2026.. العام الذي سيغيّر معادلة الصراع بين إيران وإسرائيل

مع تصاعد التصريحات وارتفاع التحذيرات الإسرائيلية من تمارين صاروخية إيرانية قد تخفي هجوما مفاجئا ضد إسرائيل، وتكثيف إيران لجهوزيتها وتنسيقها مع حلفائها الإقليميين، تدخل العلاقة بين البلدين مرحلة جديدة من التهديد المتبادل الذي ينذر بانفجار مواجهة عسكرية واسعة بينهما، يظل الموقف الأميركي هو العامل الأكثر حسماً في تحديد اتجاه التصعيد بين الجانبين، إلا أن المعطيات تشير إلى احتمال تجدد المواجهة العسكرية المباشرة بين تل أبيب وطهران في المدى القصير.

جولة جديدة من المواجهة

أشار الخبير في الشأن السياسي فراس ياغي، لمنصة "المشهد"، بأن "التصريحات الإسرائيلية المتداولة تشير بوضوح إلى وقوع حرب تلوح في الأفق، فإسرائيل تنظر إلى هذه المرحلة باعتبارها فترة حسم من منظور ديني وأيديولوجي، فيما أن ملف إيران لم يغلق بعد كبقية الملفات مثل قطاع غزة ولبنان وحتى اليمن، أي أن حديث نتانياهو عن التغيير الجيوسياسي في داخل المنطقة قد فشل في المنطقة لحد اللحظة، ورغم سقوط نظام بشار الأسد في داخل سوريا، ظلت إيران موجودة، وكذلك "حماس" في غزة، و"حزب الله" في لبنان، ولم يحدث أي نوع من أنواع الاتفاقيات السياسية التي ستؤدي إلى استقرار في داخل المنطقة وفقاً للرؤيا الأميركية والإسرائيلية، بهدف إخضاع المنطقة والدول ككل، أو تدميرها وخلق ضوضاء فيها".

وأردف ياغي قائلاً بأن، "الداخل الإسرائيلي يرى بأن حرب الـ12 يوم مع إيران فشلت في ردعها ولجمها، ولم تقضي على البرنامج النووي الإيراني، وكذلك البرنامج الصاروخي، وتغيير النظام في داخل إيران، ومنيت بفشل ذريع بأن تفرض على إيران ما تريد من سياسات في داخل المنطقة ككل، الآن الأمور مرتبطة باللقاء الذي سيتم ما بين الرئيس ترامب ونتانياهو، لعرض ملف استخباري إسرائيلي على الرئيس ترامب بما يتعلق بإيران، بعنوان الذهاب بجولة جديدة نحو إيران".

ومن جانبه، أكد الخبير السياسي ياغي لـ"المشهد" بأن "احتمالات التصعيد كبيرة وواردة، وإمكانية أن تقوم إسرائيل بمواجهة عسكرية مع إيران باتت تلوح في الأفق القريب، وهناك تحضيرات بهذا الخصوص، أي مواجهة جديدة بين إسرائيل وإيران ستكون أقوى من سابقاتها، في ظل ارتفاع مستوى الجاهزية العسكرية لدى الطرفين وتعاظم القدرات الهجومية، وأعتقد بأن هذه المواجهة يمكن أن تكون بالتزامن مع الهجوم على لبنان، في حال وافقت واشنطن على توجيه ضربة لإيران، أو يسبق الهجوم على إيران الذهاب باتجاه لبنان، أي جولة قادمة تتعلق بإيران أو لبنان او اليمن ستعكس نفسها بشكل كبير على الإقليم، فالأمور ليست كما هي في السابق، وأعتقد أن عام 2026 عام حرب، وبالنسبة لنتانياهو هناك انتخابات، لذلك سيحاول أن يفرض نفسه كسيد أمن أمام جمهور اليمين الكبير في إسرائيل".

إسرائيل تستعد لجولة ضد إيران

أفاد المحلل السياسي الإسرائيلي كوبي لافي خلال حديثه لمنصة "المشهد" بأن التصرفات الإيرانية غير عقلانية، والأوضاع الداخلية الإقتصادية والإنسانية صعبة للغاية فيها، لكن النظام الإيراني يصب رغبته وقدراته في القضاء على إسرائيل وتخريب منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، هناك معلومات استخباراتية إسرائيلية دقيقة، تؤكد بأن هناك استعدادات وتمارين تقوم بها القوات الإيرانية لتوجيه ضربة لإسرائيل، وعلى ما يبدو بأنها تريد تكرار حرب الـ12 يوم، بالمقابل إسرائيل تستعد لذلك بشكل جدي ومسؤول لكل السيناريوهات الجديدة، بما فيها احتمال نشوب جولة حرب أو مواجهة عسكرية مع إيران".

ووفق المحلل السياسي لافي يقول لـ"المشهد"، بأن "المواجهة المحتملة بين الجانبين هذه المرة لن تكون بين طهران وتل أبيب فحسب، بل ستكون أوسع وأشمل من المرة السابقة، وستنضم عدة دول للقتال بجانب إسرائيل، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا ودول أخرى، وزيارة رئيس الوزراء نتانياهو للرئيس ترامب تتعلق بالملف الإيراني، فهي المسبب الأول لعدم الإستقرار في الشرق الأوسط".

وشدّد لافي بأن إسرائيل تتخوف من أن تقوم إيران بتشغيل أذرعها التنفيذية في المنطقة ضد وجودها، "كحزب الله" في لبنان والحوثيون في اليمن، وكذلك الأذرع الخفية الإيرانية الموجودة في بلاد الشام والعراق، فيما تسعى إيران لإثبات قوتها أمام حلفائها في الهجوم على إسرائيل، فخطوات إيران متسارعة لإعادة تأهيل برنامجها النووي، وتوسيع منظومة الصواريخ الباليستية، إلى جانب إصلاح وبناء أنظمة دفاع جوي متقدمة تضررت سابقاً".ضربة مهمة للإسرائيليين

ويؤكد الباحث في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد خلال حديثه لـ"المشهد" بأن "هناك ارتفاعا في وتيرة التصريحات الإسرائيلية تجاه إيران، ونتانياهو سيحمل في جعبته الملف الإيراني نحو واشنطن، أما على مستوى الجبهات، قطاع غزة، ولبنان، وإيران، واليمن، الجمهور الإسرائيلي راضٍ بشكل كبير حول جبهة إيران، على اعتبار أن الضربة الإسرائيلية تجاه إيران كانت مرضية للإسرائيليين، لأنها كسرت الحاجز النفسي بعد تهديدات طويلة، وكانت حرب خاطفة سريعة، ومن ناحية الإسرائيليين رغم تلقيهم ضربات تدميرية، إلا أنهم أثروا في إيران، الفضاء الإيراني أصبح متاحا أمام الطيران الإسرائيلي بأريحية، والنووي الإيراني تم ضربه وكذلك استهداف الكثير من العلماء والمنشآت، لذلك الجمهور الإسرائيلي مشبع بهذا الاتجاه".

وأضاف الباحث بالشأن الإسرائيلي أبو عواد، بأن "نتانياهو رسخ نفسه كقائد إسرائيلي لمواجهة الإرهاب الإيراني كما يرونه منذ سبعينيات القرن الماضي، وبالتالي يعتقد أي تصعيد قريب مع إيران هو إيجابي بالنسبة له ولإسرائيل للأسباب التالية: "أولاً، عام انتخابي وسيدعم حزب نتانياهو. ثانياً، توجيه ضربة لإيران تكون سريعة وقصيرة وستخدم أجندة نتانياهو، حتى لو لم تحدث الضربة، فإن استمرار التصعيد تجاه إيران لصالحه لتعزيز الشعور لدى الإسرائيليين أنهم بحاجة لقائد قوي لمواجهة وإزاحة الخطر الإيراني، وطوال العام المقبل سنشهد التصعيد الكلامي مع احتمالية وصول الأمور لضربة إسرائيلية خاطفة في إيران، ومع مرور الوقت احتمال الضربة سيكون وارداً بنسبة كبيرة، لحاجتها في سياسة نتانياهو ورفع أسهمه، وعلى الأغلب خاطفة وسريعة وليست طويلة المدى بين الجانبين، وإسرائيل ستحرص أن تكون ضربتها أكثر إيلاماً على مستوى الشخصيات، المواقع والأماكن، ومفاعل نووية، العام المقبل سيحمل في طياته مواجهة محدودة بينهما".(المشهد)۔


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ 5 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ 12 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 15 ساعة
قناة العربية منذ 16 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 10 ساعات
سكاي نيوز عربية منذ 7 ساعات
قناة يورونيوز منذ 14 ساعة
قناة العربية منذ ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 6 ساعات