قال الكاتب والمحلل السياسي عمران خالد، إن الكمين الذي استهدف قوات أميركية قرب مدينة تدمر السورية، وأسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني، أعاد سوريا فجأة إلى صدارة الاهتمام الدولي، بعد عام واحد فقط على سقوط نظام بشار الأسد، في لحظة كانت تُقدَّم فيها البلاد بوصفها نموذجاً أولياً لاستقرار ما بعد الصراع.
وأضاف خالد، في مقال تحليلي بموقع صحيفة "ذا هيل" التابعة للكونغرس الأمريكي، أن هذه الحادثة تمثل أول مقتل لعسكريين أميركيين في سوريا منذ انهيار النظام السابق، وهو ما يكسر سردية مريحة سادت خلال الأشهر الماضية عن تراجع العنف وانحسار التهديدات الأمنية، ويؤكد أن مسار الاستقرار ما يزال هشاً وقابلاً للاهتزاز.
بقايا "داعش".. تهديد مستمر
أوضح الكاتب أن الكمين، الذي نفذه مسلح منفرد وصفته القيادة المركزية الأمريكية بأنه عنصر تابع لتنظيم "داعش الإرهابي، يكشف عن قدرة التنظيم على التكيّف مع الواقع الجديد، رغم خسارته لـ"الخلافة" المكانية وتراجع وتيرة عملياته.
وتابع أن التنظيم تحوّل من كيان يسيطر على الأرض إلى شبكة تمرد لامركزية، تستفيد من الفراغات الأمنية في البادية السورية والمناطق غير المحكومة، ما يجعله تهديداً شبحياً يصعب رصده أو القضاء عليه بشكل نهائي.
أجهزة أمنية قيد التشكل
وأشار خالد إلى أن الخطر الثاني، والأكثر إرباكاً، يتمثل في هشاشة المنظومة الأمنية السورية الجديدة. فالتقارير التي تحدثت عن أن منفذ الهجوم كان عضواً حديثاً في أجهزة الأمن السورية، وقد جرى التحذير من ميوله المتطرفة قبل أيام من العملية، تضع الحكومة الانتقالية أمام اختبار بالغ الصعوبة.
وأضاف أن الإدارة الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، تحاول في وقت قياسي إعادة بناء أجهزة أمنية مهنية، من خلال دمج فصائل متعددة، بينها مقاتلون سابقون في صفوف المعارضة المسلحة، وهي عملية تفتح الباب أمام تسلل العناصر المتطرفة، وتحويل المؤسسات الأمنية نفسها إلى نقاط ضعف بدل أن تكون صمامات أمان.
شراكة أمنية ناشئة تحت الاختبار
أوضح الكاتب أن الحادثة جاءت في لحظة سياسية حساسة، إذ تشهد العلاقات الأميركية السورية تحوّلاً براغماتياً، بعد سنوات من القطيعة والعداء. فقد انضمت سوريا رسمياً في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، عقب زيارة تاريخية للرئيس السوري الجديد إلى البيت الأبيض.
وأضاف أن اللقاء القيادي الذي كان يجري قرب تدمر، والذي استهدفه الهجوم، كان تجسيداً عملياً لهذا التعاون الأمني الجديد، ما يجعل.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من موقع 24 الإخباري
