أربيل (كوردستان24)- مع اقتراب أعياد الميلاد ورأس السنة، تزداد غصة الحنين لدى عيسى شمعون، أحد أبناء المكون المسيحي من قضاء سنجار (شنكال). عيسى، الذي يقيم الآن في محافظة دهوك، يكمل عامه الحادي عشر بعيداً عن دياره التي هُجر منها قسراً، شأنه شأن عشرات العائلات المسيحية التي لا تزال تنتظر العودة.
في منزله المؤقت بدهوك، يحيي عيسى طقوس العيد وسط زينة متواضعة، لكن تفكيره ينصب على كنائس وبيوت سنجار التي تحولت إلى ركام. يقول عيسى شمعون، وهو يمثل صوت المسيحيين في المنطقة: "كنائسنا ومنازلنا مدمرة بالكامل، وحتى الآن لم تلتفت إلينا المنظمات أو الحكومة لتعويضنا. الغريب أن أصحاب القرار في بغداد يتجاهلون حقيقة وجود مكون مسيحي أصيل وقديم في سنجار، وكأننا غير موجودين على الخارطة السياسية والاجتماعية".
ويضيف شمعون بحسرة أن غياب التمثيل السياسي الفعال للمسيحيين في المنطقة جعل مطالبهم حبيسة الأدراج، مؤكداً أن أحداً لم يطالب بحقوقهم بشكل جدي أمام الجهات الفيدرالية.
من جانبه، يؤكد نائف سيدو، قائممقام قضاء سنجار، على العمق التاريخي لوجود المسيحيين في القضاء، مشيراً إلى أن سنجار كانت نموذجاً للتعايش بين المسلمين والإيزيديين والمسيحيين قبل اجتياح تنظيم "داعش" في عام 2014.
ويقول سيدو: "كانت الأعياد والمناسبات تجمعنا جميعاً دون تمييز. العبء الأكبر يقع الآن على عاتق حكومة بغداد لتعويض هذه العائلات وضمان عودتها بكرامة إلى مناطقها الأصلية، وإعادة إعمار ما دمره الإرهاب".
تشير الإحصائيات الرسمية إلى واقع ديموغرافي مؤلم للمكون المسيحي في سنجار:
قبل عام 2014: كانت هناك 52 عائلة مسيحية تقطن القضاء.
خلال هجوم داعش: اختطف التنظيم 4 أشخاص من المكون.
الوضع الحالي: هاجرت 20 عائلة إلى خارج العراق، بينما لا تزال 53 عائلة (بينها عائلات نازحة جديدة) تعيش في مدن إقليم كوردستان، عاجزة عن العودة لعدم توفر الخدمات وإعادة الإعمار.
بينما يرفع المصلون دعواتهم في كنائس دهوك من أجل السلام، يبقى الأمل معلقاً بخطوات حكومية جدية تعيد الحياة إلى كنائس سنجار المهجورة. فبالنسبة لعيسى شمعون وأقرانه، لا يكتمل العيد إلا برؤية أجراس كنائس "شنكال" تقرع من جديد.
تقرير: ماهر شنكالي كوردستان 24 - دهوك
هذا المحتوى مقدم من كوردستان 24




