يعتبر داء «السكري» من الأمراض المزمنة التي ترافق المريض مدى الحياة، إلا أن بعض المرضى، وخاصة المصابين بالسكري من النوع الأول، يمرون بمرحلة خاصة بعد التشخيص تعرف طبيا باسم «شهر العسل» أو «الهاني مون»، وهذه المرحلة كثيرا ما تثير تساؤلات المرضى وأسرهم، إذ تتسم بتحسن مفاجئ في مستويات السكر بالدم، ما قد يعطي انطباعا خاطئا بزوال المرض أو سهولة السيطرة عليه.
وجاءت هذه التسمية على سبيل التشبيه، حيث يشبه الأطباء هذه المرحلة بـ»شهر العسل» الذي يلي الزواج، وهو فترة يسودها الاستقرار والراحة قبل الدخول في مسؤوليات الحياة وتحدياتها، وبالمثل يلاحظ مريض السكري خلال هذه المرحلة انخفاضا ملحوظا في الأعراض، وتحسنا في قراءات السكر، واستجابة أفضل للعلاج، وكأن المرض دخل في حالة هدوء مؤقتة.
والواقع.. لا يمر جميع مرضى السكري بمرحلة «شهر العسل»، فهي تظهر بشكل رئيسي لدى المصابين بالسكري من النوع الأول، وتحديدا الأطفال والمراهقين، وقد تظهر أيضا لدى بعض البالغين عند التشخيص المبكر.
أما مرضى السكري من النوع الثاني، فنادرا ما يمرون بهذه المرحلة، وإن حدث تحسن في مستويات السكر لديهم، فيكون غالبا نتيجة الالتزام بنمط حياة صحي أو فقدان الوزن، وليس بسبب «شهر العسل» بالمعنى الطبي.
وتختلف مدة شهر العسل من مريض لآخر، فقد تستمر لعدة أسابيع، أو تمتد لعدة أشهر، وفي حالات قليلة قد تصل إلى سنة أو أكثر، لكنها في جميع الأحوال مرحلة مؤقتة، فعند تشخيص السكري من النوع الأول، يكون البنكرياس قد فقد جزءا كبيرا من خلايا بيتا المسؤولة عن إفراز الإنسولين، لكنه لا يفقدها جميعا، ومع بدء العلاج بالإنسولين الخارجي، يقل الضغط على الخلايا المتبقية، ما يسمح لها باستعادة جزء من نشاطها مؤقتا.
وخلال هذه المرحلة يتحسن التحكم في مستوى السكر بالدم، وتنخفض جرعات الإنسولين المطلوبة، وتقل نوبات ارتفاع السكر، وقد تختفي بعض الأعراض المصاحبة للتشخيص، إلا أن الجهاز المناعي يستمر في مهاجمة خلايا البنكرياس، ما يؤدي تدريجيا إلى تراجع قدرتها على إفراز الإنسولين، وبالتالي تنتهي مرحلة «شهر العسل» ويعود المريض للاعتماد الكامل على الإنسولين الخارجي.
ومن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة
