الجامعة العربية: التربية الإعلامية ضرورة لمواجهة المحتوى السطحي وترسيخ المسؤولية الاجتماعية

أكد السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، رئيس قطاع الإعلام والاتصال، أن وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، رغم دورها في دمقرطة الحق في التواصل وحرية التعبير والمشاركة في النقاش العام، أفرزت في المقابل محتوى سطحيًا قائمًا على الإثارة والسعي وراء "الترند" والعائدات، بما يترك آثارًا سلبية على عقول وسلوكيات الشباب.

جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمي التاسع الذي تنظمه كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، تحت عنوان "الإعلام والترفيه والمسؤولية الاجتماعية".

وأشار خطابي إلى أن المشاركة تأتي في إطار انفتاح قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية على المحيط الأكاديمي والتفاعل مع التحولات المتسارعة في المشهد الإعلامي.

وأوضح أن اختيار موضوع المؤتمر يعكس حرص هذه المؤسسة الجامعية الواعدة على الإسهام في ترسيخ القواعد المهنية والضوابط الأخلاقية لإعلاميي المستقبل، والعمل المشترك مع مختلف الفاعلين الإعلاميين وصناع المحتوى من أجل بناء منظومة إعلامية عربية هادفة، تسهم في تعزيز الوعي المجتمعي، وتحقيق الاستدامة التنموية، ومواكبة متطلبات الثورة التكنولوجية.

وأشار إلى الأهمية الخاصة للخطة التنفيذية للاستراتيجية العربية للتربية الإعلامية والمعلوماتية، التي اعتمدها مجلس وزراء الإعلام العرب خلال دورته الخامسة والخمسين التي عقدت بالقاهرة الشهر الماضي، مؤكدًا ضرورة الاستئناس بها وإدماجها في المناهج التعليمية بالدول العربية، بما يعزز الوعي النقدي، ويضمن مصداقية المعلومات، ويحد من الممارسات الضارة، مثل الأخبار الزائفة، وازدراء القيم الأخلاقية والمجتمعية، والترويج للعنف والتمييز والكراهية في الفضاء الإعلامي.

ولفت إلى أن عددًا من الدول والمجموعات الإقليمية، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي، اتخذت إجراءات قانونية وتنظيمية لتوطيد السيادة الرقمية، وحوكمة الفضاء الرقمي، ومحاربة المحتوى غير الآمن، إلى جانب إطلاق برامج تأهيلية في المجال الإعلامي، خاصة في ظل الانتشار المتزايد لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وفي السياق ذاته، أشار إلى أن مجلس وزراء الإعلام العرب أكد، انطلاقًا من حماية الحقوق الرقمية، خلال دورته الأخيرة، ضرورة الإسراع باستكمال ملامح المقاربة التفاوضية العربية مع كبرى الشركات الإعلامية العالمية المعروفة اختصارًا بـ "GAFAM"، وتشمل جوجل، وآبل، وميتا (فيسبوك سابقًا)، وأمازون، ومايكروسوفت.

وأكد خطابي أن الترفيه، المشتق لغويًا من الرفاه، يمثل وسيلة محفزة لتحقيق الذات والابتكار، والارتقاء بالذوق العام، مشددًا على أن الترفيه ليس نقيضًا للقيم، بل فلسفة حياة وأداة لتنمية المجتمعات عبر مختلف التعبيرات الثقافية والتراثية والفنية والرياضية والدرامية.

وأضاف أن التنمية الحقيقية لا تتحقق دون مسؤولية اجتماعية متكاملة، تتضافر فيها جهود الدولة والقطاع الخاص، والبرلمانات، والنخب الفكرية، والمجتمع المدني، ووسائل الإعلام، في إطار من التنسيق والتكامل.

وفي ختام كلمته، وجّه السفير أحمد رشيد خطابي رسالة إلى طلاب الإعلام، مؤكدًا الرهان على الأجيال الصاعدة في العالم العربي لامتلاك أدوات المعرفة التكنولوجية، وكسب رهان الانتقال الرقمي، والولوج إلى عصر المعرفة بثقة وتنافسية، متمنيًا التوفيق لأعمال المؤتمر.


هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بوابة دار الهلال

منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 4 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 10 ساعات
صحيفة الدستور المصرية منذ 11 ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ 18 ساعة
جريدة الشروق منذ 7 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 5 ساعات
موقع صدى البلد منذ 5 ساعات
بوابة أخبار اليوم منذ 11 ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ 9 ساعات