كشفت وثائق حديثة أصدرتها وزارة العدل الأمريكية، منتصف هذا الأسبوع، عن تفاصيل جديدة تتعلق بالعلاقة السابقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والممول الراحل جيفري إبستين.
وأشارت رسائل بريد إلكتروني لممثلي الادعاء أن ترامب سافر على متن طائرة إبستين مرات عديدة تفوق ما تم الإعلان عنه سابقًا.
سجلات الطيران تكشف المزيد عن شبكة علاقات إبستين
أظهرت رسالة بريد إلكتروني مؤرخة في يناير 2020 أن سجلات الرحلات الجوية تثبت قيام ترامب بثماني رحلات على متن طائرة إبستين الخاصة خلال فترة التسعينيات.
وأوضحت الوثائق أن أربعًا من تلك الرحلات على الأقل ضمت غيسلين ماكسويل، شريكة الممول الراحل التي تقضي حاليًا عقوبة بالسجن لمدة 20 عامًا بتهمة المساعدة في الاعتداء الجنسي على قاصرات.
وتأتي هذه المعلومات في وقت كان فيه ترامب قد صرح سابقًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنه لم يسبق له التواجد على متن تلك الطائرة أو زيارة الجزيرة الخاصة المملوكة للممول الراحل.
وبحسب ما ورد في التقارير المسربة، فقد ضمت إحدى الرحلات ثلاثة ركاب فقط هم ترامب والممول الراحل وسيدة تبلغ من العمر 20 عامًا، بينما شهدت رحلات أخرى وجود ركاب اعتُبروا لاحقًا شهودًا محتملين في القضايا الجنائية المرتبطة بشبكة إبستين.
ورغم هذه التفاصيل، أكد الادعاء العام أنه لا يوجد أي اتهام مباشر لترامب بارتكاب جرائم، مشددًا على أن العلاقة الاجتماعية بين الطرفين انتهت في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
جدل قانوني واتهامات بالتضليل حول ملف إبستين
ومن جانبها، علقت وزارة العدل الأمريكية عبر منصة "إكس" بأن بعض الوثائق المنشورة تتضمن ادعاءات "غير دقيقة ومثيرة" قُدمت لمكتب التحقيقات الفيدرالي قبل انتخابات 2020، واصفة إياها بالادعاءات التي تفتقر للمصداقية.
ومع ذلك، أوضحت الوزارة أن نشر هذه المواد، التي تبلغ نحو 30 ألف صفحة، يأتي التزامًا بقانون الشفافية الجديد الذي أقره الكونغرس مؤخرًا رغم محاولات سابقة للإبقاء على سرية بعض الملفات.
وعلاوة على ذلك، تضمنت الوثائق صورًا وصفتها الحكومة بالباهتة تجمع ترامب وماكسويل في عرض أزياء بنيويورك عام 2000، بالإضافة إلى بلاغات عبر الخطوط الساخنة لمكتب التحقيقات الفيدرالي تضمنت مزاعم من سائق ليموزين سابق حول مكالمات هاتفية سمعها في التسعينيات.
وبالمقابل، انتقد النائب الجمهوري توماس ماسي، الذي دفع باتجاه قانون الكشف عن الملفات، طريقة إدارة الحكومة لعملية النشر، متهمًا بعض المسؤولين بمحاولة حذف أجزاء هامة من بيانات إبستين قبل طرحها للجمهور.
وقلل ترامب من أهمية هذه التسريبات، معتبرًا إياها محاولة لتشتيت الانتباه عن النجاحات السياسية لحزبه قبل الانتخابات النصفية لعام 2026.
وبينما تستمر وزارة العدل في الإفراج عن المزيد من الوثائق، يبقى الجدل محتدمًا حول مدى تأثير هذه البيانات على المشهد السياسي الأمريكي، خاصة مع استمرار مراجعة مقاطع الفيديو والرسائل التي يزعم البعض أنها كُتبت بخط يد إبستين قبل انتحاره في زنزانته عام 2019.
هذا المحتوى مقدم من العلم
