي تسكن في كوخ قريب من نهاية الغابة.الذئب، بخبث، أقنعها بأن تقطف بعض الأزهار لجدتها كي تجعلها أكثر سعادة، واقترح عليها أن تأخذ طريقاً أطول قليلاً لأنه "أجمل"، بينما هو سيذهب في طريق آخر "أسرع". صدّقت ليلى كلامه وانشغلت بتجميع الأزهار الملونة، ولم تلاحظ أن الوقت يمر وأنها ابتعدت عن الطريق الصحيح.أما الذئب، فانطلق فوراً إلى بيت الجدة، وطرق الباب مدعياً أنه "ليلى" وما إن فتحت الجدة الباب حتى هجم عليها وأخفها بعيداً، ثم ارتدى ملابسها، ووضع غطاء رأسها، وتمدد في سريرها.عندما دخلت ليلى الكوخ، لاحظت أن صوت جدتها بدا غريباً، كما لاحظت أن جسدها أصبح أكبر وملامحها تغيرت.سألت بتردد:جدتي، لماذا أذناك كبيرتان؟أجاب الذئب وهو يقلّد الصوت:لأسمعك جيداً يا صغيرتي.ثم سألت:ولماذا عيناك كبيرتان؟لأراك بوضوح يا حبيبتي.ولماذا أسنانك حادة هكذا؟لألتهمك أسرع!وما إن قال ذلك حتى وثب من السرير محاولاً الهجوم عليها، صرخت ليلى بكل قوتها، وفي تلك اللحظة كان حطّاب الغابة يمر بالقرب من البيت وسمع الصراخ. ليدخل بسرعة، وهجم على الذئب بقوة وتمكن من إنقاذ ليلى والجدة التي كانت محبوسة. وهرب الذئب مسرعاً، بعد هذا الموقف، أدركت ليلى خطأها الكبير. وعدت والدتها بأنها لن تثق أبداً بالغرباء، ولن تنحرف عن الطريق مرة أخرى مهما كانت إغراءات الغابة جميلة.2. قصة أليس في بلاد العجائبمن أشهر قصص أطفال للبنات قصيرة، هي قصة أليس في بلاد العجائب، التي تدور حول الطفلة الصغيرة "أليس" التي تجلس بالقرب من شقيقتها على ضفة النهر في يوم صيفي هادئ، بينما تنهمك أختها في القراءة، تشعر أليس بالملل وتتمنى حدوث شيء يغير هذا الوضع.فجأة يظهر أرنب أبيض اللون مرتدى معطفاً ويحمل ساعة ويدعى أنه متأخر جداً، لتندهش أليس من رؤية حيوان يتصرف كالبشر، وتنسى خوفها وتتبع الأرنب على الفور حتى يقفز داخل حجر كبير تحت الشجرة. لتقرر القفز ورائه، لتجد نفسها تهوى في نفق طويل بلا نهاية.أثناء سقوطها، تلاحظ رفوفاً معلقة وصحفاً وأشياء غريبة تمر بجانبها، وكأن السقطة رحلة كاملة بحد ذاتها. وفي النهاية تهبط برفق في ممر طويل مليء بالأبواب الصغيرة. تحاول فتح الأبواب لكنها مغلقة، إلى أن تجد مفتاحاً صغيراً ويدلّها على باب صغير جداً لا يمكن الدخول منه إلا إذا أصبحت بحجم الفأر. تجد قارورة مكتوب عليها "اشربني"، وما إن تشرب منها حتى تصغر كثيراً، ولكنها تدرك أنها تركت المفتاح على الطاولة العالية ولم تعد تستطيع الوصول إليه.تبكي وتبكي حتى تتكون بركة من الدموع، لكنها تقرر في النهاية ألا تستسلم، وتجد قطعة كعك مكتوب عليها "كُليني"، فتأكل منها وتكبر لدرجة أنها تملأ الممر كله، ثم تبكي مجدداً لأن حجمها الجديد يمنعها من الخروج.أليس لا تتوقف عن التفكير في الأرنب الأبيض رغم كل ذلك، فتواصل البحث عنه في الغابة، حتى تصادفه أخيراً، فيخاف منها لأنها ضخمة جداً، ويرسل خدمه لجلب قفازيه ومروحة يده. حين تستخدم أليس المروحة، تصغر مرة أخرى وتستعيد حجمها الطبيعي.تبدأ رحلتها مرة أخرى عبر الغابة، فتقابل "اليرقة الزرقاء" التي تمسك نرجيلة وتتحدث ببطء وفلسفة. يسألها من تكون، لكنها نفسها لا تعرف بسبب تغيّرات حجمها المستمرة. تعلّمها اليرقة أن أجزاء من الفطر الذي تجلس عليه تجعلها تكبر أو تصغر حسب اللقيمات التي تأخذها.تتابع أليس رحلتها فتصل إلى بيت غريب حيث تسكن "الدوقة"، وتجد بداخله فوضى كاملة: طفل يبكي بلا توقف، طباخة ترمي الفلفل في كل مكان، وقطة تظهر وتختفي باستمرار تُعرف باسم "القط شيشاير" الذي يعجب بابتسامة واسعة لا تختفي حتى عندما يختفي جسمه.تصل بعد ذلك إلى ساحة مليئة بالبطاقات الحية: ملوك وملكات وجنود مرسومون، حيث تقابل "ملكة القلوب" المتسلطة التي تصرخ دائماً: "اقطعوا رأسه!" لأي سبب مهما كان بسيطاً.تلتقي أليس مرة أخرى بالقط شيشاير الذي يواصل اختفاءه وظهوره، مما يسبب مشاكل غريبة في الحديقة. ثم يتم جرّ أليس إلى محاكمة عجيبة، حيث يحاكم "صانع التورتة" لأنه سرق تورتة الملكة. وعندما يتم استدعاء أليس للشهادة، تبدأ في النمو تدريجياً أمام الحاضرين، وتستعيد ثقتها بنفسها لتعلن أن كل ما يجري حولها سخيف وغير منطقي. تثور الملكة غضباً وتأمر بإعدامها فوراً.في اللحظة التي تقترب فيها البطاقات الحمراء للقبض عليها، تستيقظ أليس فجأة، تكتشف أنها كانت نائمة على ضفة النهر وأن كل الأحداث التي عاشتها كان حلماً رائعاً، تبتسم أختها وتخبرها أن الوقت حان للعودة إلى البيت. وتعد هذه القصة المميزة من قصص قصيرة مضحكة.قصص قصيرة واقعية1.قصة الشحاذتعد قصة الشخاذ للكاتب الروسي مكسيم غوركي من أفضل قصص قصيرة واقعية. تبدأ القصة من خلال شخص فقير مهلهل الثياب يقف أمام منزل أحد المثقفين المعروفين بطيبة القلب، حيث كان الشحاذ اعتاد الوقوف طويلاً في الأماكن العامة، ليطلب المال من المارة مستخدماً قصص مختلفة في كل مرة، حيث يدعى أنه ممثل طرد من عمله، وأحيانا يدعى أنه عامل تعرض لحادث.في هذا اليوم، وقف أمام رجل يدعى "سكفورتسوف" صاحب هيئة محترمة ومظهر هادئ لكنه حاد الإدراك، لاحظ هذا الرجل أن المتسول يكرر القصص غير المترابطة وأن ملامحه لا تشبه ملامح المهن التي يدعى العمل فيها، فقال له: "أنت تكذب. لقد رأيتك من قبل تدعى قصة مختلفة".ارتبك الشحاذ وتلعثم ثم اعترف بأنه يكذب لأنه يائس، ولا يجد طريقة أخرى ليعيش. لكن بدلاً من أن يعنفه سكفورتسوف أو يطرده، سأله بهدوء شديد: "لماذا لا تعمل؟ لماذا لا تكسب رزقك بيديك؟". أجاب المتسول بصوت خافت: "لا أحد يثق بمن يشبهني… لا أحد يقبلني."هنا عرض عليه سكفورتسوف أمراً لم يتوقعه؛ عمل بسيط في حمل الأخشاب وتنظيف بوابة المنزل. في البداية تردد الشحاذ، لكنه قبل في النهاية، لأن الخجل علب عليه ورأي بصيص أمل في كلام الرجل.في اليوم الأول من العمل، كان أداء الشحاذ سيئاً، حيث كان يحمل الأخشاب ببطء ويداه ترتجفان من البرد والتعب، وملابسه البالية لا تساعده.ورغم ذلك، أعطاه سكفورتسوف أجره كاملاً دون أن يقلل منه أو يعاتبه. قال له بابتسامة خفيفة: "اليوم الأول دائماً صعب… المهم أن تحاول."شعر المتسول بشيء غريب يتشكل داخله، لأول مرة منذ سنوات، يحصّل مالاً نظيفاً مقابل جهد حقيقي، وليس مقابل تحايل أو كذب. ولأول مرة يشعر بأهمية نفسه.مرت الأيام، وكان يعود للعمل رغم التعب والبرد، كان يغسل الثياب في النهر المجمد، أو ينظف مكتب سكفورتسوف، أو يساعد في نقل أغراض ثقيلة، وكان يقاوم رغبة قوية في العودة إلى التسول الذي اعتاده، لكنه كل يوم يزداد قوة وثقة.وبعد فترة ليست قصيرة، اختفى الرجل الفقير فجأة، ظن سكفورتسوف أنه عاد لحياته القديمة، وشعر بالأسف.لكن بعد عام، كان سكفورتسوف ذاهباً إلى أحد المسارح حين توقف عنده رجل نظيف الثياب وأنيق الهيئة وبدت عليه علامات الراحة والسعادة.اقترب الرجل وقال له: "هل تذكرني؟ أنا الشحاذ الذي ساعدتني!"دهش سكفورتسوف من التغيير العظيم الذي رآه، وشرح الشحاذ أنه ترك التسول تماماً، وحصل على عمل ثابت ككاتب بسيط، وأن حياته بدأت تستقيم منذ قرر أن يتوقف عن الكذب.قال متأثراً: "أنت لم تعطِني نقوداً.. لقد أعطيتني شيئاً أكبر: الإيمان بأنني أستطيع أن أكون إنساناً محترماً مرة أخرى."ابتسم سكفورتسوف بحنان، وقال له: "الفضل لك أنت… لأنك صبرت على الطريق الأصعب، طريق العمل".2. قصة: الرجل العجوز والبحرفي هذه القصة للكاتب إرنست همنغواي، "الرجل العجوز والبحر" والتي تعد من قصص حقيقية قصيرة، تدور أحداثها حول صياد عجوز اسمه "سانتياغو" يعيش في قرية صيد بسيطة على ساحل كوب، ورغم أنه كان ماهراً وذو سمعة طيبة بين الناس، إلا أن الشيخوخة جعلته ضعيفاً وهزيلاً وأصابته بسلسلة من الأمراض.في البداية، مضى "سانتياغو" 84 يوماً من الفشل، حيث لم يصطاد سمكة واحدة، وأصبح الناس يتعاطفون معه، لكنهم يعتقدون أنه شخص منحوس جداً، وهي كلمة ثقيلة في ثقافة الصيد. وكان الصبي "مانولين" الذي تعلم الصيد على يد العجوز، يحبه جداً ويقدر ذكاءه وخبرته، لكن أهل الصبي يجبرونه على الصيد في قارب آخر "أوفر حظاً" لأن العجوز لم يعد يجلب رزقاً.رغم ذلك، يزور مانولين العجوز يومياً ليساعده في حمل أدواته، ويحضر له الطعام، ويجلس معه يتحدثان بحنان واضح، وكان بينهما رابط جميل يتجاوز علاقة المعلم بالمتعلم، رابط أبوة وصداقة واحترام.في اليوم الخامس والثمانين، يقرر العجوز أن ينطلق وحده إلى البحر البعيد، ويصعد إلى قاربه الصغير ويندفع بعيداً عن الشاطئ، متجاوزاً المناطق التي يصيد فيها بقية الصيادين.عند الفجر، تهتز خيوط الصيد التي نشرها سانتياغو في أعماق المياه، وفي البداية يظن أنها سمكة كبيرة، لكن مع الوقت يدرك أنها أكبر سمكة واجهها في حياته؛ سمكة مارلين ضخمة وقوية وطويلة، قد تكون أثمن صيد عرفه.تبتلع السمكة الطُعم، لكن قوتها هائلة لدرجة أنها تبدأ بجر القارب إلى داخل البحر، بدلاً من أن يسحبها العجوز نحوه.لمدة 3 أيام و3 ليالٍ، يظل العجوز ممسكاً بالخيط بقوة، وكانت يداه تتقرحان، وظهره يتصلّب من التعب، وكتفاه ترتجفان من الألم. لكنّه لم يفكر في ترك الخيط.كان يحدث السمكة كأنها صديق مبارز، يحترمها لشجاعتها وقوتها، ويشعر أنها تنازله بشرف. وفي داخله، يشعر أن قتاله معها ليس مجرد صيد، بل امتحان لرجولته وخبرته وكرامته بعد سلسلة من الفشل.وفي اليوم الثالث، تضعف السمكة قليلاً، فيستغل العجوز لحظة مناسبة ويوجه لها الطعنة التي تنهي رحلتها الطويلة. لكن البحر لم يمنحه الراحة كاملة. فبمجرد أن سال دم السمكة في الماء، بدأت أسماك القرش تتوافد، تنجذب للرائحة، مما أدخل العجوز في معركة مع أسماك القرش الذين هاجموه واحدة تلو الأخرى، وعندما يصل أخيراً إلى الشاطئ، تكون السمكة قد تحولت إلى هيكل عظمي أبيض كبير. لم يبقَ منها سوى الرأس والعظام والذيل.يصل سانتياغو إلى كوخه منهكاً، تسنده كتفاه المتعبتان فقط، وينام نوماً عميقاً، بينما يرى القرويون الهيكل الضخم المربوط بالقارب فيندهشون من حجم السمكة، ويدركون أن العجوز خاض معركة تفوق قدرة أي صياد شاب.أما الصبي مانولين، فيبكي عندما يرى جراح الشيخ ويداه الممزقتان، ويعده بأنه سيعود للصيد معه مهما قال أهله.(المشهد)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
