"الوطن" تحاور راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية رئيس جمعية البيارق البيضاء القس هاني عزيز:
المسيحيون في البحرين ينعمون بالحرية الكاملة في العقيدة والعبادة في ظل رعاية جلالة الملك المعظم
الشعب البحريني يتوارث التسامح الديني والتعايش السلمي من الأجداد إلى الآباء ثم الأبناء
19 كنيسة مسجلة بوزارة التنمية الاجتماعية تمثل طوائف المسيحيين في البحرين
مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح منارة ممتدة من البحرين إلى العالم
البحرين نموذج إقليمي في التسامح الديني والتعايش بين الأديان
الكنائس مفتوحة طوال الأسبوع واحتفالات الأعياد تقام بكل أريحية
قيادة البحرين ترسّخ ثقافة قبول الآخر وحماية التعدد الديني
المسيحيون في البحرين جزء من النسيج الوطني ويتمتعون بالأمن والاستقرار
الحرية الدينية في البحرين أساس للاستقرار والسلام المجتمعي
من دلمون حتى المملكة اليوم.. التسامح الديني إرث حضاري بحريني
الأمن والاستقرار أساس الحرية الدينية في البحرين
"الإنجيلية الوطنية" أقدم كنيسة في البحرين والخليج منذ عام 1906
الكنيسة الكاثوليكية في البحرين أكبر تجمع مسيحي وأقدم حضور كاثوليكي بالخليج
"القلب المقدس" أول كنيسة كاثوليكية في البحرين منذ عام 1939
"سيدة العرب" أكبر كاتدرائية كاثوليكية في الخليج العربي
الأقباط الأرثوذكس يمارسون عباداتهم بـ"الإنجيلية" لحين بناء كنيسة خاصة
"الجريك الأرثوذكس".. تنوع عربي ويوناني وعبادة منتظمة في كنيسة بابكو
أنشطة الكنيسة الإنجيلية الوطنية تبدأ بوقفات السلام ولا تنتهي بإفطار رمضان
مشاركات فاعلة لمسيحيي البحرين في المبادرات المجتمعية والإنسانية
جمعية البيارق البيضاء.. السلام والتعايش رسالة إنسانية عابرة للأديان
أكد راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية رئيس جمعية البيارق البيضاء القس هاني عزيز أن المسيحيين في مملكة البحرين ينعمون بالحرية الكاملة في العقيدة والعبادة في ظل رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، مشدداً على أن البحرين تمثل نموذجاً إقليمياً متقدماً في التسامح الديني والتعايش بين الأديان، حيث يمارس المسيحيون شعائرهم بكل أريحية من خلال 19 كنيسة مسجلة ومعتمدة لدى وزارة التنمية الاجتماعية.
وقال القس هاني عزيز، في حوار لـ"الوطن" بمناسبة احتفالات المسيحيين في البحرين بأعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية، إن الكنائس مفتوحة طوال الأسبوع، واحتفالات الأعياد تقام في أجواء من الأمن والاستقرار، في تجسيد واضح لكون الحرية الدينية أساساً للاستقرار والسلام المجتمعي، مشيراً إلى أن الشعب البحريني يتوارث التسامح الديني والتعايش السلمي من الأجداد إلى الآباء ثم الأبناء، باعتباره إرثاً حضارياً ضارباً في عمق التاريخ من دلمون حتى المملكة اليوم.
وأضاف أن قيادة البحرين ترسخ ثقافة قبول الآخر وحماية التعدد الديني، لافتاً إلى أن مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح يشكل منارة إنسانية ممتدة من البحرين إلى العالم.
وتابع القس هاني عزيز أن المسيحيين في البحرين جزء أصيل من النسيج الوطني ويتمتعون بالأمن والاستقرار، مستعرضاً خريطة الكنائس والطوائف المسيحية في المملكة، حيث تعد الكنيسة الإنجيلية الوطنية أقدم كنيسة في البحرين والخليج منذ عام 1906، فيما تمثل الكنيسة الكاثوليكية أكبر تجمع مسيحي وأقدم حضور كاثوليكي في الخليج، وتعد كنيسة القلب المقدس أول كنيسة كاثوليكية في البحرين منذ عام 1939، بينما تشكل كاتدرائية سيدة العرب أكبر كاتدرائية كاثوليكية في الخليج العربي، لافتاً إلى أن الأقباط الأرثوذكس يمارسون عباداتهم في الكنيسة الإنجيلية إلى حين بناء كنيسة خاصة، وأن الجريك الأرثوذكس يجسدون تنوعاً عربياً ويونانياً من خلال عباداتهم المنتظمة في كنيسة بابكو.
وأشار إلى أن أنشطة الكنيسة الإنجيلية الوطنية تبدأ بوقفات السلام ولا تنتهي بإفطار رمضان، في ظل مشاركات فاعلة لمسيحيي البحرين في المبادرات المجتمعية والإنسانية، ودور بارز لجمعية البيارق البيضاء التي تحمل رسالة السلام والتعايش كقيمة إنسانية عابرة للأديان.
وإلى نص الحوار:
هل لنا أن نتعرف على الكنائس والمذاهب المسيحية في البحرين؟ والكرسي البابوي لكل منها؟ وما هي الكنيسة الأكبر عدداً؟ وما هي أقدم كنيسة أرثوذكسية في المملكة؟
- توجد في مملكة البحرين الكنائس المسيحية المختلفة، كل كنيسة خاصة بطائفة أو مذهب معين ولكنْ الكل مسيحيون، وهناك ثلاث طوائف أساسية في المسيحية وهي: الكاثوليك، والأرثوذكس، والإنجيليين، وكل طائفة لها كنيسة في المملكة.
1- طائفة الكاثوليك: توجد الكنيسة الكاثوليكية، وهي كنيسة القلب المقدس، وهي تعد أول كنيسة كاثوليكية في البحرين والخليج العربي وشُيِّدت عام 1939، وهي تضم أكبر عدد من المسيحيين في البحرين، معظمهم من المسيحيين من خلفية هندية وفلبينية، وهي تتبع الفاتيكان، ولها مرجعية هي بابا الفاتيكان وكان منذ القريب هو البابا فرانسيس الذي رحل، والآن تتبع البابا ليون. وتعد الطائفة الكاثوليكية أكبر طائفة مسيحية في البحرين، ويبلغ عددهم بين 10 آلاف إلى 20 ألف شخص.
2- طائفة الأرثوذكس: وهي تنقسم إلى:
- طائفة الأقباط الأرثوذكس، وتمثلها كنيسة مسيحية أرثوذكسية مصرية، وكل أبناء الطائفة مصريون، وهي تتبع الكنيسة القبطية في جمهورية مصر العربية، وهم يتبعون قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وقد أنعمت عليهم مملكة البحرين بقطعة أرض لكنها لم تُبنَ حتى الآن، وهم يمارسون عباداتهم وشعائرهم في الكنيسة الإنجيلية، إلى حين بناء الكنيسة الأرثوذكسية، ويعد عددهم كبيراً بعد الكاثوليك، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن كلمة أقباط في اللغة القبطية تعني مصري، وبالتالي هي تُسمى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أي الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، وهناك نحو 100 عائلة قبطية أرثوذكسية في البحرين.
- طائفة السريان الأرثوذكس ومعظمهم من الجالية الهندية، ويمارسون عباداتهم وشعائرهم في كنيسة تمثلهم قرب السلمانية، وهي كنيسة سانت ماري القديسة العذراء مريم، ويتبعون الكنيسة في أنطاكيا، ويبلغ عددهم ما بين 3 آلاف إلى 5 آلاف شخص.
- طائفة الجريك الأرثوذكس، وهم الأرثوذكس اليونانيون، ويتكونون من جاليات عربية مع جاليات يونانية وقبرصية وغربية، ويبلغ عددهم نحو 600 شخص، ولهم قسيس، وقد أنعمت عليهم المملكة أيضاً بقطعة أرض لكنها لم تُبنَ حتى الآن، وهم يمارسون عباداتهم وشعائرهم في كنيسة صغيرة في بابكو.
3- الكنيسة الإنجيلية الوطنية: هي أقدم كنيسة في البحرين وفي الخليج العربي، وهي تنتمي إلى الكنيسة الإنجيلية المصلحة في أمريكا، وقد بُنيت تلك الكنيسة في مملكة البحرين في عام 1906 على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى كانت خلف المبنى المقام حالياً، وكان الوصول إليها عبر سلالم خشب، ثم في وقت لاحق أنعم صاحب السمو الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه بقطعة أرض، وتم من خلالها التوسعة، وهي تعد هدية من الأمير الراحل، وهناك نحو 30 جماعة مسيحية تمارس العبادات والشعائر وتقيم الفعاليات المختلفة في مبنى الكنيسة بتوقيتات مختلفة، وكل جماعة لها وقتها المحدد، وتتسع الكنيسة لنحو 700 شخص. وبالتالي تشعر أن كل الجنسيات قد اجتمعت في الكنيسة الإنجيلية الوطنية، فهناك الجنسيات العربية، والغربية، والهندية، والباكستانية.
كم عدد أبناء الطائفة المسيحية في البحرين؟ وكم عائلة مسيحية في البحرين؟
- ليس هناك إحصائية دقيقة لهذا الأمر، لكن نستطيع أن نقول إن هناك نحو 100 ألف مسيحي في البحرين، يشملون مسيحيين من البحرين وكذلك من الهند، والفلبين، والعرب، والأجانب. كذلك بالنسبة لعدد العائلات، فيمكن أن نقول إن هناك 25 ألف عائلة مسيحية في المملكة (بمتوسط 4 أفراد في العائلة).
كيف تقيمون ما يتمتع به أتباع الديانة المسيحية من حرية؟
- في البحرين هناك حرية في العبادة، وهذا ما يرسخه ويؤكده خطابات وأحاديث حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، حفظه الله ورعاه، وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وبالتالي جميع المسيحيين في مملكة البحرين يعبدون الله ويقيمون الشعائر الدينية في ظل حرية كاملة، وبكل أريحية، ودون أية ضغوط، كما أنهم يحتفلون بكل أعيادهم الدينية، والكنائس مفتوحة طوال اليوم على مدار الأسبوع. ورغم أن مساحة المملكة صغيرة، إلا أن الكنائس التي تمثل كافة الطوائف المسيحية في المملكة والمسجلة والمعتمدة في وزارة التنمية الاجتماعية نحو 19 كنيسة، وأحدث بناء لكنيسة أو كاتدرائية، فهي كاتدرائية سيدة العرب القديسة العذراء مريم، وهي تعد أكبر كاتدرائية في مملكة البحرين وفي الخليج العربي.
كيف تقيمون التعايش السلمي والتسامح الديني في البحرين؟
- البحرين تحظى بالتعايش السلمي والتسامح الديني وتمثل أنموذجاً عالمياً في نبذ العنف والكراهية، وفي هذا الصدد لابد أن نشير إلى خطابات وأحاديث حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حيث دائماً ما يركز على التعايش والتسامح، ويشدد على مسألة قبول الآخر، وأن كل من يعيش على أرض مملكة البحرين الطيبة المباركة، هم من رعايا جلالته حفظه الله ورعاه، وبالتالي كل شخص مواطن ومقيم في البحرين هو في رعاية جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، فنجد أنه في كل خطاب يقدمه جلالة الملك المعظم يكون مشمولاً بعطر ورائحة التسامح والتعايش، ويخطو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على خطى جلالة الملك المعظم في الانفتاح على الأديان وحب الإنسان واحترامه لأنه إنسان.
لقد أنعم الله على البحرين، وحباها بملك محب للإنسانية، ومن أول الداعمين للتعايش والسلام بين الأديان، وهنا لابد من التشديد على أن التسامح والتعايش في البحرين ليس وليد الأمس، ولكنه هو وليد الحضارة في المملكة، وهي حضارة دلمون منذ آلاف السنين، لذلك نستطيع أن نؤكد على أن الشعب البحريني توارث التسامح الديني والتعايش السلمي من الأجداد إلى الآباء ثم إلى الأبناء، وبالتالي هو ميراث تتوارثه الأجيال، جيلًا بعد جيل، لذلك دائماً ما نجد الإنسان البحريني، هو إنسان متدين، متمسك بدينه، وبتقاليده، وعاداته، وهو في ذات الوقت ينفتح على الحضارات وعلى الآخر، ويأخذ من الحضارات ما يفيده، ويترك ما لا يفيده وما يتعارض مع دينه وعقيدته وعاداته وتقاليده، لذلك فإنه في البحرين الجميع يشارك إخوانهم من الطائفة المسيحية في الأعياد والمناسبات الدينية وكذلك العكس.
كيف تقيمون تأسيس البحرين لمركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح؟
- لقد أنشأ حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح، والذي يعد في الحقيقة، منارة للبحرين، تمتد من المملكة إلى البلاد المجاورة حول المملكة، وامتد نور تلك المنارة إلى كافة أرجاء العالم أجمع، وهنا تبرز المكانة الكبيرة التي يحظى بها حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه مع كل قادة دول العالم، لاسيما عندما يعقد أي مؤتمر يتعلق بالحضارات ونقدم الدعوة للقادة والرؤساء والسفراء والدبلوماسيين ورجال الدين، هنا نشعر بمكانة البحرين، خاصة مع الترحيب والاستجابة السريعة من أجل الحضور، وذلك لأنهم يعملون علم اليقين أن مملكة البحرين هي أيقونة التسامح الديني والتعايش السلمي.
جلالة الملك المعظم دعا خلال القمة العربية التي عقدت في المنامة في مايو 2024، إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط.. هل لنا أن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن البحرينية
