د. سليمان الخضاري: التفاؤل.. المزعج

المتفائلون القهريون موجودون في كل مكان، يحملون مصابيحهم الأشبه بـ«الكشافات» المضيئة ويسلطونها على وجوه من يريد أن يغمض عيونه قليلاً، ويحولون كل مأساة فوراً إلى درس، وكل دمعة إلى فرصة للنمو، وكل انكسار إلى بداية جديدة، دون أن يسمحوا للألم بأن يأخذ وقته الطبيعي، ودون أن يحترموا حق الإنسان في أن يكون حزيناً لفترة!

التفاؤل في ذاته ليس المشكلة، فالأمل ضرورة، والنظرة الإيجابية تعيننا على الصمود، لكن المشكلة في هذا التفاؤل الاستعراضي القسري، الذي يرفض الاعتراف بأن الحياة أحياناً فيها ما يؤلم، وأن دروس الصدمات الكبيرة قد تنتظر حتى نتعافى بلمسة حنونة وحضن دافئ، وأن بعض الأحزان تحتاج أولاً لأن تُعاش قبل أن تُحلل وتُفسر وتُحول لمادة تحفيزية!

هذا النوع من التفاؤل قد يصبح قسوة متنكرة في ثوب الرحمة، فيسلب الناس حقهم الطبيعي في الحزن، ويجعلهم يشعرون بالذنب، لأنهم لا يستطيعون رؤية النعمة المخفية في محنتهم، ولا يملكون الطاقة لتحويل جراحهم فوراً إلى ابتسامات، ولا يريدون أن يكونوا أبطالاً في ملحمة التغلّب على الصعاب، فهم يريدون فقط أن يكونوا بشراً يحق لهم الضعف أحياناً!

الكثير من هؤلاء المتفائلين المفرطين غالباً ما يمارسون تفاؤلهم القسري هرباً من مواجهة مخاوفهم الشخصية، فيفرضون السعادة على الآخرين، لأنهم يخشون النظر في أعماق أحزانهم، ويبنون جدراناً من الإيجابية المصطنعة، ليحموا أنفسهم من حقيقة أن الحياة قاسية أحياناً بلا سبب مقنع!

أذكر مرة في مجلس عزاء، والحزن يملأ المكان، قام أحدهم ليلقي كلمة عن فلسفة النظر للموت كبداية لا نهاية، عن أن الفقيد في.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة القبس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة القبس

منذ 8 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعة
منذ 7 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ ساعتين
صحيفة الأنباء الكويتية منذ 13 ساعة
صحيفة الأنباء الكويتية منذ 21 ساعة
صحيفة الراي منذ 8 ساعات
صحيفة الراي منذ 7 ساعات
صحيفة الراي منذ ساعتين
صحيفة الراي منذ 9 ساعات
صحيفة الجريدة منذ 22 ساعة
صحيفة الوطن الكويتية منذ 5 ساعات