سجّلت أسعار القمح الأوروبي ارتفاعاً طفيفاً خلال تعاملات الأربعاء، مدعومة بتزايد المخاوف من تصاعد الحرب في منطقة البحر الأسود، إلى جانب موجة برد قاسية ضربت روسيا، في وقت تتسم فيه التداولات بالهدوء قبيل عطلة أعياد نهاية العام، بحسب متعاملين في السوق. وارتفع عقد القمح تسليم مارس آذار، وهو الأكثر نشاطاً في بورصة يورونكست بباريس، بواقع 0.1% ليصل إلى 189.25 يورو للطن المتري بحلول الساعة 11:22 بتوقيت غرينتش، بعدما لامس مستوى 189.75 يورو، وهو أعلى مستوى له في نحو أسبوعين.

وبذلك يتجه العقد القياسي لتحقيق خامس مكاسب يومية متتالية، في تعافٍ تدريجي من أدنى مستوى له على الإطلاق عند 185 يورو للطن، والذي سُجّل الأسبوع الماضي.

وفي الأسواق الأميركية، واصل القمح المتداول في بورصة شيكاغو للسلع ارتفاعه للجلسة الخامسة على التوالي، مدعوماً بعوامل جيوسياسية ومناخية متشابهة.

البحر الأسود يعيد المخاطر إلى الواجهة وجاء هذا التحسن في الأسعار في ظل تصاعد القلق بشأن الأمن في منطقة البحر الأسود، بعد تكثيف

روسيا هجماتها على الموانئ الأوكرانية، ما أدى إلى اضطراب حركة شحن الحبوب من أوكرانيا، أحد كبار مصدّري القمح عالمياً.

وأسهمت هذه التطورات في تعزيز عمليات تغطية المراكز القصيرة من قبل المستثمرين، وهي خطوة شائعة قبيل عطلات نهاية العام.

وفي الوقت ذاته، شجّعت موجة البرد الشديدة التي ضربت روسيا هذا الأسبوع بعض المستثمرين على إعادة تقييم المخاطر المرتبطة بمحصول القمح الشتوي، رغم تأكيد محللين أن الغطاء الثلجي قد يوفر حماية مؤقتة للمحاصيل من أضرار الصقيع.

عوامل ضغط تحد من المكاسب ورغم هذه العوامل الداعمة، ظل صعود أسعار القمح الأوروبي محدوداً، بفعل قوة اليورو أمام الدولار، وهو ما يقلّص القدرة التنافسية للحبوب الأوروبية في سوق عالمية تعاني وفرة في المعروض.

كما يُتوقع أن تعزز المحاصيل الجارية في كل من الأرجنتين وأستراليا الإمدادات التصديرية خلال ما تبقى من موسم 2026/2025، ما يفرض ضغوطاً إضافية على الأسعار.

وفي روسيا، أعلنت السلطات أنها ستفرض حصة تصدير للحبوب تبلغ 20 مليون طن متري خلال الفترة من 15 فبراير إلى 30 يونيو، وهو مستوى يعادل ضعف الكمية المقررة في الفترة نفسها من العام الماضي، في إشارة إلى وفرة المعروض رغم تباطؤ الصادرات في بداية الموسم.

ومن المقرر أن تُغلق بورصة يورونكست أبوابها مبكرًا الأربعاء، على أن تظل مغلقة يومي الخميس والجمعة بمناسبة عطلة عيد الميلاد ويوم الملاكمة، ما يُبقي التداولات محدودة خلال الأيام المقبلة.

(رويترز).

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية