وقّعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» اتفاقية شراء الطاقة لتطوير أول مشاريعها في ماليزيا، والمتمثل في محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة بقدرة 200 ميغاواط، سيتم تنفيذها عند سد شيريه في ولاية باهانج، باستثمارات تبلغ نحو 208 ملايين دولار.
وسيتولى تطوير المشروع ائتلاف شركات تقوده «مصدر» بالشراكة مع شركتي «سيتا غلوبال» و«تيزا غلوبال» الماليزيتين، فيما جرى توقيع اتفاقية شراء الطاقة مع شركة مرافق الكهرباء الوطنية الماليزية «تيناغا ناسيونال بيرهاد».
وستُعد محطة «سد شيريه» بقدرة 200 ميغاواط أكبر مشروع للطاقة الشمسية العائمة في جنوب شرق آسيا، حيث تمتد على مساحة تقارب 950 فداناً، مع قدرة إنتاجية قصوى تتجاوز 300 ميغاواط عند الذروة (200 ميغاواط تيار متناوب)، بما يكفي لتزويد أكثر من 100 ألف منزل بالكهرباء في ماليزيا.
ومن شأن هذا الاستثمار أن يعزز مكانة «مصدر» شريكاً رئيسياً يدعم جهود ماليزيا لتسريع التحول في قطاع الطاقة، في وقت وضعت فيه البلاد أهدافاً واضحة لرفع حصة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة الوطني إلى 35% بحلول عام 2030، مع توقعات بأن تلعب الطاقة الشمسية العائمة دوراً محورياً في تحقيق هذه الأهداف.
أكبر مشروع للطاقة الشمسية وفي هذا الشأن، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»، إن المشروع يمثل أكبر مشروع للطاقة الشمسية العائمة تطوره الشركة عالمياً وأول استثماراتها في ماليزيا، مشيراً إلى أنه يعكس خبرة «مصدر» في هذا المجال ومكانتها كشريك موثوق في قطاع الطاقة النظيفة.
وأضاف أن الخبرة العالمية للشركة في تنفيذ مشاريع على مستوى المرافق ستُمكّنها من توفير طاقة نظيفة ومنخفضة التكلفة، معرباً عن تطلعه للتعاون مع شركتي «سيتا غلوبال» و«تيزا غلوبال» والحكومة الماليزية لدعم تنفيذ خارطة الطريق الطموحة للطاقة المتجددة في البلاد.
أعلى المعايير الدولية من جانبه، أكد الدكتور محمد نورزا زكريا، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي ورئيس شركة «سيتا غلوبال برهاد»، أن المشروع يجسد دور الشركة كشريك ماليزي طويل الأمد في تطوير البنية التحتية للطاقة المستدامة.
كما أوضح أن الجمع بين الخبرات العالمية والمعرفة المحلية بالإطار المؤسسي يعزز الثقة في تنفيذ مشروع «شيريه» وفق أعلى المعايير الدولية، بما يدعم أمن الطاقة ويعزز مرونة الاقتصاد الماليزي على المدى الطويل.
وحصل المشروع على عطاء التنفيذ عقب مناقصة تنافسية ضمن الدورة (+5) من برنامج الطاقة الشمسية واسع النطاق في ماليزيا، حيث أسهمت شبكة «مصدر» العالمية وشراكاتها في سلسلة التوريد في تقديم أقل سعر كلفة (L1) ضمن فئة الطاقة الشمسية العائمة.
ويعكس هذا الفوز خبرة «مصدر» في تطوير محطات الطاقة الشمسية العائمة، بما في ذلك محطة «شيراتا» بقدرة 145 ميجاواط في مقاطعة جاوة الغربية بإندونيسيا.
خطط تطوير مشروعات الطاقة وتُعد محطة شيريه أول مشروع ضمن خطط تطوير مشروعات طاقة متجددة بقدرة إجمالية تصل إلى 10 غيغاواط في ماليزيا، والتي جرى الاتفاق عليها بين «مصدر» و«هيئة تنمية الاستثمار الماليزية» عام 2023.
وتجري «مصدر» حالياً دراسة جدوى لمشروع طاقة شمسية عائمة في سد موروم بولاية ساراواك، بالتعاون مع شركتي «ساراواك للطاقة» و«جنتاري»، ومن المتوقع أن يعزز ذلك قدرات ماليزيا في إنتاج الطاقة المتجددة ويدعم استراتيجياتها الوطنية، بما في ذلك خارطة الطريق الوطنية للتحول في قطاع الطاقة والخطة الصناعية الجديدة 2030.
كما تحرص «مصدر» على التعاون الوثيق مع الجهات الماليزية والشركاء المحليين خلال مراحل تطوير وبناء وتشغيل المشروع، حيث تسهم الشراكات، مثل الاتفاقية مع شركة باهانج لموارد المياه والطاقة، في ضمان كفاءة التنفيذ وتعزيز مشاركة المجتمع المحلي واستدامة المشروع بعد بدء التشغيل التجاري.
وسيتم توظيف تقنيات متطورة في مجال الطاقة الشمسية العائمة في هذا المشروع، وهي مصممة بحيث تتوافق مع الشكل والخصائص الفريدة لسد شيريه، بما يعزّز الأداء والمرونة وكفاءة التشغيل على المدى الطويل.
وسيتم تمويل المشروع وفق صيغة (دون حق الرجوع)، بمشاركة مقرضين دوليين، ما يعكس ثقة السوق بالمشروع ومقوماته.
نمو متسارع لمحفظة «مصدر» العالمية وتوفر محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة حلاً فعالاً من حيث استغلال الأراضي وقابلية التوسع، خاصة في الدول الغنية بالموارد المائية وذات الكثافة السكانية المرتفعة مثل ماليزيا، كما تسهم في رفع كفاءة الإنتاج بفضل التبريد الطبيعي للمياه، إضافة إلى الحد من تبخر المياه والحفاظ على الموارد العذبة.
ومع محفظة مشروعات متنامية تنتشر في أكثر من 40 دولة، وهدف طموح برفع القدرة الإنتاجية الإجمالية إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030، تواصل «مصدر» دورها المحوري في تطوير مشروعات طاقة نظيفة قابلة للتوسع ومجدية تجارياً، بما ينسجم مع أهداف التنمية الوطنية.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
