خلال زيارة لمدة أسبوع إلى المغرب لا بد للمرء أن يكتشف المتغيرات في البلاد، خصوصاً إذا كان ملماً بالمغرب منذ زمن غير قصير. زرت المغرب لأول مرة في خريف عام 1975 عندما كنت أعمل لدى المجموعة الاستثمارية العقارية الكويتية، وهي شركة تأسست بعد الصدمة النفطية الأولى منتصف سبعينيات القرن من أجل توظيف الفوائض المالية الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط في البلدان العربية على أسس استثمارية هادفة لتحقيق العائد من مشاريع عقارية وفندقية متميزة ذات جدوى وفائدة لكل الأطراف المعنية. بعد خمس سنوات من تلك الزيارة وفي عام 1980 عينت بوظيفة العضو المنتدب لشركة فرح المغرب، وهي شركة مغربية تعمل في قطاع الفنادق وامتلكت المجموعة الاستثمارية العقارية مساهمة مهمة فيها. كان من بين الشركاء جهات مغربية رسمية والبنك العربي الليبي الخارجي. وهو الذراع الاستثمارية للحكومة الليبية آنذاك. كان على الشركة إنجاز وتشغيل عدد من الفنادق في الدار البيضاء والرباط وتطوان وخريبكة والقنيطرة واسفي، إضافة إلى الاشراف على إدارة فنادق أغادير وطنجة من خلال شركة إدارة فندقية مملوكة من شركة فرح، وهي شركة سفير المعروفة والتي أصبحت تدير عدداً من الفنادق خارج المغرب مثل مصر والكويت. المغرب يعد من البلدان التي تحظى بأهمية دولية اقتصادياً وسياسياً، فهو يتواصل مع بلدان الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة بشأن عدد من الملفات السياسية المتعلقة بالشرق الأوسط وشمالي أفريقيا وبلدان أفريقيا جنوب الصحراء. كما أن المغرب يتمتع بعلاقات اقتصادية ذات أهمية مع بلدان الاتحاد الأوربي وفي الوقت ذاته هناك جالية مغربية مهمة تقيم في فرنسا واسبانيا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا، وهي تزود المغرب بتحويلات مالية تعزز القدرات الاقتصادية للبلاد.
قام الملك محمد السادس منذ توليه العرش في عام 1999 بإنجاز إصلاحات سياسية عميقة وعزز الانفتاح الاقتصادي بما عمل على تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة. يتمتع المغرب الآن بنظام دستوري، بعد التعديلات على الدستور في عام 2011، والتي مكنت من تداول السلطة بين الأحزاب السياسية القائمة في البلاد والتي تملك تاريخاً غنياً في العمل السياسي في الحقب التي مر بها المغرب. هذا التطور في الحياة السياسية مكن من تطوير الأحزاب والجماعات السياسية من برامجها ذات الصلة بالاقتصاد والعدالة الاجتماعية والهوية.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة القبس
