في ذات دولة عربية، التحقت سيدة متقدمة في العمر، الى حدّ ما، بمركز لتعليم الكبار، رغبة في محو أميتها أي لتعلم القراءة والكتابة، وفي نهاية العام قبل الماضي جلست للامتحان النهائي للصف الأول الابتدائي ورسبت، فاضطرت إلى « إعادة » السنة وجلست للامتحان مرة أخرى في نهاية العام الدراسي المنصرم، ورسبت، فما كان منها إلا أن توجهت الى معلمتها وأبلغتها بأنها ستأتي بأولادها ليضربوها ويدشدشوا عظامها، ما لم تقم بتعديل النتيجة . وبلغ الأمر مديرية التعليم فشرعت في إجراء تحقيق حول التهديد، وفي تقديري فإنه نظرا الى كبر سن تلك السيدة فسينتهي الأمر بالقول لها : عيب يا خالة .. ولو عيالك سووها فسيدخلون السجن، وستتعرضين أنت أيضا للمساءلة القانونية .
هذه امرأة فاتها قطار التعليم، ولكنها وبقرار شخصي قررت أن تنال حظا من التعليم .. برافو .. فعندما يكبر العيال ويغادرون « البيت الكبير » يحدث فراغ عريض في حياة الوالدين وتصبح القراءة خير وسيلة لنفي الملل، بعبارة أخرى من المؤكد أن هذه السيدة المسنة لم تسع لنيل قسط من التعليم للحصول على مؤهل أكاديمي تدخل به سوق العمل، وبالتالي فإن تهديدها لمعلمتها باللجوء الى العنف ما لم تعتبرها ناجحة، أمر يثير الدهشة والعجب .
ولكن إذا فكرت مليا في الطريقة التي ننظر بها الى التعليم بصفة عامة فإنك ستتفهم سلوك تلك السيدة العجوز : لا يهم أن يحصل عيالنا على « ترتيب » متقدم بأساليب ملتوية، بل هناك أولياء أمور لا يترددون في تقديم الرشوة للمعلمين إما لتحصين عيالهم ضد الرسوب أو لرفع درجاتهم حتى يصبحوا في « طليعة الناجحين » . وسبق ان سمعت صديقا يشكو : لو مرشد الصف الحمار أعطى الولد 12 درجة كان يدخل العشرة الأوائل !! سألته عن الترتيب الذي أحرزه ولده فقال : « الثاني والعشرين » . قلت له ان مرشد / مربي الصف لا يملك صلاحيات تعديل درجات الطالب في الجغرافيا والرياضيات واللغة العربية الخ لأن تلك الدرجات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة أخبار الخليج البحرينية
