تقنين السن الرقمي... حين تصبح حماية عقل الطفل واجبا لا خيارا

لسنا أمام نقاش تقني، ولا اختلاف في وجهات نظر تربوية، بل أمام سؤال أخلاقي واقعي: من يحمي عقل الطفل؟ قرار أستراليا بحظر وسائل التواصل الاجتماعي على من هم دون السادسة عشرة لم يكن تشددا ولا وصاية، بل اعتراف صريح بأن ما يحدث للأطفال في الفضاء الرقمي خرج عن السيطرة. أن تترك طفلا وحيدا أمام خوارزميات لا تنام، ولا تشبع، ولا ترحم، ليس تطورا، بل تسليم هادئ للعقل قبل أن يكتمل.

في بيوتنا، الهاتف حاضر منذ الطفولة الأولى، لا بوصفه أداة، بل مهدئ، ومكافأة، وحارس صامت. نمنح الطفل حسابا قبل أن نمنحه لغة، ونضع بين يديه شاشة قبل أن نعلمه ضبط ذاته. المشكلة ليست في الجهاز، بل في الحسابات الخاضعة لخوارزميات لا تعبأ بثقافتنا، ولا بقيمنا، ولا بأعمار أبنائنا. خوارزميات عابرة للقارات، لكنها تزرع في كل بيت المقارنة، والسطحية، والتوتر، وتعيد تعريف النجاح والجمال والقبول بمعايير غريبة عن سياقنا الاجتماعي والديني. وحين يكون العقل غضا، غير مكتمل، فإن الأثر لا يكون عابرا بل تأسيسي.

نطالب الطفل بأن يكون «واعيا»، «محصنا»، «عارفا بالصح والغلط»، بينما نلقي به في عالم رقمي صاخب، لا يراعي عمرا ولا فطرة، علوم الأعصاب تؤكد ما يحاول البعض تجاهله: دماغ الطفل دون السادسة عشرة غير مكتمل في مناطق التحكم، والتركيز، وضبط الاندفاع. ومع ذلك، نجعله يواجه طاحونة رقمية لا تهدأ. محتوى سريع، مقارنات جارحة، إثارة متواصلة، حتى الإعلانات في هذه البرامج، تتسلل عبرها مشاهد العنف والإباحية إلى وعي الطفل، لتترك أثرا لا يزول، يخلخل براءته قبل أن يدرك العالم حوله. ثم نستغرب القلق، وتشتت الانتباه، واضطراب النوم، والانحدار الدراسي. كأننا نضع طفلا في قلب عاصفة، ثم نلومه لأنه ارتجف.

في كتابه اللافت (الجيل القلق)، يقرع عالم النفس الأمريكي (جوناثان هايدت) ناقوس الخطر بلا مواربة. يوثق.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة مكة

منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 14 ساعة
صحيفة عكاظ منذ 5 ساعات
صحيفة سبق منذ 9 ساعات
صحيفة سبق منذ 16 ساعة
قناة الإخبارية السعودية منذ 5 ساعات
صحيفة سبق منذ 20 ساعة
صحيفة عاجل منذ 3 ساعات