في كرة القدم الحديثة، لم يعد النَّجاح مرهونًا بامتلاك مجموعة من اللَّاعبِينَ الموهوبِينَ، بقدر ما أصبح مرتبطًا بوضوح الفكرة، وقوَّة المشروع. المنتخباتُ التي تنافس -اليوم- على أعلى المستويات، لا تصل إلى البطولات الكُبْرى وهي تبحث عن نفسها، بل تدخلها وهي تعرف ماذا تريد؟ وكيف تلعب؟ ولماذا وصلت؟. ومن هذا المنطلق يقفُ المنتخبُ السعوديُّ قبل كأس العالم 2026 أمام لحظة مفصليَّة، لا تختبر قدرته على تحقيق نتيجة عابرة، بقدر ما تكشف حقيقة المشروع القائم خلفه.
التجاربُ العالميَّة تؤكِّد أنَّ البطولات لا تُكسب في سنةٍ أو اثنتين. ألمانيا احتاجت إلى صدمةٍ قاسيةٍ في مطلع الألفيَّة؛ لتعيد بناء منظومتها كاملة، وفرنسا لم تحصد ثمار استثمارها في القاعدة، إلَّا بعد سنوات من العمل الصَّامت، فيما نجحتِ اليابانُ؛ لأنَّها تعاملت مع التطوُّر كمسار طويل لا كقفزةٍ مؤقَّتة. هذه النماذج تطرحُ سؤالًا مباشرًا على واقع الكرة السعوديَّة: هل يُنظر إلى مونديال 2026 كهدفٍ نهائيٍّ، أم كمرحلةٍ ضمن مشروعٍ أطولَ وأعمقَ؟ اللاعبُ السعوديُّ يملكُ الموهبةَ والجرأةَ الفنيَّة، لكنَّ الإشكاليَّة المزمنة تكمنُ في غياب الهويَّة الثابتة. تغير الأساليب، وتعدد الرؤى الفنية، جعلا المنتخب يتأرجح بين مدارس مختلفة، دون أنْ يستقر على شخصية واضحة داخل الملعب. في كرة القدم الحديثة، الهويَّة ليست ترفًا فكريًّا، بل هي أساسُ المنافسة. إسبانيا لم تُهزم لأنَّها فقدت الموهبة، بل عندما فقدت وضوحَ الفكرة، والمنتخبُ.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة
