عواصم/ متابعة عراق اوبزيرفر
أعد الزعيم الروحي للدروز حكمت الهجري، خريطة دولة درزية تمتد من سوريا وحتى العراق، بحسب ما كشفته صحيفة واشنطن بوست في تقرير تناول تحولات المشهد السياسي والأمني في جنوب سوريا وتداعياتها الإقليمية.
وذكرت الصحيفة أن الزعيم الدرزي في محافظة السويداء، أعد تصورا جغرافيًا وخرائط أولية لكيان درزي مقترح، جرى عرضها على مسؤولين غربيين في سياق نقاشات غير رسمية حول مستقبل الأقليات بعد سنوات من الصراع السوري وتراجع سلطة الدولة المركزية.
وبحسب التقرير، فإن الخريطة المقترحة تمتد من مناطق درزية في جنوب سوريا، مع تصور لامتدادها نحو مناطق تضم تجمعات سكانية درزية أو متداخلة طائفيًا داخل العراق، في إطار رؤية تهدف وفق القائمين عليها إلى تأمين الحماية السياسية والأمنية للدروز في مرحلة ما بعد الحرب.
وأكدت الصحيفة أن هذا الطرح لا يمثل سياسة رسمية لأي دولة، ولا يحظى بدعم معلن من الولايات المتحدة أو أي طرف دولي، مشيرة إلى أن المقترح يندرج ضمن أفكار وسيناريوهات فردية يتم تداولها في أوساط سياسية وأمنية غربية، دون أن ترقى إلى مستوى الخطط المعتمدة.
وأوضح التقرير أن الدروز يتركزون تاريخياً في محافظة السويداء السورية، إلى جانب وجودهم في لبنان وفلسطين المحتلة، في حين يُعد وجودهم في العراق محدودًا ومتناثرًا، ما يطرح تحديات واقعية كبيرة أمام أي مشروع كيان جغرافي متصل.
كما ربطت الصحيفة بين بروز هذه الطروحات وبين حالة القلق المتزايدة لدى الأقليات الدينية في سوريا، في ظل استمرار الاضطرابات الأمنية، وتعدد القوى المسلحة، وغياب رؤية سياسية واضحة لمستقبل الحكم وشكل الدولة.
وأشار التقرير إلى أن واشنطن ما زالت تؤكد رسميًا دعمها لوحدة الأراضي السورية والعراقية، وترفض أي مشاريع تهدف إلى إعادة رسم الحدود على أسس طائفية أو دينية، محذرة من أن مثل هذه السيناريوهات قد تؤدي إلى مزيد من الانقسامات وعدم الاستقرار في المنطقة.
وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن طرح فكرة دولة درزية، رغم ما يثيره من اهتمام إعلامي، يبقى في إطار التصورات النظرية، وأن تحوله إلى واقع سياسي يتطلب توافقات إقليمية ودولية معقدة، تبدو بعيدة المنال في المرحلة الحالية.
هذا المحتوى مقدم من عراق أوبزيرڤر
