تكرس دبي مكانتها كوجهة رائدة في مستقبل الرعاية الصحية عبر منظومة متكاملة تجمع بين حلول الجيل التالي من الطب والضيافة العالمية، إذ لم يعد الابتكار حكراً على التكنولوجيا فحسب، بل امتد ليشمل خدمات الإسعاف عن بُعد والتحليلات التنبؤية والطب الشخصي القائم على الجينوم، مقدمةً بذلك رعاية فائقة السرعة والدقة والأمان.

وتعمل الاستراتيجيات الصحية في الإمارة على وضع المريض في قلب هذا التحول، لضمان نتائج موثوقة وتجربة متكاملة تتجاوز التوقعات التقليدية للخدمات الطبية. في هذا السياق، خصصت "قمة فوربس الشرق الأوسط للسياحة العلاجية والرفاهية الصحية" إحدى جلساتها الحوارية لاستعراض "ميزة دبي" في تحقيق هذا التوازن الدقيق بين التحول الرقمي والأبعاد الإنسانية للرعاية، مع تسليط الضوء على أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص كقوة دافعة لتعزيز التنافسية العالمية للإمارة. وأثرى النقاش في هذه الجلسة مشعل عبد الكريم جلفار، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، وشريف بشارة، الرئيس التنفيذي لمجموعة "محمد وعبيد المُلّا" والرئيس التنفيذي لـ المستشفى الأمريكي دبي؛ بينما تولت إدارة الحوار سالي موسى مذيعة من فوربس الشرق الأوسط.

دبي تستبق بتقنيات التنبؤ والتمكين في قطاع الإسعافات إن المهمة الجوهرية لمؤسسة "دبي لخدمات الإسعاف" تتجاوز تقديم الخدمة لتصل إلى هدف أسمى هو "إنقاذ الأرواح" كما أوضح مشعل عبد الكريم جلفار، وهو ما لا يمكن تحقيقه بمعزل عن الشراكة الاستراتيجية الوثيقة بين القطاعين الحكومي والخاص، لا سيما في منظومة الرعاية الصحية.

لقد بدأت رحلة التميز في دبي منذ عام 2017 عبر "دبي X 10" التي استهدفت ابتكار حلول تفوق المعايير العالمية بعشرة أضعاف، حيث كانت الانطلاقة الحقيقية من خلال مشروع لإنقاذ الأرواح يهدف إلى إشراك المجتمع في الاستجابة للحالات الطارئة.

وأشار جلفار إلى أن دبي، بقدرتها على استشراف المستقبل، لم تكتفِ بتبني التكنولوجيا فحسب، بل طورت نموذجاً فريداً يعتمد على "التحليلات التنبؤية"؛ حيث لا يقتصر الأمر على توقع المكالمات الطارئة، بل يمتد إلى التوزيع الذكي والاستباقي لأسطول الإسعاف الذي يضم اليوم أكثر من 140 سيارة وهو في توسع مستمر.

إن توظيف إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي بات ضرورة حتمية للارتقاء بكفاءة الكوادر البشرية من مسعفين ومختصين، وهذا المسار الرقمي هو السبيل الوحيد للتعامل مع التوقيتات الزمنية الحرجة في الحالات الطارئة، حيث يمثل الوقت الفارق الجوهري بين الحياة والموت في حماية الناس.

"الوصول المباشر والسريع" لترسيخ ريادة الرعاية الصحية تحدث شريف بشارة عن رؤية جديدة لإدارة المنشآت الصحية تضع المريض في مقام "الخبير الأول" بالخدمة؛ فبعيداً عن تعقيدات البروتوكولات الطبية داخل أروقة العمليات، يبقى البحث عن "الإنسانية والجدية" هو المحرك الأساسي للمريض. وفي هذا السياق، أكد بشارة أن التكنولوجيا تظل وسيلة تمكين لا يمكن استبدالها بالتواصل البشري الحقيقي، واحتياج المريض منصب على الإنسان وليس على الآلة.

تعزيزاً لمكانة دبي كوجهة عالمية أولى للسياحة العلاجية، كشفت إدارة المستشفى الأمريكي دبي عن استراتيجية طموحة تعتمد على "الوصول المباشر" للمرضى الدوليين، متجاوزةً نظام الوساطة التقليدية. فقد استبدل المستشفى هؤلاء الوسطاء بمكاتب تمثيلية خاصة تعمل كأذرع مباشرة حول العالم. إذ تدير.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه

هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط